23°C~9°C

صور ساخنة

التصويت  |  الأخبار الساخنة

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحليل إخباري: داعش يواصل هجماته في العراق رغم جهود التحالف الدولي وحكومة بغداد للقضاء عليه

    2015:01:22.15:11    حجم الخط:    اطبع

    بغداد 21 يناير 2015/ بعد مرور أكثر من ستة أشهر على سيطرة تنظيم (داعش) على عدد من المدن شمال وغرب العاصمة بغداد، واطلاق الحكومة العراقية سلسلة من العمليات العسكرية بدعم من التحالف الدولي لاستعادة المناطق التي سيطر عليها التنظيم، الا ان كل الدلالات على الارض مازالت تشير الى امتلاك (داعش) القدرة على مواصلة نشاطه وشن هجمات على القوات العراقية، وهو ما يؤشر حتى الان فشل التحالف الدولي في القضاء على قدرات هذا التنظيم القتالية، وفقا لما يراه المحللون.

    وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي نجم الطائي، لوكالة أنباء (شينخوا) إن توجه الحكومة العراقية منذ مطلع العام الحالي الى طلب دعم العشائر السنية المتواجدة في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم (داعش) والتأكيد على ضرورة مشاركة ابناء هذه العشائر في تحرير مدنهم ومن ثم مسك الارض بعد تحريرها اثمر بعض النقاط الايجابية في كسب ود هذه العشائر وان لم يكن بالمستوى المطلوب حتى الان.

    واضاف ان ساسة السنة ومثقفيهم وحتى بعض الساسة ورجال الدين الشيعة طالبوا الحكومة العراقية منذ البداية بضرورة طمأنة المجتمع السني وخصوصا في المناطق التي يسيطر عليها (داعش) وذلك من خلال توجيه رسالة واضحة بان الحكومة مستعدة للاستجابة لمطالبهم المشروعة واعطائهم كل استحقاقاتهم، لانهم يمثلون الركيزة الاساسية في عملية طرد مسلحي التنظيم المتطرف من مناطقهم، وبالتالي حرمانه من الحاضنة التي يمكن ان يلجأ اليها في حال مهاجمته من قبل القوات الامنية.

    وحول الاسباب التي تقف وراء عدم تمكن الحكومة العراقية من القضاء على (داعش) اوضح الطائي، ان خطوات بناء الثقة بين الحكومة وابناء المناطق السنية لا زالت خجولة، فما زلنا نسمع عن قيام بعض الاشخاص الذين يوصفون بالمندسين بتفجير منازل المدنيين وحرقها في هذه المناطق وهذا يؤثر سلبا على العلاقة بين السكان والقوات الامنية، كما ان هناك عمليات اختطاف تجري تحت مرأى ومسمع القوات الامنية.

    واضاف ان الحكومة العراقية لم تقم حتى الان بتسليح ابناء العشائر السنية بالشكل الذي يمكنهم من الدفاع عن مناطقهم، وهذا ما تسبب بحدوث العديد من المجازر بحق ابناء هذه العشائر ومنها ما حدث لابناء عشيرة البو نمر في محافظة الانبار وابناء عشيرة الجبور في منطقة العلم بمحافظة صلاح الدين وبعض مناطق وقرى منطقة الحويجة (60 كم) جنوب غرب كركوك (250 كم) شمال بغداد، بخلاف قوات الحشد الشعبي (مليشيات شيعية) والتي تمتلك تسليح افضل من الموجود لدى القوات العراقية النظامية.

    وتابع الطائي، ان القوات العراقية لا تمتلك حتى الان التسليح الكافي لالحاق الهزيمة بتنظيم (داعش) ولديها نقص واضح في سلاح الدروع والدبابات وسلاح الجو وطيران الجيش، وهذه الاسلحة تعتبر هي الحاسمة للمعارك البرية.

    وكان الدكتور سليم الجبوري، رئيس مجلس النواب العراقي قد اكد في وقت سابق على اهمية دور العشائر في حسم المعركة مع تنظيم (داعش) وقال" إن "عشائرنا تؤدي دوراً فعالاً ومهماً في حسم المواجهة مع تنظيم (داعش)، ولابد أن يكونوا هم رجال الكتيبة ورجال التحرير وأول المقتحمين، مؤكدا ان"العشائر أثبتت إمكانيتها في مواجهة تنظيم القاعدة قبل أعوام، ونحن واثقون من تكرار المشهد والنتيجة في مدة وجيزة غير تلك التي تحدث عنها العالم".

    وحول التأثير الذي خلفه استيلاء تنظيم (داعش) على مساحات واسعة من الاراضي العراقية، على الملفين الامني والسياسي، اوضح المحلل السياسي الدكتور عبدالعزيز الجبوري، ان الفترة الزمنية القصيرة التي سيطر بها التنظيم على عدد من مدن البلاد وفي مقدمتها مدينة الموصل، ثاني اكبر المدن العراقية، اربك المشهد الامني والسياسي بشكل كبير وخلق صعوبات كبيرة في اتخاذ القرارات لان صانع القرار الامني والسياسي اصبح امام واقع معقد، فرضته حقيقة ان اكثر من ثلث مساحة البلاد اصبحت تحت سيطرة المسلحين.

