مقال خاص: بمناسبة العيد الوطني لدولة ليبيا

بقلم/ عمر محمد تنتوش القائم بأعمال سفارة دولة ليبيا لدى بكين

يحتفل الشعب الليبي يوم الرابع والعشرين من شهر ديسمبر بعيد استقلال ليبيا الـ (63) وتحررها من هيمنة الاستعمار بعد خوض ملحمة من الكفاح المريرقدم فيها نصف تعداده شهداء فى سبيل حرية بلادهم واستقلالها عبر سلسة من المعارك البطولية التى شهدتها مختلف مناطق البلاد على امتداد عقدين من الزمن مجسدة الوحدة الوطنية واصرار الليبيين على تحرير بلادهم من الاحتلال الايطالي ، لتبدأ فيما بعد المعركة السياسية فى المحافل الاقليمية والدولية كافة والتى توجت بإعلان الاستقلال فى مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951 .

هذا وقد حصلت ليبيا مرة أخرى على دعم المجتمع الدولي خلال ثورة السابع عشر من فبراير 2011 من اجل نيل حريتها من نظام غير ديمقراطي ، وبذلك يتطلع الشعب الليبي الى بناء دولته الحديثه دولة القانون والمؤسسات ، والتعبير عن الراي ، رغم انها مازالت تواجه أشكال مختلفة من التحديات خلال المرحلة الانتقالية ، وخاصة ما تعانية من بعض المجموعات الارهابية المتطرفة ، إلا أننا واثقون بأن هذه الصعوبات ستكون عابرة بمساعدة المجتمع الدولي ، بشكل خاص اصدقائنا الصنيين .

وندعو الشعب الليبي في هذه المناسبة العظيمة الى التلاحم والوقوف صفاً واحداً وبذل المزيد من الجهد لبناء ليبيا الجديدة ، ودولة القانون والمساواة وأن يحذوا حذو أجدادهم الابطال في التمسك بالوحدة الوطنية والعمل من اجل مستقبل زاهر يعيش فيه الليبيين فى رفاهية متساويين فى الحقوق والواجبات.

ونؤكد ان ليبيا تمر بمرحلة مهمة تحتاج فيها الى تضافر الجهود والصبر والتأني من فئات المجتمع كافة مواطنيين ومؤسسات ، والوقوف الى جانب الشرعية المنتخبة والمثمثلة فى مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه ، وتجنب الفتن والاشاعات ، والابتعاد عن الجهوية والقبلية والمصلحة الشخصية ، حتى يتم انجاز الدستور الذي يحدد شكل ونظام الدولة الليبية الجديدة التى يحلم بها كل الليبيين .

شهدت العلاقات الليبية الصينية منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما سنة 1978 تطوراً سريعا في شتي المجالات ، وقد حقق الجانبان تقدماً كبيرا فى المجالات الساسية والاقتصادية والثقافية من خلال الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين بالبلدين على مختلف المستويات ، وخاصة الدعم المتبادل فى المحافل الدولية ، وان البلدين لديهما هدف مشترك فى المسائل الدولية ، وخاصة فى إصلاح الامم المتحدة ، وحظر اسلحة الدمار الشامل .

اننا نتطلع الى تعزيز وتطوير التعاون بين ليبيا والصين فى كافة المجالات بما يحقق طموحات الشعبين الصديقين ، وان ليبيا تنظر الى أهمية الدور الذي سيلعبه طريق الحرير البري والبحري بين الدول العربية والصين في زيادة التنمية ومد جسور التواصل والتعاون بين الجانبين ، وخاصة ليبيا .