بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال خاص: خواطر عن غزة ... وأبعد (3)

    2014:09:19.13:08    حجم الخط:    اطبع

    هذه الانتصارات

    والأدهى أن الوضع العربي المأسوي الراهن حصل متزامناً مع «انتصارات عربية متتالية»، ولا يسعني إلا أن أعدد بعض هذه «الانتصارات» التي «تحققت» في هذا القرن الجديد، منها انتصار تنظيم القاعدة على «الكفار الصليبيين» بتدمير البرجين في نيويورك، وانتصار صدام حسين في «أم المعارك» سحقاً لـ «العلوج» الأميركيين، وانتصار معمر القذافي في ملاحقة المتظاهرين «زنقة زنقة»، وانتصار «أبطال بواسل في الجيش العربي السوري المنافح عن شرف الأمة وكبريائها في وجه كل عدو حاقد»، وانتصار «الثورة السورية المجاهدة على قوات النظام النصيري العلوي وشبيحته»، وأخيراً وليس آخراً، الانتصارات التي سجلتها وتسجلها حركة حماس في معاركها التاريخية من «حرب الفرقان» إلى «حجارة السجيل» حتى «العصف المأكول»... إن هذه «الانتصارات» ومثيلاتها في القرن العشرين أدّت مجتمعة إلى الخسارة العربية المذهلة، وأعادت إلى ذهني أبياتاً من قصيدة نزار قباني (هوامش على دفتر النكسة): «إذا خسرنا الحرب لا غرابة/ ...لأننا ندخلها /بكل ما يملك الشرقي من مواهب الخطابة /بالعنتريات التي ما قتلت ذبابة/ ...لأننا ندخلها/ بمنطق الطبلة والربابة».

    الخسارة العربية خلال السنين المئة الأخيرة، خصوصاً منذ النكبة الفلسطينية عام 1948، جاءت في تضادّ صارخ مع النجاح الباهر الذي حققته إسرائيل في الفترة نفسها تقريباً. هذا هو أقوى انطباع خرجتُ به من زيارتي لإسرائيل، ويشاركني في هذا الانطباع زملائي الذين سبقوا أن زاروا دولاً عربية عدة. فقد أتيح لي أثناء هذه الزيارة ركوب طائرة هليكوبتر للتحليق فوق الحدود الإسرائيلية، حيث تراءت لي الخضرة والنضرة من مدى بعيد، وكادت تنسيني أنني في الشرق الأوسط. كما شاهدت في متحف قاعة الاستقلال في تل أبيب (وأعلم ما يعنيه الاستقلال الإسرائيلي بالنسبة الى العرب كما في شعار «يوم استقلالكم يوم نكبتنا»)، صوراً لمنظر تل أبيب عام 1909، يوم هجرت إليها أول دفعة من اليهود من مدينة يافا المجاورة، كانت صوراً فوتوغرافية لأرض جرداء خالية من أية بقعة خضراء. وها هي تل أبيب اليوم، بعد مئة سنة تقريباً، مدينة في منتهى النظافة والحداثة والحيوية. وهل سيغضب أصدقائي العرب، إذا قلت إن عليهم أن يتعلموا من اليهود، الاهتمام بالتشجير والتخضير والزراعة مستفيدين من أنظمة الري الحديثة في الأراضي الصحراوية، التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة عالمياً، وفي تطوير نظام التعليم العصري وأساليب الإدارة الحديثة، وفي تفعيل دور المرأة في المجتمع، وفوق ذلك، في احتضان العالم والانفتاح على العصر؟ وهل سيغضبون إذا قلت: أثبتت قصة نجاح إسرائيل أنه بإمكان دول الشرق أوسط غير النفطية تحقيق نجاح تنموي لا يقل عن مناطق أخرى؟ وهل سيغضبون إذا قلت إنه بمقدار ما يتم تشويه وشيطنة مفهوم المقاومة في الأوساط الإسرائيلية، يتم اختزالها فلسطينياً وعربياً في العمليات العسكرية فقط، في حين أن المعنى العميق للمقاومة يقتضي الخوض في التنافس مع الخصم أو العدو، في بناء مجتمع حضاري متقدم، والمساهمة في إغناء الحضارة الإنسانية، أي ينبغي أن تشمل المقاومة معاني الخلق والبناء والتطور، التي من دونها لن يكون النصر إلا ضرباً من العنتريات الوهمية.

