بكين   مشمس جزئياً 28/16 

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحقيق: سكان الأغوار معاناة دائمة بسبب أوامر إخلائهم المتكررة بغرض التدريبات العسكرية الإسرائيلية

    2014:10:10.08:35    حجم الخط:    اطبع

    نابلس 9 أكتوبر 2014 / يقف المواطن جميل بني عودة حائرا بين مئات الأغنام خاصته في منطقة (الرأس الأحمر) في طوباس بأغوار الضفة الغربية، فيما يقلب أمرا عسكريا إسرائيليا بإخلاء منطقة سكنه لمدة 3 أيام بلياليها لإجراء تدريبات عسكرية. وبني عودة ليس وحده من استلم قرار الإخلاء بل أن أكثر من 20 عائلة أخرى تسكن (الرأس الأحمر، وأم الرياح، والمالح، ويرزا، والميتة) في الأغوار تلقت يوم أمس (الأربعاء) أوامر مماثلة من السلطات الإسرائيلية بهدف التدريبات العسكرية. وينظر بني عودة إلى أغنامه متسائلا "كيف يمكن أن أنقل هذه الاغنام وصغارها حديثة الولادة في هذا الوقت من مكان إقامتي في الرأس الأحمر إلى مكان آخر ثم أعود بها بعد 3 أيام". ويقول لوكالة أنباء ((شينخوا)) وقد بدت على وجهه ملامح الخوف "لدي 500 رأس من الأغنام وبعضها من سن يوم إلى أسبوع (...) كيف سأنقلها وأين أضعها فلا يوجد حظائر بالمناطق الجبلية الوعرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خسارة عدد كبير منها". ويحتاج بني عودة وغيره من مربي الماشية التي يعيش منها هؤلاء البدو في منطقة الاغوار إلى حظائر مغطاة وأسلاك شائكة لوضع ماشيتهم فيها، وعندما يتم نقلهم وترحيلهم من مساكنهم لا يجدون ما يتدبرون أمرهم به خصوصا في ظل قدوم فصل الشتاء وما يسببه من متاعب إضافية على حياة السكان .

    وتقع أغوار الضفة الغربية ضمن المناطق المصنفة (ج) حسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل الموقع عام 1994 وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية الكاملة. ويقول رئيس مجلس محلي وادي المالح والأغوار عارف ضراغمة ل((شينخوا))، إن الجيش الاسرائيلي "أخطر عائلات يزيد عددها عن العشرين لإخلاء أماكنهم بغرض إجراء تدريبات بالذخيرة الحية ". ويضيف ضراغمة، أن السكان "قلقون من محاولات تهجيرهم وعدم السماح لهم بالعودة إلى أماكنهم مرة أخرى"، متسائلا عن الهدف من التدريبات بين اماكن تربية الاغنام وسكن هؤلاء الناس. ويقول بني عودة، إن الأمر لا يقتصر على الأغنام فحسب "بل لا يوجد مكان آمن لي ولعائلتي التي تضم ثمانية أفراد بينهم ثلاث بنات صغار" يزدن من معاناته وخوفه. ويشير بني عودة إلى منطقة داخل المرعى الذي يقيم فيه قائلا "ترك الجيش الإسرائيلي عشرات القذائف التي لم تنفجر في المرات السابقة من التدريبات، وقمت بتغطيتها بصخور كبيرة حتى لا تنفجر بأحد أفراد العائلة". ويضيف "هذه قنابل وقذائف تركها الجيش الإسرائيلي ويمكن أن تنفجر في أي وقت ولا نعلم متى ومن سيكون الضحية".

    وعادة ما يترك الجيش الإسرائيلي مخلفات التدريب في هذه المناطق الرعوية التي اعتاد السكان الفلسطينيون رعي ماشيتهم فيها ما أدى لوقوع إصابات وقتلى إثر انفجارها بحسب ما يقول مسئولون فلسطينيون. وبهذا الصدد يقول العميد جمعة موسى مدير (المركز الفلسطيني لمكافحة الألغام) ل((شينخوا))، إنه منذ العام 1982 وحتى هذا الوقت قتل 9 فلسطينيين وأصيب 31 آخرون في منطقة طوباس وحدها بسبب "انفجار قذائف ومخلفات الجيش الإسرائيلي". ويضيف موسى "في منطقة المالح هناك ميدان لتدريب الجيش الإسرائيلي، وعادة ما يتم ترك مخلفات وراء الجنود قد تنفجر بأي لحظة بالرعاة والأطفال". ويتابع "كما أن هذه الأجسام يجهلها الكثير من سكان المنطقة فأحيانا يأخذها الأطفال للعب، وأحيانا أخرى يحاولون بيعها كمادة نحاسية، وهذا في غاية الخطورة على حياتهم والسبب هو تدريبات الجيش وسط مساكن هؤلاء". ويؤكد موسى، أن الارتباط الفلسطيني عادة "يقوم بإبلاغ الجيش الاسرائيلي عن هذه المخلفات لإزالتها ولكن نادرا ما يتم الإبلاغ عن وجودها من قبل السكان بسبب جهلهم بها وهذا ما يوقع خسائر بأرواحهم نتيجة العبث بها". من جانبه يعتبر مسئول ملف الأغوار في طوباس معتز بشارات ل((شينخوا))، أن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية بحق هؤلاء السكان "هو مخطط للضغط عليهم من أجل حثهم على ترك مناطق سكناهم". ويتساءل بشارات باستهجان "لماذا إذا يتم التدريب وسط منازل السكان وهو أمر مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية". ويتهم بشارات الجيش الاسرائيلي "بتعمد الضغط على السكان خاصة خلال السنوات الأخيرة من خلال القيام بتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية "، معتبرا أن الأمر "مثير للقلق بأن يتلقوا يوما ما أمرا بالإخلاء ثم لا يسمح لهم بالعودة وهذا ما تخطط له إسرائيل فعليا".

    وتقوم الجهات الرسمية الفلسطينية،بحسب بشارات، بمتابعة قانونية مع مختلف مؤسسات حقوق الإنسان المحلية والدولية لرفع دعاوى على الجيش الاسرائيلي ووقف هذه الأوامر والتدريبات وسط أماكن السكان لما تحمله من خطر على حياتهم. ويضيف بشارات، أن السلطة الفلسطينية "ترفع تقارير مفصلة بكل ما يحدث في هذه المناطق إلى الجهات الدولية المختصة وخصوصا في الاتحاد الأوروبي". وتسيطر إسرائيل على ما مساحته 87 في المائة من أراضي الأغوار الحدودية مع الأردن، وهي تنظر إليها كمحمية أمنية، وتقول إنها تريد أن تحتفظ بالمنطقة ضمن أي حل مع الفلسطينيين الذي يرفضون ذلك مطلقا. وفي انتظار الضغط الدولي على إسرائيل لمنع ترحيل هؤلاء خلال فترات التدريبات العسكرية لا يبقى لبني عودة وغيره من سكان تلك المناطق إلا الامتثال للأوامر العسكرية الإسرائيلية وإخلاء المنطقة حتى لو فقد أغنامه في الجبال الوعرة، أو حتى أحد أطفاله جراء انفجار مخلفات الجيش لدى عودته إلى منطقته بحسب ما يقول .

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على