جميع الأخبار|الصين |العالم|الشرق الأوسط|التبادلات |الأعمال والتجارة | الرياضة| الحياة| العلوم والثقافة| تعليقات | معرض صور |

الصفحة الرئيسية>>الشرق الأوسط

تحقيق إخباري: في اليوم العالمي للطفولة.. معاناة ومصير مجهول لأطفال النازحين السوريين في لبنان

/مصدر: شينخوا/  14:58, November 21, 2014

تحقيق إخباري: في اليوم العالمي للطفولة.. معاناة ومصير مجهول لأطفال النازحين السوريين في لبنان

مرجعيون (جنوب لبنان) 20 نوفمبر 2014 / تحمل عبلة المداحي النازحة السورية من (حلب) طفلها سامر الذي لم يتجاوز العام ونصف بين ذراعيها وتسير به حوالي ساعة يوميا ذهابا وايابا، وهي المدة التي تحتاجها لقطع 5 كيلو مترات تشكل المسافة الفاصلة بين سكنها في (وادي الحاصباني) من جنوب لبنان، والمتجر الذي تعمل فيه في بلدة (كوكبا).

رحلة العذاب اليومية المتواصلة منذ أكثر من عام لعبلة وطفلها، سببها أنها لم توفق بعمل قريب من الغرفة التي تقيم بها ومتجر الملابس الذي تعمل فيه براتب 200 دولار أمريكي شهريا.

وتقول عبلة لوكالة أنباء (شينخوا) إن "صاحب العمل وافق على وجود طفلي إلى جانبي في متجره، لكن المشكلة التي اوجهها تكمن في العذاب الذي اتكبده مع طفلي في الطريق صيفا وشتاء."

وتضيف "ليس باليد حيلة لتجاوز ذلك، فبدل النقل بالسيارة إلى عملي يوازي نصف راتبي، لذا قررت تقاسم العذاب مع طفلي المسكين المحتجز في المتجر طوال النهار، لا تمكن من تأمين جزء من احتياجات عائلتي.

والماساة التي يعيشها الطفل سامر، تنسحب على آلاف اطفال النازحين السوريين الذين يعيشون في ظروف حياتية صعبة، كما يقول احمد العليبي النازح من (ادلب)، والذي يقيم وأطفاله السبعة في خيمة من قماش في سهل (مرجعيون).

ويقول إنه يعمل مع 4 من اطفاله في الحقول الزراعية لتأمين مصاريف العائلة "خاصة بعد تقتير الجهات الدولية لتقديماتها بذريعة عجز ميزانية المفوضية العليا لشئون اللاجئين"

ويشكو بأن المساعدات باتت غير كافية بعد انخفاضها بنسبة 30 إلى 40 في المئة خلال النصف الثاني من العام الحالي.

ويشرح احمد أن "كل طفل ما فوق الخمس سنوات يعمل في الحقول يتقاضي مبلغ دولارين إلى ثلاثة دولارات أمريكية يوميا، علما أن ايام العمل محكومة بحالة الطقس وبحاجة رب العمل للعمال الزراعيين."

ويعتقد الدكتور في علم الإجتماع عبد القادر عبودي النازح من ريف دمشق إلى احدى قرى جنوب لبنان أن "الطفولة السورية النازحة في خطر فالظروف الحياتية والمعيشية والتربوية والبيئية والنفسية للأطفال كلها قاسية وغير مناسبة."

ويضيف إن "الطفل السوري النازح محروم من الرعاية ومقومات الغذاء والتعليم كما يعيش في حالة من الفوضى الإجتماعية والحياتية والحرمان مما سيترك انعكاسات سلبية كبيرة على نفسيته وشخصيته مستقبلا لتصبح متوترة وعدائية."

ويوضح أن أجيالا عدة من اطفال الحرب الدائرة في سوريا الذين يشكلون شباب الغد سيواجهون مستقبلا به مشاكل كبيرة على صعيد بنيتهم النفسية والاجتماعية.

ويؤكد أن أوضاع الطفولة السورية النازحة، يمكن وصفها بالخطرة جدا وأن سلبياتها ستكون قاسية على المجتمع السوري كله لاحقا.

وعن أوضاع الأطفال يقول الطفل النازح حسان ابو الغريز (12عاما) الذي لم يتسن له أن يتابع دراسته ل(شينخوا) أن اجر الطفل يبدأ بدولار أمريكي واحد ولا يتجاوز ال 5 دولارات، مشيرا إلى أنه يتعب كثيرا في العمل وأنه يعطي أجره لوالده.

ويشرح بدوره الطفل النازح غسان العيس (13 عاما) أنه لا يعرف ماهو اليوم العالمي للطفولة وأنه يعمل من أجل دفع ثمن الخبز.

من جهة ثانية، يواجه الأطفال الذين ولدوا حديثا مشكلة الحصول على هويات ووثائق قيد، ويقول أحد العاملين في مجال اغاثة السوريين إنه منذ حوالي سنة ولد في مخيمات النازحين المتعددة والمنتشرة في سهول بلدات (مرجعيون) و (الماري) و (المجيدية) في القطاع الشرقي من الجنوب لبنان حوالي 74 طفلا.

ويضيف الناشط الذي طلب عدم ذكر اسمه أن 11 طفلا فقط من بين هذه الولادات يحملون وثائق ولادة بمساعدة مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.

ويتساءل النازح شادي الهيشي عن مصير طفله الذي دخل عامه الثاني دون ان يتمكن من تسجيله لدى دوائر النفوس في سوريا، مشيرا الى أن آلاف العائلات النازحة التي رزقت باولاد تواجه مشكلة كبيرة على هذا الصعيد.

ويعتبر النازح احمد ابو سعيدي ان تسجيل المولود يشكل مشكلة مستعصية، ذلك ان هذا الأمر يتطلب مصاريف مادية تعجز معظم العائلات عن تأمينها، والقوانين المرعية في لبنان تفترض أن يكون للطفل إفادة من المستشفى تثبت تاريخ ولادته على أن يتم تثبيتها لدى مختار المحلة ثم تصدق في دائرة الأحوال الشخصية ووزارة الخارجية اللبنانية ليتم تسجيلها في السفارة السورية.

ويضيف أن اتمام كل هذه الاجراءات تحتاج إلى انتقال ووقت ومصاريف، وأنا تكلفت قرابة 133 دولارا أمريكيا من اجل تسجيل طفل ولم تنجز المعاملات.

ويوضح أن بعض النازحين يستعيضون عن تلك التكلفة بتهريب الأطفال وتسجيلهم في سوريا، وأن أعداد كبيرة جدا من المولودين يعيشون حاليا في لبنان بدون جنسية.

يذكر أن اليوم يصادف اليوم العالمي للطفل بناء على توصية من الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954 ليكون ذلك اليوم يوما للتآخي والتفاهم بين أطفال العالم أجمع وللعمل من أجل مكافحة العنف ضد الأطفال وإهمالهم، واستغلالهم فى كثير من الأعمال الشاقة التى تفوق طاقتهم.

وحثت الأمم المتحدة الحكومات على سن قوانين وأنظمة لحماية حق الطفولة وبما يعانى منه الأطفال فى بعض دول العالم من ألوان العنف.

وتقوم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سنويا بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للطفل بالتحذير من المخاطر التى يواجهها الأطفال الذين يتأثرون بالنزاع المسلح فى بلدان مختلفة وأثناء الحروب، وكذلك التدابير المتخذة لتلبية احتياجات هؤلاء الأطفال.


【1】【2】【3】

صور ساخنة

أخبار متعلقة

 

أخبار ساخنة