دمشق 28 يناير 2015 / العملية العسكرية النوعية التي نفذها حزب الله اللبناني يوم الأربعاء في مزارع شعبا المحتلة من قبل إسرائي ، ردا على استهداف الأخيرة لكوادر حزب الله في محافظة القنيطرة )جنوب غرب سوريا)، كان لها وقع الصدمة داخل الحكومة الإسرائيلية التي ردت بإطلاق بعض القذائف على مصادر النيران، واكتفت بها .
ورأى بعض المحللين والخبراء السياسيين في سوريا في هذا الصمت الإسرائيلي إزاء ما حصل في مزارع شبعا اللبنانية، موقفا يهدف لتجنيب المستوطنين الإسرائيليين ويلات الحرب ونتائجها الوخيمة على الإسرائيليين والمنطقة، معتبرين أن الرد الذي جاء من قبل حزب الله " طبيعي ومنطقي " ، مؤكدين في الوقت ذاته أن إسرائيل لن تشن حربا في المرحلة المقبلة، لأنها ستكون مكلفة .
ويرى هؤلاء الخبراء والمحللين السياسيين السوريين أن إسرائيل اليوم تدفع ثمن اعتداءاتها المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية خلال الفترة الماضية ، معتبرين أن رد المقاومة اللبنانية على الاعتداءات الإسرائيلية جاء لإعادة التوازن وقلب المعادلة .
وقال مهدي دخل الله السفير السوري السابق لدى السعودية لوكالة )) شينخوا (( بدمشق اليوم " لا أعتقد أن الحرب ستصب في صالح إسرائيل"، مؤكدا أن الحرب " لم تعد نزهة للصهاينة كما كانت قبل 30 عاما " ، مشيرا إلى أن " الصهاينة يشعرون بالرعب في المنطقة ولا اعتقد أن الحماقة ستصل بهم إلى شن حرب في المنطقة ".
وبين دخل الله وهو وزير الإعلام السوري السابق أن موازين القوى في المنطقة تتحسن دائما لصالح المقاومة، وما حصل اليوم هو تأكيد على تحسن توازن الرعب لصالح المقاومة .
وأضاف دخل الله إن " ما حصل يؤكد أن المقاومة مازال لديها إرادة على الرد والتصدي والردع في كل وقت، وهذه رسالة إلى إسرائيل بأنها لا تستطيع من جانب واحد تغيير قواعد الاشتباك".
ومن جانبه استبعد الباحث والمحلل السياسي السوري حميدي العبد الله فكرة أن تشن إسرائيل حربا ردا على العملية النوعية التي نفذها حزب الله ضد رتلا للسيارات تقل جنودا إسرائيليين، مبينا أن إسرائيل غير قادرة على شن حرب الآن لأنها مرهقة من حربها على قطاع غزة الصيف الماضي .
وقال العبد الله في تصريحات لوكالة )) شينخوا(( بدمشق " استبعد أن تشن إسرائيل حربا في هذا الوقت لأنها أولا خرجت مرهقة من حربها في قطاع غزة ، وبالتالي شن حرب في أقل من عام في ظل غياب دولي سيربك الداخل الإسرائيلي".
وأكد الباحث السوري العبد الله أن إسرائيل في حال غامرت في حرب وفتحت نار الحرب " ستدفع ثمنا غاليا لأن المساحة الجغرافية التي تمثلها إسرائيل ضيقة وسيكون تأثيرها أكثر عليها مما سيكون على لبنان وسوريا.
واعتبر العبد الله أن كل هذه الحسابات ستكون حاضرة وتقودنا إلى خلاصة أن " إسرائيل ليس لها مصلحة في الذهاب إلى الحرب ، وأن أمن الإسرائيليين وحسابات المحافظة على أرواحهم ستكون حاضرة أكثر من أي شيء أخر".
وبدوره اعتبر النائب في البرلمان السوري شريف شحاده أن الرد الذي قام به حزب الله اللبناني باستهداف رتل للسيارات التي تقل جنودا إسرائيليين ، هو " رد طبيعي ومنطقي " ، مؤكدا أنه من حق حزب الله أن يرد على ما قامت به إسرائيل بقتل عناصره في مزارع الأمل بمحافظة القنيطرة ) جنوب غرب سوريا).
وقال النائب السوري شحاده لوكالة ))شينخوا (( بدمشق إن " إسرائيل قامت بالاعتداء على الأراضي السورية وقامت بقتل رجال من حزب الله وبالتالي ما نشاهده الآن هو من حق سوري وحق حزب الله الرد على الاعتداءات الإسرائيلية " ، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل في حال حاولت التصعيد " فلن يكون في مصلحتها ذلك".
وقال حزب الله في بيان له إنه استهدف موكبا عسكريا إسرائيليا في منطقة مزارع شبعا وأصاب، بحسب ما ذكرته محطة ))المنار (( التابعة للحزب، تسع آليات.
واعتبر الحزب العملية ردا على غارة إسرائيلية قتل فيها جنرال إيراني وعدد من مقاتلي الحزب في سوريا قبل عشرة أيام.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعطى تعليمات لسكان المناطق المطلة على الحدود اللبنانية بالتزام منازلهم في وقت سابق، تخوفا من عملية تسلل وأغلق مطار روش بينا وحيفا.
وأعلن حزب الله اللبناني يوم 18 يناير الجاري عن تعرض مجموعة من مجاهديه لقصف صاروخي صهيوني أثناء تفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية. كما أعلن عن مقتل عدد من عناصره جراء القصف.
وكانت طائرة مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي خرقت الأجواء السورية، وأطلقت صاروخين على هدف متحرك في بلدة مزرعة الأمل في القنيطرة جنوب سوريا، تزامن ذلك مع تحليق طائرتي استطلاع في الأجواء.
ومن جانبه اعتبر خالد عبد المجيد أمين عام جبهة النضال الوطني الفلسطيني أن عملية شهداء القنيطرة في حزب الله وفي منطقة شبعا اللبنانية المحتلة ، هي " رد على العملية التي قام بها الكيان الصهيوني في محافظة القنيطرة ضد كوادر الحزب " مؤكدا أن قوى تحالف المقاومة الفلسطينية الموجودة في دمشق تقف إلى جانب حزب الله
ورأى القيادي الفلسطيني أن كل الاحتمالات متوقعة ، معربا عن اعتقاده بأن " العدو الإسرائيلي يدرك تماما أن عملية تصعيد كبيرة قد تؤدي إلى حرب إقليمية ، ولكن نعتبر أي مغامرة لإسرائيل في جنوب لبنان أو في الجولان السوري المحتل سيكون الرد عليها حازما من قبل جانب المقاومة".
أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنديين قتلا وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء استهداف آليات عسكرية إسرائيلية في المنطقة المحاذية للحدود اللبنانية )مزارع شبعا( ، بقصف من الأراضي اللبنانية، رغم أن وسائل إعلام مختلفة كانت أكدت مقتل 4 جنود وإصابة آخرين بجراح خطيرة.
وتعد هذه العملية التي نفذها حزب الله اللبناني اليوم هي ثاني أكبر عملية ضد إسرائيل منذ حرب 2006 .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn