بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال خاص: خواطر عن غزة ... وأبعد (2)

    2014:09:19.13:08    حجم الخط:    اطبع

    جوهر المشكلة باقٍ

    كانت مواضيع الورشة، على وفرتها وتنوعها، تدور كلها حول محور واحد هو الصراع العربي- الإسرائيلي: ماضيه وحاضره ومستقبله. وعبّر جميع الخبراء الإسرائيليين عن قناعتهم بأن فكرة محو إسرائيل من الوجود أو إلقاء اليهود في البحر قد تبخرت وتلاشت في واقع الأمر، ولكن جوهر المشكلة لا يزال باقياً. فالصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، كما قالوا، هو صراع سياسي عسكري بمقدار ما هو صراع فكري أيديولوجي. بل نلاحظ بوضوح محاولتهم تصوير هذا الصراع على أنه صراع أخلاقي قيمي أيضاً، وتتجلى هذه المحاولة أوضح ما تتجلى في تصريح نتانياهو بعد اختطاف الشبان اليهود الثلاثة: «نحن نقدس الحياة وأعداؤنا يقدسون الموت! نحن نقدس الرحمة وهم يقدسون القسوة». وهو تصريح تدحضه بقوة وحشية تصرفات الحكومة الإسرائيلية ذاتها من ناحية، وقد يلقى، من ناحية أخرى، ما يوحي بصحته في أعمال التنظيمات الإرهابية والمتطرفة تحت ستار الدين والتي تنتشر في العالمين العربي والإسلامي. لذا، تحدّث باحثون عن المصلحة الإسرائيلية التي تقتضي إضعاف حركة حماس إلى أبعد الحدود وجعلها في وضعية «البطة العرجاء»، بدلاً من سحقها واستئصالها تماماً، لأن وجود حماس سيزوّد إسرائيل دوماً ببعض الشرعية لتبرير لجوئها إلى القوة ضد أية مقاومة فلسطينية، كما يزودها بحجّةٍ تسوقها أمام العالم بأنها دولة تقع في الجبهة الأمامية في الحرب الكونية ضد الإرهاب والتطرف.

    وتطرق الباحثون، الإسرائيليون والأجانب، إلى تداعيات الوضع العربي الراهن على القضية الفلسطينية، واتفق الجميع على أن «الربيع العربي» الذي ارتدّ إلى «شتاء عربي» بامتياز، قد انقلب في حقيقة الأمر، وفي سخرية عبثية، إلى وضع أشبه ما يكون بربيع دافئ لإسرائيل، حيث إن إسرائيل، صارت أكثر دول المنطقة ارتياحاً للوضع الراهن، فقد انهارت الدول التي كانت تعاديها بشدة، مثل سورية والعراق وليبيا، وتعاني غالبية الدول من أزمات داخلية سياسية واقتصادية مروعة، وتنهمك دول أخرى في تشكيل تحالفات ضد (أو مع) الإسلام السياسي أو إيران أو «داعش» أو غيرها. وهو وضع يجعل من الاهتمام بالقضية الفلسطينية نوعاً من الترف السياسي، على مستوى الحكومات على الأقل، ويجعل إسرائيل أقرب إلى حليف، بدلاً من عدو، للكثير من الحكومات العربية. وتثبت صحة هذا الرأي مقولة خبير سياسي اسرائيلي في الورشة: «كل الأبواب مفتوحة الآن»، في إشارة إلى وجود اتصالات عربية- اسرائيلية شاملة عبر قنوات علنية أو سرية، ومقولة لخبير آخر: «لا نشكو من ضغوط عربية بمقدار ما نشكو من ضغوط دولية خارج المنطقة نتيجة ما يحدث في غزة».

    والجدير ذكره أن القائمين على الورشة دعوا بعض الشخصيات الفلسطينية السياسية والأكاديمية والدينية والشبابية في إسرائيل للتعبير عن وجهات نظرهم في بعض المسائل الخلافية. وهو شيء في حد ذاته يعني الكثير. ومما يكسب احترامنا أن هؤلاء الأشخاص، على رغم مناصبهم في الجامعات والأجهزة الإسرائيلية، ما زلوا متمسكين بالمواقف الفلسطينية من هذه المسائل والتي تغاير المواقف الإسرائيلية. ومما يزيدنا احتراماً لهم أن معظمهم استطاعوا أن يقرأوا الأحداث السياسية في شكل عقلاني وموضوعي، بعيداً من الخطابات الانفعالية والنرجسية. ولم يتجنبوا، في سياق تحليلهم لأسباب هذه الأحداث ومجرياتها، ذكر الأخطاء والسلبيات الفلسطينية والعربية، بداية من عهد الانتداب البريطاني في أوائل القرن الماضي، مروراً بنكبة عام 1948 ونكسة عام 1967، وصولاً إلى انطلاق عملية السلام في أوسلو عام 1993 وما بعدها. وأكتفي هنا بذكر بعض جوانب هذه السلبيات من دون الغوص في تفاصيلها وشواهدها. فقد أشاروا مثلاً، إلى قِصر النظر عند السياسيين العرب وعجزهم عن التنبؤ الدقيق بأحداث المستقبل، ووضع المصالح الآنية والجزئية فوق المصالح الوطنية والقومية البعيدة المدى، والافتقار إلى الجرأة في مواجهة التحديات وتحمل المسؤولية، والميل دائماً إلى إلقاء اللوم على الآخرين، والنزعة الغيبية التي تسلم الأمر إلى القضاء والقدر حيناً، وتعلق الأمل على الغير حيناً آخر. ولا شك في أنها سلبيات لا تزال تهيمن على تصرفات أو عقليات كثير من العرب في الوقت الراهن.

    ومن بين الحكايات التاريخية التي سمعتها في الورشة حكاية شدت انتباهي وظلت تستحوذ عليّ: في آذار (مارس) عام 1934 قام الزعيم الصهيوني بن غوريون بزيارة لموسى العلمي، الشخصية السياسية الفلسطينية المرموقة في القدس، حيث طرح عليه فكرة مفادها أن الصهيونية ستجلب الازدهار الاقتصادي والتقدم الاجتماعي لفلسطين، فردّ عليه العلمي بأنه يفضل أن يبقى بلده مخرّباً لمئة سنة، على أن تقام دولة يهودية على أرض فلسطين. فماذا سيقول موسى العلمي، هذا الفلسطيني الوطني النزيه كما وصفه بن غوريون في يومياته، ماذا سيقول لو انبعث اليوم من قبره فيرى أن دولة إسرائيل قد قامت واستقرت على أرض بلده، وأن فلسطينه باتت مخربة ممزقة تعاني ما تعانيه اليوم؟ ويرى أن عالمه العربي يقع في مستنقع الفوضى والتفكك والضياع، في الشكل الذي لم يتصوره قط في حياته أم في مماته؟


    【1】【2】【3】

    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم