طرابلس 28 يناير 2015 / رأى مراقبون في الهجوم الذي استهدف الثلاثاء أكبر الفنادق الليبية وأشهرها في العاصمة طرابلس وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، محاولة لإفشال الحوار الذي تجري جولاته في جنيف بسويسرا ولإثبات قدرة ووجود التنظيمات المتطرفة على الأرض في ليبيا المضطربة.
وقتل تسعة أشخاص، بينهم أمريكي وفرنسي وثلاثة آسيويين في هجوم شنه مسلحون فجروا أنفسهم بعد محاصرتهم، استمر عدة ساعات في فندق (كورنثيا) الفخم في وسط طرابلس، في مؤشر جديد على الفوضى الأمنية المستشرية في ليبيا.
وقال عضو بمجلس النواب الليبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأربعاء) "إن الهجوم على كورنثيا، هو رسائل مشفرة لإفشال الحوار السياسي، بجانب تفاخر التنظيمات المتطرفة بمدى قدرتها على التحرك بحرية".
وتابع دون الإفصاح عن اسمه أن "داعش أكد عبر الهجوم على وجوده وقدرته على الوصول إلى أهم المصالح الحيوية والحكومية والتجارية، كالتي تحظى بمستوى حماية عال مثل فندق كورنثيا".
ومضى قائلا "هو نجح في ذلك دون شك".
وتبنى الفرع الليبي لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي الهجوم على فندق كورنثيا تحت اسم "غزوة الشيخ أبو أنس الليبي"، وبرره بإحتواء الفندق على "بعثات دبلوماسية وشركات أمنية غير مسلمة".
وبث التنظيم الخبر عبر الإنترنت، مصحوبا بصورة لشاب يبدو في العشرينيات من عمره، ووصف التنظيم عنصره بأنه "الانغماسي الأول في فندق كورنثيا في طرابلس أبو إبراهيم التونسي".
وفي وقت لاحق، نشر التنظيم صورة لشخص آخر يقف خلف الهجوم وقال إن اسمه "أبو سليمان السوداني".
وأظهرت كاميرات مراقبة الفندق صورة "التونسي والسوداني" لحظة اقتحامهما الفندق قبل انتحارهما بأحزمة ناسفة بعد تضييق قوات الأمن الخناق عليهما.
وبجانب ما أثبته الهجوم من تواجد وقدرة داعش، يرى النائب الليبي أنه أوصل "رسالة مهمة، وهي التأثير على حوار جنيف بين الفرقاء السياسيين".
وأوضح "لقد مرت جولة جنيف الثانية دون اهتمام إعلامي بارز بالرغم من انتهائها بمخرجات مهمة على مستوى مناقشة الأفكار حول حكومة التوافق الجديدة، لكن الهجوم نجح في إرغام العالم أجمع على الاتجاه نحو الدراما التي رافقته واستمرت لأكثر من 5 ساعات".
واختتمت بجنيف مساء الثلاثاء الجولة الثانية للحوار السياسي بين الفرقاء الليبيين باتفاق مبدئي على "تشكيل حكومة توافق وطني تشترك فيها جميع أطراف الصراع"، حسب مصدر مسؤول ببعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وأوضح المصدر "أن الاتفاق تضمن أيضا إخلاء المجموعات المسلحة للمواقع الحيوية والمصالح الحكومية، والنظر في الترتيبات لانسحابهم التدريجي من المدن الكبرى، خاصة العاصمة طرابلس، وتسليم مهام تأمين المدن بما فيها العاصمة إلى الحكومة الجديدة، التي سيناط بها إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية".
وتزامن هجوم كورنثيا مع إجراء الحوار الليبي.
ويعد فندق كورنثيا من أهم وأكبر الفنادق في ليبيا، وينزل فيه عدد من الدبلوماسيين والأجانب العاملين في البلاد.
وبحسب رواية حكومة الإنقاذ الوطني المسيطرة على طرابلس غير المعترف بها من المجتمع الدولي، بدأ الهجوم في الساعة 10:12 بالتوقيت المحلي بتفجير سيارة مفخخة أمام الباحة الرئيسية للفندق ثم اقتحموه إلى الطوابق العليا، حيث مقر إقامة رئيسها عمر الحاسي.
وقالت إن الهجوم كان يستهدف اغتيال الحاسي، لكن رجال الأمن الرئاسي نقلوه بسرعة إلى مكان آمن.
ورأى المحلل السياسي الليبي محمد البوني، الهجوم المزدوج الذي ضرب كورنثيا، هو رسالة مفادها أن الإرهاب لا يعترف بالحوار ولن يسمح باستمراره.
وقال البوني لـ((شينخوا)) "بعد الهجوم (...) أثبتت التنظيمات المتطرفة وجودها، ونقلت رسائل في الداخل وللخارج مفادها أن ليبيا لا تؤمن بالحوار، وأن الكلمة ستكون للتكفيريين والجهاديين، الذين سينتشرون على كامل أراضيها".
ولفت في هذا الصدد إلى تسجيل منسوب لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية ابوبكر البغدادي شدد على أهمية ليبيا باعتبارها قاعدة لداعش في شمال أفريقيا.
واعتبر أن هذا التسجيل "يدل على تنامي نفوذ داعش، الذي يرافقه ترهل متصاعد في البلاد وعدم قدرة أي حكومة سابقة وحالية على بناء أجهزة أمنية محترفة تستطيع الضرب بيد من حديد ، لخلايا هؤلاء الإرهابيين".
وكان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قد دعا في تسجيل صوتي منسوب إليه مطلع الأسبوع الجاري من وصفهم بـ"المهاجرين والمجاهدين" إلى السفر إلى "إمارة ليبيا" ومساندة إخوانهم لإقامة دولة الخلافة في بلاد المغرب الإسلامي.
ودعا البرلمان الليبي المعترف به من الأسرة الدولية في وقت متأخر ليل الثلاثاء المجتمع الدولي ضم بلاده إلى التحالف الدولي لمكافحة جرائم الإرهاب، مطالبا رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي وتوفير الدعم الكامل له، وذلك في أعقاب الهجوم على فندق كورنثيا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn