مقالة : طرفا القارة البعيدان ينبغى أن يتقاربا

بكين 13 أكتوبر 2014 /خلال زيارته الأوروبية الأخيرة أوضح رئيس مجلس الدولة الصيني لى كه تشيانغ أن الصين ترغب بشدة فى تحقيق تقدم كبير فى تعاونها مع أوروبا .

وفى كلمته الرئيسية فى قمة هامبورج السادسة يوم السبت فى ألمانيا قال لى " إن كل شيء ممكن " عندما يضم أضخم اسواق العالم الصاعدة وأضخم اقتصادات العالم المتقدمة جهودهما سويا .

وقد قام كبار قادة الصين برحلات متعددة إلى أوروبا هذا العام .

ويذكر أن هذه هى الرحلة الثانية التى يقوم بها لى إلى أوروبا هذا العام فى أعقاب زيارة الى بريطانيا واليونان فى شهر يونيو . وقد وصل الى روسيا اليوم (الإثنين) بعد قضاء عدة أيام فى ألمانيا وسوف يتوجه إلى إيطاليا لزيارة مقر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) فى روما وحضور قمة اجتماع آسيا -أوروبا (آسيم) العاشر فى ميلانو.

وقد تبع لى خطوات الرئيس شى جين بينغ الذى قام بجولة فى أربع دول أوروبية وزار مقر رئاسة الاتحاد الأوروبى فى شهر مارس .

وتتسم التفاعلات بين الطرفين المتقابلين للقارة الأوراسية الشاسعة بتاريخ يتسم بالتعقيد .

وكان التأثير اتجاها واحدا فى المعتاد. فقد ترك المستعمرون الأوروبيون بصمة مأساوية فى الصين نتيجة الحروب والامتيازات ،لكن الأفكار والتكنولوجيات الجديدة من أوروبا وسعت آفاق الدولة وحققت تغيرات سياسية واجتماعية مثيرة فى القرن الماضى .

وفى السنوات الأخيرة هيمنت التجارة على التبادلات . وعلى سبيل المثال يعد الاتحاد الاوروبى اكبر شريك تجارى للصين كما أن الصين ثانى اكبر شريك تجارى للاتحاد الأوروبى . وقال رئيس مجلس الدولة فى خطابه انه فى خلال الدقائق العشرين التى تحدث فيها جرى تبادل عدة ملايين من الدولارات الأمريكية بين التجار الصينيين والأوروبيين.

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن الصين تتطلع الى المزيد . وفى ألمانيا قال إن العلاقات بين الصين والمانيا تتجاوز مجرد " علاقة مشتري- بائع " .

وهذه حقيقة أيضا بالنسبة للعلاقات بين الصين وأوروبا .

وتأمل الصين فى الارتقاء بعلاقات الأعمال من التركيز التقليدى على الاستيراد والتصدير . وبعد سنوات من التنمية الصناعية ،أصبح للشركات الصينية تفوق فى المنافسة وتتطلع الآن قدما إلى سوق أوروبية مفتوحة. ويرغب المستثمرون الصينيون فى الاستثمار فى أوروبا والاستثمار مع شركاء أوروبيين فى أسواق أخرى .

والأكثر أهمية فإن الصين تحرص على العمل مع الأوروبيين فى مجالات متفوقة مثل تكنولوجيا الفضاء والصناعات الصديقة للبيئة فضلا عن قطاع الخدمات الذى تتميز فيه الصين بالسوق وأوروبا بالمعرفة الفنية .

كما أن هناك أيضا أسبابا جيوسياسية وأمنية لإقامة علاقات أوثق بين الصين وأوروبا .

تجدر الإشارة الى ان القارة الاوراسية لم تكن ابدا خالية من النزاعات . وهناك الكثير من النزاعات بعيدة عن الحل بل إن بعض النزاعات يزداد سوءا. وباعتبار أوروبا والصين من الفواعل المهمة فى الصورة ،فإن بمقدورهما التأثير ايجابيا على هذه المشكلات اذا ما تحسنت معرفة كل منهما بالآخر وازدادت ثقة الواحد بالآخر وعملا سويا عن قرب .

وفى النهاية فإن التعاون سوف يساعد فى تكوين مجموعة أوروبا-آسيا ذات المصالح المشتركة والاستقرار المشترك.