    واضاف ان هذا الواقع الجديد، فرض على ساسة العراق، اعادة ترتيب اوراقهم خصوصا وان البلاد كانت تعيش على وقع سلسلة من الازمات السياسية والصراعات التي خلفتها سياسية رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي تجاه السنة والاكراد والتي اتسمت بالطائفية والعدوانية تجاه هذين المكونين، وما خلفته هذه السياسات من نتائج انعكست سلبا على عمل المؤسسة الامنية وكانت السبب الرئيس لسيطرة (داعش) على مدينة الموصل ومن ثم توسيع نشاطه الى مدن البلاد الاخرى.

    وبين الجبوري ان المدن السنية التي كانت تمني نفسها بالخلاص من ضغط الحكومات الشيعية في بغداد وقواتها يبدو انها قد صدمت بنتائج انتفاضتها الاولى التي كانت تهدف في احسن الاحوال الى الحصول على اقاليم فيدرالية لتشكل قواتها الامنية من ابنائها للتخلص مما يصفه السنة بالنفس الطائفي للحكومة الشيعية وقواتها.

    وتابع "وهذا هو بالضبط ما كان يدعو له السنة خلال عام تقريبا من الاعتصامات السلمية التي بدأت من نهاية عام 2012 حتى ديسمبر 2013 حينما اكتسحت قوات رئيس الوزراء المالكي ساحات الاعتصامات بالقوة في الرمادي، مركز محافظة الانبار غرب بغداد والتي اشعلت نار المواجهات المسلحة بين رجال العشائر السنية والقوات الامنية".

    واشار الجبوري الى انه في ظل هذا الانهيار الامني والمشاكل السياسية المتراكمة وجد الساسة العراقيون انفسهم مجبرين على تجاوز نتائج الانتخابات الاخيرة وتشكيل حكومة موسعة تشمل كل اطياف الشعب في محاولة لارضاء السنة واستمالتهم الى جانب الحكومة في حربها ضد (داعش) وكذلك البحث عن دعم دولي يساعدها في استعادة اراضيها من سيطرة (داعش) خصوصا وان القوات العراقية لم تحقق الكثير من النتائج على الارض وبقيت في حالة دفاع عن النفس لفترة طويلة قبل ان تتمكن من استعادة زمام المبادرة والبدء بتنفيذ عمليات عسكرية ضد التنظيم.

    واعتبر ان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ما زال غير جاد في ابعاد خطر (داعش) عن العراق, وقال "يبدو أن واشنطن عازمة على إطالة الحرب في العراق وجر البلاد إلى حرب استنزاف لقدرات الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي (مليشيات شيعية), لاهداف خاصة تتعلق بسياستها في العراق ومنطقة الشرق الاوسط بصورة عامة، مبينا ان الحرب بين القوات الامنية و (داعش) لا زالت عبارة عن معارك كر وفر في اغلب مناطق الصراع, وهذا يمد في عمر المعارك ويخدم الاهداف الامريكية التي لا يخفى على احد انها من اكبر المستفيدين سياسيا واقتصاديا منه.

    واكد الجبوري ان (داعش) والحشد الشعبي يمثلان خطرا كبيرا على المصالح الامريكية في المنطقة، فتنظيم (داعش) اعلن خلافته الاسلامية بعد ان كانت دولة اسلامية في العراق والشام فقط، مما يعني ان هذه الخلافة اذا ما استمرت فانها يمكن ان تصل الى اي مكان في العالم وتهدد المشروع الامريكي، اما بالنسبة للحشد الشعبي فان امريكا ترى فيه ذراع للنفوذ الايراني الواسع في العراق وتريد ان تستنزفه في الحرب مع (داعش).

    ورأى أن التحالف الدولي فشل حتى الآن في القضاء على مسلحي (داعش) لان الولايات المتحدة التي تقود هذا التحالف تركز بشكل اساسي على مصالحها ومشاريعها في المنطقة و لا يهمها ما يحدث على ارض العراق من عمليات قتل وتهجير للناس الا بالقدر الذي تستطيع من خلاله اقناع دول العالم بضرورة مشاركتها في الحرب على هذا التنظيم المتطرف، مشددا على ان التحالف الدولي ليس لديه الجدية الكافية لانهاء (داعش) لانها مرتبطة بتفاهمات ومصالح دولية.

    وخلص الجبوري الى القول ان ظهور وازدهار (داعش) في دول المنطقة جاء من بيئة سياسية اسهمت في ذلك، ولذلك يجب الا تتم محاربة هذا التنظيم بالوسائل العسكرية فقط، وانما يجب ان يقترن العمل العسكري بعمل سياسي متسارع من اجل معالجة الازمات التي شكلت حواضن وبيئة صالحة لنمو (داعش)، وان على الحكومة العراقية تفعيل المصالحة الوطنية الحقيقة والتنسيق بشكل اكبر مع العشائر السنية وقوات البيشمركة الكردية لاسترجاع المناطق التي يسيطر عليها (داعش) وطمأنة سكان هذه المناطق لكي يعودوا اليها ويسهموا في عملية مسك الارض.

    وتشهد العديد من المدن العراقية اوضاعا امنية متردية منذ سيطرة التنظيم المتطرف على عدد من المدن شمالي وغربي وشرقي العراق، مطلع شهر يونيو الماضي، فيما تواصل القوات العراقية عملياتها لاستعادة الاراضي التي سيطر عليها هذا التنظيم بإسناد طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على