    تحولات كبرى؟

    لا يختلف اثنان من المتابعين لقضايا الشرق الأوسط على أن المنطقة تمر الآن بتحولات كبرى، حيث تبدلت وتتبدل مفاهيم العدو والصديق، ويلوح في الأفق خطر تقسيم دول عربية أساسية في المستقبل غير البعيد، نتيجة للصراعات الداخلية المرتبطة بالتغير الحاصل جيو-سياسياً في المنطقة وفي العالم، وبات التطرف الديني والتنظيمات الإرهابية المختلفة العدو المشترك لجميع الدول تقريباً. وتتطلب هذه التحولات أن تعيد دول المنطقة حساباتها الاستراتيجية كما تعيد النظر إلى مفاهيم الذات والآخر والعلاقة بينهما، ومفاهيم الدولة والسلطة والشعب وغيرها من المفاهيم المسلم بها منذ عقود، على مستوى الحكومات كما على مستوى الشعوب، وتعيد قراءة التاريخ بشكل جديد لاستخلاص العبر والدروس منه لإضاءة المستقبل.

    وفي الجلسة الأخيرة من ورشتنا تناول المشاركون بإسهاب توقعاتهم لهذه التحولات وآثارها المحتملة على المنطقة والعالم. وتحدث الأستاذ أوزي رابي، مدير مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، وهو يهودي عراقي الأصل، عن المناظرة الكبيرة التي جرت وتجرى الآن في إسرائيل حول هوية هذه الدولة، حيث يرى البعض أنها دولة أوروبية الهوية على رغم وقوعها في الشرق الأوسط، ويتعود هؤلاء على النظر إلى الدول المجاورة نظرة استعلاء واستخفاف، ويرى البعض الآخر أن إسرائيل دولة شرق أوسطية على رغم كل المشاكل مع الجوار، لذا، تقتضي مصلحة إسرائيل البعيدة المدى تحسين علاقاتها بجيرانها، وتبعاً لذلك، تقديم تنازلات «مؤلمة» لمصلحة الفلسطينيين، لا لأنه واجب ضميري أخلاقي فقط، بل لأنه واجب سياسي لولاه لن تكون مقبولة لدى الشعوب العربية ولن تقدر على العيش في محيط آمن. وتطرق بعض المشاركين إلى المناظرات الفكرية التي ظهرت في الساحة العربية أيضاً، ودعوة بعض النخب السياسية والثقافية إلى نبذ عقلية المعادلة الصفرية (zero-sum game)، لتحل محلها عقلية الفوز للجميع (win-win)، ليس عربياً وإسرائيلياً فقط، بل عربياً-عربياً، وعربياً-إيرانياً أيضاً. لِمَ لا والجميع في هذه المنطقة أبناء أمة واحدة، أو أتباع لدين واحد، أو أحفاد لسلف واحد؟

    ليس سهلاً الحديث عن السلام والأمل وقنابل القتل تنفجر وصفارات الإنذار تدوّي، ومع ذلك سأختتم هذه المقالة بفقرتين من أجمل ما سمعت في زيارتي لإسرائيل:

    «أتمنى أن يقرأ الشعب اليهودي شعر محمود درويش، لكي يعرف مشاعر الفلسطينيين وإنسانيتهم ويفهم معاناتهم وتطلعاتهم في الصراع الدائر بيننا، الأمر الذي قد يساعد على تخفيف العداوة وسوء الفهم.» (الأستاذة أوفرا بنجو، باحثة من مركز موشي دايان ومترجمة شعر محمود درويش إلى اللغة العبرية).

    «حين تخرج إلى خارج المنطقة تجد فعلاً أن في الشرق الأوسط عقل مجنون يفكر بالطريقة التي لا تمت الى الدين بأية صلة ولا الى الإنسانية بأية صلة... حينما ننظر إلى الحرب الدائرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ندرك كم نحن حمقى ومجانين. إن الله لا يريد ذلك. نحن الموجودين على هذه الأرض، فلسطينيين ويهوداً، عددنا قد لا يتجاوز 15 مليوناً، وهذه الأرض واسعة تسعنا جميعاً، لكن عقولنا لا تسع أنفسنا. وإذا تركنا المجانين دائماً يقودوننا، نصبح مجانين مثلهم. نحن الفلسطينيين نحب أن نعيش في سلام بجانب اليهود، من دون عنف، مع الاحترام للإنسان وكرامته. ومن حق اليهود أيضاً أن يعيشوا بسلام، وهكذا نكون محبين لله سبحانه وتعالى». (الشيخ ماهر عساف، مشرف ومعلم التربية الإسلامية في مدرسة SOS قرية أطفال مار أفرام السرياني).

    • (نشرت هذه المقالة في الحياة، ٣١ أغسطس/ آب ٢٠١٤)


    【1】【2】【3】

    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم