تعليق: اسباب وتداعيات التصريحات المتناقضة بين امريكا وتركيا حول انضمام الاخيرة إلى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش"

نفى مسئول في مكتب رئيس الوزراء التركي يوم 12 اكتوبر الجاري أن تكون بلاده قد وافقت على استخدام قواعدها من قبل الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" ،وإن تركيا لم تتوصل إلى اتفاق جديد في هذا الشأن، وذلك حسب ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية يوم 14 اكتوبر الجاري. وقد أثارت مثل هذه التصريحات المتناقضة بين الولايات المتحدة وتركيا ضجة عالميا.

لا يزال ينفذ الطيران الامريكي وحلفائها غارة جوية ضد أهداف لداعش في العراق وسوريا منذ 7 اكتوبر الجاري، وبلغت عدد الغارات الجوية المنفذة أكثر من 20 غارة. ومع ذلك، فإن عدم مشاركة قوات بحرية في الهجوم صعب من عملية احتواء الجماعات المتطرفة المسلحة.ووفقا لما اعلنته منظمة "هيومن رايتس ووتش" يوم 10 اكتوبر الجاري، فإن مقاتلي الدولة الإسلامية يسيطرون على 40 في المائة من اراضي عين العرب أو كوباني السورية . كما قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا ، أن كوباني محاطة فقط بمخرج ضيق يؤدي الى الحدود التركية.

وتقوم الولايات المتحدة باتصالات مع الحكومة التركية على نحو متزايد مؤخرا، لاتخاذ اجراءات ايجابية بشأن شن هجمات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش". في حين أن الطرف الأخر لم يبدي اي تصريح بشأن ذلك. وبالتالي، يلعب الطرفان مسرحية هزلية على المسرح العالمي.

لكل طرف خطة

لا تزال تركيا مترددة بشأن الانضمام إلى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" لاعتبارات عديدة. أولا، تخشى تركيا من أن يهدد انضمامها إلى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" امن الوطن. وقال لي وي، مدير مركز الأبحاث بشأن مكافحة الإرهاب التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية، أن ضرب تنظيم الدولة الاسلامية " داعش" حاليا قد يجعل اتجاه الاكراد في شمال العراق نحو الاستقلال اكثر وضوحا،مما سوف يؤثر على الاكراد في جنوب شرق تركيا ويهدد الوضع الامني في تركيا. أما لى شاو شيان، نائب مدير معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، فإنه يرى أن تركيا تخشى من شن تنظيم الدولة الاسلامية " داعش" هجمات انتقامية إذا ما انضمت الى التحالف ضدها. وإن وراء حرص الولايات المتحدة على الإعلان بأنها قد تقنع تركيا لموافقة على توفير المرافق والقوة اللازمة لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية " داعش"، غرض خفي ايضا

وحسب تحليل للي تشون يينغ استاذ كلية العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون،فان تأثير الغارات الجوية على الحدود السورية خطير، وينبغي ان تكون ارض المعركة على جدول الاعمال. كما ان الولايات المتحدة لا تريد الغرق في المستنقع. وعلى أساس الاعتبارات الجيوسياسية، فإن تركيا مجاورة لسوريا والعراق وهي عضو في حلف الناتو. لذلك، تعمل الولايات المتحدة على الضغط على تركيا. كما أن حرص الولايات المتحدة على توسيع نطاق التحالف ضد الإرهاب في العراق هو من أجل تقاسم النتيجة مع المجتمع الدولي . وقال لي وي،ان الوضع الجيوسياسي لتركيا مهم استراتيجيا، وبسبب مشكلة الاكراد، فإن تركيا عكس غيرها من الحلفاء لن تستطيع الهروب من الانضمام الى التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش". لذلك، فإن سحب تركيا الى التحالف مهم جدا حتى يكون مكافحة الولايات المتحدة لتنظيم الدولة الاسلامية " داعش" فعال.