دمشق 7 ابريل 2015 / " من منا لايخاف من الموت وقطع الرؤوس، ومن منا لا يخاف من داعش " بهذه العبارات عبر أحد اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من داخل مخيم اليرموك بجنوب العاصمة دمشق إلى احد مركز الايواء التي خصصت لهم .
فمشهد الدمار والخراب بات مشهدا مألوفا لدى عموم السوريين، ولم يعد يؤثر في نفوسهم كثيرا لأنهم اعتادوا رؤيته، أما عندما تسمع قصصا وحكايات يرويها من كان محاصرا بداخل المخيم من قبل أكناف بيت المقدس التي كانت تسيطر على المخيم ، ولحظة دخول مقاتلي تنظيم ( داعش ) الى احياء في المخيم كان لها وقعا مخيفا ومرعبا لدى اللاجئين الفلسطينيين.
الجوع كان كفيلا بالنيل من اهالي المخيم ، لكن الموت على ايدي تنظيم (داعش) جعلهم يشعرون بالخوف الحقيقي، ويفكرون جديا بالهرب منه بحثا عن النجاة.
وقال الشاب جميل ابو الوفا (16 عاما) لاجئ فلسطيني فر من المخيم قبل ايام هربا من الموت والجوع إلى مدرسة زينب الهلالية بحي التضامن المجاور للمخيم ( شرقا ) ، والتي خصصت لهم كمركز لإيواء اكثر من 100 لاجئ فلسطيني ، إن " الوضع في المخيم مرعب جدا " ، مشيرا إلى ان الموت كان يحاصرهم من عدة جهات ، الجوع أحدهم ، وتنظيم ( داعش ) أخطرهم .
وأضاف ابو الوفا لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق " قبل ان تدخل داعش إلى المخيم كنا نعيش بجحيم بسبب الحصار ، لا يوجد طعام ولا ماء والوضع جدا مأساوي " ، مبينا أن اهالي المخيم كانوا يعتاشون على الحشائش، مشيرا إلى أن كيلو الأرز بداخل المخيم وصل إلى 7000 ليرة سورية (الدولار الأمريكي الواحد يساوي نحو 225 ليرة سورية)، وكيلو السكر 8000 ولا يستطيع أحد ان يشتريه بسبب قلة النقود .
وتابع " بعد دخول ( داعش ) خلال الايام القليلة الماضية " وقعنا بين فكي كماشة بين اكناف بيت المقدس من جهة وبين جبهة النصرة وتنظيم داعش من جهة ثانية" ، ما جعلهم يمكثون في المنازل طيلة يومين بدون ماء ولا طعام ، إلى أن جاءت اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ـ التي يتزعمها احمد جبريل ، ومقاتلي اكناف بيت المقدس ، وتم مساعدتهم وإخراجهم من المخيم.
ووصف اللاجئ الفلسطيني أبو الوفا الايام التي قضها بداخل المخيم بأنها "جحيم حقيقي " .
من جانبه، قال اللاجئ الفلسطيني صالح احمد (63 عاما) وهو يجلس بأحد غرف المدرسة " قبل دخول المجموعات المسلحة الى مخيم اليرموك كنا نعيش باستقرار وامان "، مبينا أن الوضع اختلف مع دخول المسلحين إلى المخيم.
وأضاف اللاجئ احمد ل((شينخوا)) " بعد دخول مقاتلي ( داعش ) شعرنا بخوف رهيب ، من ان تقطع رؤوسنا وتعلق على ابواب المنازل " ، مشيرا إلى أن قسما من مقاتلي اكناف بيت المقدس تحالفت مع اللجان الشعبية الفلسطينية لانقاذ الاهالي المحاصرين في الاحياء التي حاصرتها داعش.
وتابع يقول " الخوف سيطر على قلوبنا ، تنظيم داعش يبعد عن منازلنا بضعة امتار ، هربنا خوفا من الموت " ، متسائلا : من منا لا يخاف من الموت وقطع الرؤوس ؟ " .
وبدوره، قال بسيم جاموس (58 عاما) فلسطيني من سكان مخيم اليرموك منذ 30 عاما إن " الايام الثلاثة التي عشتها بعد دخول تنظيم داعش الى المخيم تعادل سنتين من الحصار التي عشناها قبل دخول التنظيم " .
وأضاف إن " الرعب الذي سيطر علينا لا يوصف خاصة بعد ان سمعنا بأن داعش تقطع الرؤوس وتحرق المنازل بمن فيها " ، مشيرا إلى أن اكناف بيت المقدس واللجان الشعبية هما من انقذوا الاهالي من هذا الجحيم .
وبين اللاجئ الفلسطيني أن عائلته خرجت من المخيم قبل اشهر لاسباب مرضية ، وهو الان يبحث عنها كي يلتم شمل العائلة من جديد.
ورفض العديد من النساء اللواتي خرجن من المخيم الحديث إلى الصحفيين بسبب حالة الهلع المسيطرة عليهن، وخوفهم من الظهور امام وسائل الإعلام بسبب وجود اقارب لهم بداخل المخيم .
ولاحظ مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اثناء الدخول إلى اطراف مخيم اليرموك من الجهة الشمالية ، عند دوار البطيخة مدخل المخيم ، بأن قوات الجيش السوري تنتشر على اطراف المخيم من الجهة الشرقية والشمالية والغربية ، وبداخل احياء المخيم تنتشر قوات تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة ، وسط هدوء حذر بين المتصارعين بداخل المخيم .
ولم نشهد اصوات لاطلاق نار، سوى رشقات متقطعة من الرصاص.
وأكد ماهر الطاهر القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مقابلة خاصة مع ((شينخوا)) امس أن تنظيم ( داعش ) تسيطر على حوالي 50 بالمئة من المخيم ، مشيرا إلى ان المعارك التي تجري الآن هي كر وفر وبالتالي من الصعب ان نجزم بوجود نسبة ثابتة حاليا، مبينا أن حوالي
15 الف لاجئ فلسطيني عالقون بداخل المخيم.
وتم إخراج خلال الايام الماضي حوالي 2000 لاجئ فلسطيني إلى مراكز الايواء في المناطق الآمنة المجاورة للمخيم.
وكان تنظيم (داعش) قتل بعد دخوله المخيم 21 مقاتلا من كتائب اكناف المقدس، وتم قتل اكثر من 12 مدينا فلسطينيا ، وخطف اكثر من 80 اخرين بداخل المخيم من قبل تنظيم (داعش) بحسب تقارير إعلامية من داخل المخيم .
وكان نصف مليون فلسطيني يعيشون في مخيم اليرموك قبل بدء الصراع السوري في مارس 2011.
ويحاصر الجيش السوري مخيم اليرموك منذ اكثر من سنتين ، لقربه من دمشق من الجهة الجنوبية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn