منظمة ليبية تتهم داعش بتوظيف الإعلام في سرت للتعبئة الإرهابية

طرابلس 18 مارس 2015 / اتهم المركز الليبي لحرية الصحافة في ليبيا (منظمة مستقلة) اليوم (الأربعاء)، تنظيم الدولة "داعش" توظيف الإعلام المحلي في مدينة سرت (450 كلم) شرق طرابلس، خدمة للتحشيد والتعبئة لأغراضه الإرهابية.

وأوضح المركز الليبي لحرية الصحافة في تقرير أعده بعنوان (الإعلام في مدينة سرت... الحرية المفقودة)، أكد من خلاله توثيق مجموعة واسعة من الشهادات لمسئولين وصحفيين ونشطاء بالمدينة، عن ملابسات سيطرة التنظيم على المرافق والمنشآت، وعلى رأسها إذاعتي سرت المحلية ومكمداس وفرع التلفزيون الوطني بسرت.

وبحسب التقرير، فأن الربع الثاني من العام 2013، بدأت فيه تزايد معاناة عشرات الصحفيين، نتيجة تعرضهم لتهديدات خطيرة من قبل الإرهابيين، الأمر الذي اضطر العديد منهم لترك مهنتهم أو مغادرة المدينة بالكامل، ولعل ظهور تنظيم الدولة الإسلامية بالمدينة، زاد من خطورة الموقف، جراء محاولة توظيفهم للإعلام المحلي، في بث خطاب العنف والتحريض للمتلقي، ونشر أفكارهم المتطرفة لاستقطاب عناصر جدد في صفوفهم.

ونقل المركز شهادة مسئول في إحدى المحطات الإذاعية، الذي قال بشأنهم "المسلحين متمكنين في التعامل باحترافية مع أجهزة البث الإذاعي، وقاموا ببث الأناشيد الجهادية وخطب أمير التنظيم والناطق باسم دولتهم، بجانب التنسيق وجودة الصوت في البث الإذاعي، مما يعني إنهم لديهم خليفة فنية جيدة في التعامل مع أجهزة البث ".

ويقول صحفي ترك عمله، إن التهديدات المتكررة التي وصلته من متطرفين بصفوف تنظيم أنصار الشريعة، دفعته لترك مهنته في الصحافة التلفزيونية، بالإضافة لقدر المخاطر العالية التي يواجهها أثناء التصوير الميداني بشوارع سرت، وتكرار حوادث الاعتداء وتكسير الكاميرا أو منعنا من التصوير الأمر الذي جعل المصورين يخافون من الخروج معه والتصوير الميداني بشوارعها.

وأبدى المركز الليبي لحرية الصحافة قلقه العميق من ارتكاب جرائم ضد الصحفيين والنشطاء على أيادي مقاتلي التنظيم وبث الرعب في نفوس المدنيين، مؤكدا على ضرورة التحرك سريعاً لإنقاذ سرت.

وحذر المركز، من خطورة استخدام وسائل الإعلام المحلية ، كمنصة للتعبئة والتحشيد لأغراض إرهابية ، في محاولة لتجنيد المقاتلين بعد سقوطها في أيدي الإرهابيين، كما طالب مطالباً السلطات المعنية، بالتصرف سريعاً لإيقافها ومنع استخدامها كأداة حرب إعلامية.