بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    مقال خاص: خواطر عن غزة ... وأبعد

    2014:09:19.13:08    حجم الخط:    اطبع

    بقلم د. شوي تشينغ قوه، عميد كلية الدراسات العربية في جامعة الدراسات الأجنبية - بكين

    قمت في تموز (يوليو) الماضي بزيارة إلى إسرائيل لحضور ورشة عمل حول «إسرائيل والشرق الأوسط» في جامعة تل أبيب، شارك فيها 18 أكاديمياً من مختلف دول العالم. وأهمية هذه الزيارة بالنسبة إلي، لا تكمن في كونها زيارتي الأولى لإسرائيل، بحيث أتاحت لي فرصة للنظر إلى قضايا المنطقة من منظار جديد فقط، ولا في غنى المحاضرات الأكاديمية واللقاءات التفاعلية والزيارات الميدانية التي حفل بها البرنامج، بل في تزامنها مع الجولة الجديدة من الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة «حماس». فطوال الأسبوعين كانت صفارات الإنذار تتنامى إلى أسماعنا في شكل شبه يومي، سواء أكنا في تل أبيب أم في القدس. نعم، كانت إسرائيل في حالة حرب كما يعرفها العالم، ولكن، يقيني أن دلالات الحرب تختلف اختلافاً كبيراً بالنسبة إلى طرفيها: كانت مدن إسرائيل، بساحاتها وأسواقها وباراتها، لا تزال مملوءة بأهلها، وكانت شواطئ تل أبيب لا تزال مزدحمة بمحبي الشمس والبحر والسباحة، لأن مواطنيها واثقون بأن نظام القبة الحديد قادر على حمايتهم من الصواريخ التي انطلقت من غزة. أما سكان غزة، فكانوا، ولا يزالون حتى لحظة كتابة هذه المقالة، يعيشون مأساة إنسانية كبرى حيث ترتفع صيحات الثكالى والأيتام وتتطاير شظايا القذائف وأشلاء الأجساد، وهي مشاهد ترسخت في أذهان كل من يتابع التغطيات الإخبارية للمأساة، وكأن غزة كلمة لا تحمل معنى سوى المأساة.

    صحيح أن تجليات الحرب لم تتبين بوضوح في الظاهر الإسرائيلي، لكنها لم تغب عن إدراك المراقبين للمجتمع الإسرائيلي من الداخل، فكان أصحاب الفنادق السياحية يشكون من قلة السياح الأجانب في هذا الموسم السياحي التقليدي، وكانت أحاديث الناس وأخبار التلفزيون المحلي تدور كلها حول الحرب. وأتذكر أن طالبة جامعية يهودية من أصل روسي صادفتها في حيفا طرحت عليّ سؤالاً: «لماذا لا يقف العالم الى جانبنا في حربنا ضد الإرهاب؟ وما ذنبنا ونحن ندافع عن شعبنا وبلادنا؟». كانت تسألني بنبرة تشي بالاستغراب والقلق وخيبة الأمل. أما المناقشات التي أُجريت في أعقاب المحاضرات واللقاءات، فلم تخل من ملاسنات لفظية تصل في بعض الأحيان إلى درجة الحدة والتوتر بين المحاضرين الإسرائيليين والأكاديميين الأجانب، خصوصاً عندما تتعلق بالاحتلال والمستوطنات وجدار الفصل والعقاب الجماعي. وشهدت شوارع تل أبيب تظاهرات يهودية عدة بين المؤيدين للحرب ومعارضيها. وبعد زيارتنا الى متحف المحرقة اليهودية في القدس واستماعنا إلى شرح لمعاناة اليهود في غيتو وارسو الشهير قبيل الحرب العالمية الثانية، كنا نتهامس في ما بيننا: لا شك في أن معاناة الشعب اليهودي جديرة بالتعاطف، ولكن ماذا عن معاناة الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة - التي صارت أكبر «غيتو» في عالمنا المعاصر بل أكبر معتقل فيه؟

    هكذا، كشفت حرب غزة الأخيرة مجدداً عن مكامن الضعف في إسرائيل: التناقضات والتوترات الداخلية في عمق المجتمع، الحيرة من مستقبل مجهول، والقلق الناتج من سلبية الرأي العام العالمي وقلة ثقة الذات بالشرعية الأخلاقية للسياسة الإسرائيلية الحالية، وهو القلق الذي لا يخففه اعتقاد الناس بأنهم أصحاب الحق في العيش في «أرض الميعاد» هذه التي يظنونها «وطنهم التاريخي» أيضاً. وهكذا، استطاعت غزة مجدداً، ببؤسها وشقائها ودمويتها، «تعكير مزاج العدو وراحته، لأنها كابوسه، لأنها برتقال ملغوم، وأطفال بلا طفولة، وشيوخ بلا شيخوخة، ونساء بلا رغبات» على حد قول الشاعر محمود درويش. وأما أطفال غزة، فيا لهم من أطفال! لأنهم - كما كتب صحافي من هيئة الإذاعة البريطانية - إذا بلغوا السادسة من العمر، فيعني ذلك أنهم قد اختبروا ثلاث حروب: في 2008، و2012 و2014!


    【1】【2】【3】

    تابعنا على

    الأخبار ذات الصلة

    تعليقات

    • إسم