بقلم/ تانغ جيان دوان، باحث في معهد دراسات الشرق الاوسط في جامعة اللغات الأجنبية بشنغهاي
قررت جامعة الدول العربية في أواخر الشهر الماضي تشكيل قوة عربية عسكرية مشتركة من اجل حماية الامن القومي لدول الاعضاء. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عند اعلان القرار، أن مهمة قوة عسكرية عربية مشتركة مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة المتطرفة التي تواجهها الدول العربية. كما يمكن للقوة العربية العسكرية المشتركة المشار اليها " التحالف" ان تلعب دورا مهما في الحفاظ على امن واستقرار الدول العربية التي عانت من تنظيم " الدولة الاسلامية " وتنظيم " القاعدة" في شمال افريقيا وشرق آسيا، وسوف يساعد التحالف بلا شك في استقرار وإعادة بناء دول ومنطقة، لكن في ظل التدقيق تبين ان الوضع الفعلي ليس هكذا. فبالإضافة إلى حجم القوة و توزيع القيادة وشروط ارسال القوات الى الخارج وقضايا فنية الاخرى، تبقى أربعة عيوب جوهرية في " التحالف":ـ
أولا، قضية الشرعية
ذكرت جامعة الدول العربية ان الهدف من انشاء " التحالف" هو الدفاع عن " الحكومات الشرعية" في المستقبل. وتجدر الاشارة الى أن شن تحالف يضم اكثر من عشر دول عربية بقيادة السعودية ضربات جوية في اليمن تلبي مطالب الرئيس عبدربه منصور هادي "الشرعي". لذلك، فإن التحالف قد يضطر الى التدخل برا للدفاع عن " الحكومة الشرعية" في اليمن مستقبلا. في حين أن الامم المتحدة تعتمد على اربع حالات وفقا لـ"نتائج مؤتمر القمة العالمي لعام 2005 " في التدخل العسكري في أي دولة، الابادة الجماعية، تطهير عرقي، جرائم حرب والجرائم ضد الانسانية. وقد شهدت اليمن قبل الغارات الجوية هيمنة جماعة الحوثيين على السلطة، ولم تظهر الحالات الاربعة المذكورة اعلاه. والوضع اليمني مجرد حرب اهلية. و" التحالف " العربي بقيادة السعودية حليف امريكا يشبه نوعا ما حلف " الناتو" في استخدام القوة العسكرية ضد الحكم وتجاهل القانون الدولي.
ثانيا، قضية الاهداف غير الواضحة
تعتبر مواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة المتطرفة المهمة الرئيسية لـ " التحالف". وتأمل الدول الجوهرية في " التحالف" بالقضاء على التطرف. وقد اطلقت مصر في فبراير غارات جوية ضد الدولة الاسلامية. وإن مصر هي من اقترحت هذه المرة تشكيل " التحالف"، مما يعكس امل مصر في استخدام قوة متعددة الجنسيات لضرب المتطرفين الاسلاميين المسلحين في ليبيا، والحد من اضرارها في مصر. ومع ذلك، منذ عام 2011 حتى الآن، تدعم قطر التي تعتبر عضوا هاما في مجلس التعاون الخليجي انصار تنظيم أنصار الشريعة الليبية. أما بالنسبة للسعودية ، ذكر مسؤول في وزارة الخارجية الامريكية العام الماضي أن بعد نمو تنظيم " الدولة الاسلامية"، تقوم السعودية بتعزيز استحقاقها في ظل التقارب الامريكي الايراني. وهذا سبب عدم رد السعودية إيجابيا للغارات الجوية تقودها أمريكا ضد تنظيم " الدولة الاسلامية". ونظرا لمكانة السعودية في جامعة الدول العربية، بالاضافة الى الترابط بين قطر والمنظمات الاسلامية المتطرفة، فإنه لا يمكن ان يكون مكافحة الارهاب الغرض الموضوعي من انشاء " التحالف" . وبالتالي يثير النقطة الثالثة.
![]() |
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn