أوكلاند 21 نوفمبر 2014 /غادر الرئيس الصيني شي جين بينغ هنا متوجها إلى فيجي اليوم (الجمعة)، مختتما زيارة مثمرة لنيوزيلندا رسمت مسار التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.
وكانت هذه هي الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها شي لنيوزيلندا بعد توليه منصبه كرئيس العام الماضي، والأولى التي يقوم بها رئيس صيني للبلاد منذ 11 عاما.
الارتقاء بالعلاقات "النموذجية"
ان أحد أبرز النتائج الناتجة عن زيارة شي التي استمرت ثلاثة أيام لنيوزيلندا هي الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة.
وقال شي للحاكم العام لنيوزيلندا جيري ماتيباري خلال اجتماعهما إن العلاقات بين الصين ونيوزيلندا في مقدمة العلاقات الصينية مع الدول المتقدمة، وانها ضربت مثالا جيدا على التفاعل بين الدول ذات الانظمة السياسية المختلفة وكذا التاريخ والثقافة ومراحل التنمية المختلفة.
وأوضح شي خلال محادثاته مع رئيس وزراء نيوزيلندا جون كي في ولينجتون إن البلدين أقاما ثقة سياسية متبادلة رفيعة المستوى وحققا تعاونا مربحا للطرفين في مجموعة كبيرة من المجالات على أساس التفاهم المتبادل والشمولية والمساواة.
واقترح على البلدين الحفاظ على الاتصالات رفيعة المستوى وتشكيل نمط متعدد الطبقات والقنوات للتبادلات الثنائية والتعاون الثنائي.
وإشار إلى انه يتعين على الصين ونيوزيلندا تقوية التبادلات في مجال الدفاع وانفاذ القانون، وتعزيز التعاون في مكافحة الفساد وملاحقة المسؤولين الصينيين الفاسدين وأصولهم غير القانونية.
وعلى الساحة الاقليمية، أشار شي إلى ان الصين ونيوزيلندا عضوان فى الابيك وطرفا تفاوض في الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية، وحث الطرفين على تعزيز التنسيق والتعاون في إطار الآليتين ودفع التكامل الاقتصادي في آسيا-الباسيفيك.
وقال شي إن الصين ونيوزيلندا يمكنهما التعاون في المساعدة فى التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة اقليمية تعود بالنفع على كافة الأطراف وفى إقامة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
وقال شي، الذي وصف جنوب الباسيفيك بانه امتداد طبيعي للمبادرة الصينية الخاصة باقامة طريق الحرير البحري للقرن الـ21، إن بكين ترحب بمشاركة نيوزيلندا في البرنامج، وهو ما سيحقق تقدما أكبر في التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي.
توسيع نطاق التعاون العملي
بعد اختتام محادثاتهما، شهد شي وكي توقيع عدد من وثائق التعاون الثنائي في مجالات مثل التغير المناخي والتعليم والشئون القطبية الجنوبية والمالية والسياحة وسلامة الغذاء. كما حضرا معرضا للتكنولوجيا الزراعية في أوكلاند. وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لنيوزيلندا للمرة الأولى في 2013، وان هدف مضاعفة حجم التجارة البينية إلى 20 مليار دولار نيوزيلندي (15.69 مليار دولار أمريكي) بحلول 2015 تحقق قبل موعده المحدد. ومحثا على تحقيق مبكر للهدف الجديد الخاص بزيادة حجم التجارة الثنائية إلى 30 مليار دولار نيوزيلندي (حوالي 23.5 مليار دولار أمريكي) في 2020، قال شي إنه ينبغي على الجانبين زيادة تعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل الزراعة وتربية الحيوانات وكذا الخدمات المالية وتكنولوجيا المعلومات والحفاظ على الطاقة وحماية البيئة والطب البيولوجي. وأشار شي إلى أن هناك مجالات رئيسية لتنمية الصين في المستقبل، في حين تتمتع نيوزيلندا بالتنافسية فيها.
وأضاف شي "تتمتع الصين، التي يتجاوز تعدادها السكاني 1.3 مليار نسمة، بسوق ضخمة، في حين تلقى المنتجات عالية الجودة من نيوزيلندا مثل الالبان والصوف ولحم الضأن واللحم البقري والاطعمة البحرية قبولا واسعا في الصين." ودعا أيضا الجانب النيوزيلندي إلى ضمان سلامة صادراتها للصين وحماية حقوق ومصالح المستهلكين الصينيين. ومن جانبه، أشاد كي بالانجازات المتحققة في التعاون الثنائية منذ توقيع البلدين اتفاقية تجارة حرة قبل ست سنوات، وقال ان بلاده تأمل فى تصدير المزيد من المنتجات الزراعية ومنتجات الالبان للصين وترحب بالاستثمارات الصينية. تبادلات شعبية مزدهرة وخلال الزيارة، تعهدت الدولتان أيضا بزيادة توسيع التعاون في مجالات السياحة والثقافة والرياضة والاذاعة والتليفزيون. وتعهدت نيوزيلندا بتيسير عملية استخراج تأشيرات السفر للمواطنين الصينيين.
كما توصل الطرفان إلى اتفاق بشأن الانتاج المشترك لبرامج تلفيزيونية، في إشارة إلى ان الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين الصين وحكومة أجنبية. وداعيا الصين ونيوزيلندا إلى تعزيز التبادلات الشعبية من أجل تعزيز التفاهم المتبادل وكذا الصداقة، أعلن شي ان الصين ستقيم مركزا ثقافيا صينيا في نيوزيلندا. وقال "ترغب الصين فى تعزيز التعاون مع نيوزيلندا في القضايا المتعلقة بالشئون القطبية الجنوبية ودول جزر الباسيفيك". وخلال حضوره حفل غذاء في اوكلاند، قال الرئيس الصيني ان العلاقات بين الصين ونيوزيلندا ستدخل مستقبلا أكثر إشراقا بفضل الجهود المشتركة للشعبين. وأشار إلى ان البلدين، رغم بعدهما الجغرافي، يتمتعان بصداقة وتفاعل منذ فترة طويلة تعود لمنتصف القرن ال19. وأضاف "يرغب الشعب الصيني فى العمل مع نظيره في نيوزيلندا لـ"مواجهة الامواج" من أجل تحقيق مستقبل أكثر إشراقا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn