تعليق: مشروع "خط سكك حديدية يربط بين المحيطين " يتصدر اهتمامات العالم خلال جولة لي كه تشيانغ الى امريكا اللاتينية

غادر رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ يوم 17 مايو الجاري بكين على متن طائرة خاصة في زيارة رسمية إلى البرازيل وكولومبيا وبيرو وشيلى. ويتوقع أن يتم خلال الزيارة توقيع سلسلة من وثائق التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين، من بينها المشروع الطموح لربط الساحل الأطلسي للبرازيل مع الساحل المحيط الهادئ لبيرو بخط لسكك حديدية صل طوله لأكثر من 5000 كيلومتر، وقد لقي المشروع اهتماما كبيرا لدى جميع الاوساط.

مبادرة تاريخية تماثل مكانة قناة بنما، تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ وتفتح قناة جديدة لنقل البضائع

طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مفهوم "خط سكك حديدية يربط بين المحيطين " خلال زيارته الى امريكا اللاتينية في يوليه عام 2014 ليربط ساحل المحيط الأطلسي في البرازيل إلى موانئ المحيط الهادئ في البيرو. ووقعت الدول الثلاث، الصين والبرازيل والبيرو في يوليه عام 2014 بيانا مشتركا لتعزيز التعاون في مجال السكك الحديدية وبناء خط للسكك حديدية تربط بين المحيطين الاطلسي والهادئ.

قال وانغ يو شانغ المدير التنفيذي مركز الدراسات الاستراتيجية التابع للمؤسسة الصينية للدراسات الدولية، أن خط سكك حديدية يربط ساحل المحيط الأطلسي في البرازيل إلى موانئ المحيط الهادئ في البيرو يماثل مكانة قناة بنما وقناة السويس بعد الانتهاء من بنائه. وسوف يكون هذا الخط قادرا على نقل المزيد من المنتجات من أمريكا اللاتينية الى الصين، وسوف تكون له مساهمة كبيرة في دفع تطوير الخدمات اللوجيستية.

قال فالديمار كارنيرو لياو، سفير البرازيل لدي بكين في مقابلة صحفية مؤخرا ، أنه منذ أن طرح الرئيس الصيني مفهوم " خط سكك حديدية يربط بين محيطين" خلال زيارته الاولى الى امريكا اللاتينية في يوليو الماضي الى زيارة رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، حافظت الدول الثلاث الصين والبرازيل والبيرو على الاتصالات رفيعة المستوى. مضيفا ، ان مشروع خط سكك حديدية لربط الساحل الأطلسي للبرازيل مع الساحل الباسفيكي لبيرو لا يزال في مرحلة الاولى. وان المشروع يمكن ان يسهل التواصل بين البرازيل ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ مما يخفف تكاليف النقل، وتحقق تحفيز كبير للصادرات البرازيلية. وفي الوقت نفسه، يسمح لتخفيض سعر المنتجات اللاتينية الصادرة الى الصين ، ويؤدي إلى وضع مربح للجانبين.

ويرى شي وين تزو، نائب باحث معهد دراسات أمريكا اللاتينية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن هناك عوامل في خمسة مجالات تؤثر على مشروع " خط سكك حديدية تربط بين محيطين": التكاليف الاقتصادية، بما في ذلك صعوبة البناء. التكاليف الاجتماعية، مثل المنافع الاجتماعية للبلاد. التكاليف السياسية ، موافقة او رفض الاحزاب المعارضة في الدول المعنية التكاليف البيئية، خاصة وان الممر يمر بغابات الامازون المطيرة. تكاليف الدولية، بما في ذلك الاهتمام الدولي بحماية البيئة ومنافسة بلدان اخرى في نفس الصناعة.مما يتطلب العناية المتوازنة في دراسة هذه الجوانب.

الاستفادة من ميزة "خروج" سكك الحديدية الصينية لتعزيز تنمية البنى التحتية في أمريكا اللاتينية

قال سون جانغ باحث في معهد السكك الحديدية والنقل الحضري بجامعة تونغجى في مقابلة مع وسائل الإعلام، ان نجاح تطوير الصين للسكك الحديدية يحفز دول امريكا اللاتينية الى السعي لتطوير وإعادة السكك الحديدية بالصورة المثلى. وأن التجربة الصينية وفريق التصميم والبناء الخيار الافضل لهذه البلدان لرفع مستوى معدات السكك الحديدة على وجه السرعة، وترقية وتوسيع خط سكك حديدية.

يعتقد ياو شوماي، مدير معهد البحوث الاقتصادية والمالية التابع للجنة الوطنية للتنمية والاصلاح، أن البنية التحتية العقبة الرئيسية في تنمية بلدان امريكا اللاتينية. وان بناء السكك الحديدية يمكن ان يعزز تطوير الخدمات اللوجستية والتنمية في البلدان، وحل مشكلة العمالة والقضايا الاجتماعية الاخرى، وتعزيز تعديل الهيكل الصناعي. والصين لديها ميزتين تنافسية : اولا، القدرة التصنيعية، حيث ان الصين لديها نظام صناعي كامل للغاية. ثانيا، قدرات البناء، الصين لديها العديد من سنوات الخبرة في البنية التحتية. كما ان بناء " خط سكك حديدية تربط بين محيطين" في امريكا اللاتينية نقطة ارتكاز للتعاون الاقتصادي ويمكن ان يكون بمثابة نموذج للتعاون في المستقبل. كما ذكر شي وين تزو، إن بناء " خط سكك حديدية تربط بين محيطين" سيوفر التسهيلات لنقل المنتجات، ثانيا، دفعة قوية لعملية تكامل البنية التحتية الاقليمية في امريكا اللاتينية. وبالاضافة الى بناء مجمعات صناعية، وتجهيز المؤسسات على خط السكك الحديدية، فإنه يمكن ايضا تعزيز الاستثمار في امريكا اللاتينية وتعزيز النمو الاقتصادي.