تعليق: بحر الصين الجنوبي لن يهدأ حتى تغادر امريكا المنطقة

ذكرت شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية علنا يوم 21 مايو الجاري إن طائرة تجسس واستطلاع أمريكية كانت تطير فوق بحر الصين الجنوبي، وان الصين طلبت منها الابتعاد عن المنطقة ثماني مرات. وتعتبر هذه المرة الاولى التي يسمح البنتاغون للصحفيين مرافقة طائرة التجسس والاستطلاع، كما ان نشر تسجيل صوتي التحذيرات الصينية الموجهة لطائرة امريكا على اجواء بحر الصين الجنوبي لأول مرة، من الواضح انها دعاية تشوية لنوايا الصين. 

وذكرت شبكة (سي.إن.إن) في تقريرها ايضا ، أن بناء الصين جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي مقلق للغاية،، وارتفعت الى مستوى ان " الصين تريد تحدي أمريكا في قيادة المنطقة"، كما ذكرت بشكل غريب أن "حاملة الطائرات الصينية تتزود بصواريخ نووية متعددة الرؤوس، وتطور صواريخ لتدمير السفن الحربية الأمريكية".

يزعم الجيش والاعلام الامريكي ان التدخل الامريكي في بحر الصين الجنوبي هو من اجل " حرية الملاحة" والسلام والاستقرار في المنطقة". وذكرت رويترز ان هذه المبررات لا يمكن ان تقنع الناس. كما لخصت وسائل الاعلام الايرانية ذلك في جملة مباشرة: ان طائرة تجسس واستطلاع أمريكية عبرت نصف العالم حتى وصلت الى بحر الصين الجنوبي.

قال كولتوجينك خبير روسي في شبكة الاقمار الصناعية الروسية يوم 21 مايو الجاري حول قضية بحر الصين الجنوبي ان امريكا انتقلت من سياسة التهديد الى اساليب استفزازية عامة. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الامريكية مؤخرا نقلا عن مسؤول من وزارة الدفاع الصينية قوله ان الصين لن تتراجع الى الوراء في بحر الصين الجنوبي، ويرى الشعب الصيني أن الوجود الصيني في بحر الصين الجنوبي طبيعي لان هذه المياه تابعة للصين. وقال مسؤول صيني آخر أن الوضع بالنسبة للصين مثل الغرباء الذين يدخلون بيته دون دعوة، في محاولة لإيجاد سر امنها ، ويكرر ذلك يوميا. وهذا ما يشعر به الشعب الصيني.

كتبت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الهونكونغية يوم 21 مايو الجاري وصفة طبية من اجل التهدئة في بحر الصين الجنوبي، وهي رحيل امريكا من المنطقة. وكتب صاحب المقال، ان هذه موجة من ألعاب جديدة بين الصين وأمريكا في بحر الصين الجنوبي. في الواقع، أن انكماش استراتيجية أمريكية عالمية وتعزيز استراتيجية إعادة التوازن الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، جعل الدور الامريكي يتحول من " شرطة العالم " الى " شرطة غرب المحيط الهادئ". و تهدف إعادة التوازن في منطقة آسيا المحيط الهادئ الصين، لذلك، " شرطة غرب المحيط الهادئ" تركز اهتمامها على الصين. لهذا السبب، تواجه منطقة غرب المحيط الهادئ في عصر اوباما رياح عالية وأمواج لم يسبق لها مثيل. وأمريكا التي تمثل قوة استراتيجية قوية، وتتهم موقف الصين في بحر الصين الجنوبي ، منطق يشبه " الذئب والخروف"، وباعتبار امريكا الذئب تقدم اتهامات غي معقولة ولا اساس لها، أي تفسير صيني لن يفعل.

ذكرت ايران نيوز نقلا عن راديو نيويورك قوله يوم 20 مايو الجاري أن امريكا تعتبر الحرب الخيار الوحيد للحفاظ على الهيمنة العالمية. وتسائل ديفيد بروكس في عمود خاص في صحيفة نيويورك تايمز نشر يوم 21 مايو الجاري ،عن ما تعلمت امريكا من خطأ الحرب على العراق. مضيفا، خطأ الحرب العراقية يذكرنا بضرورة الحفاظ على موقف الادراك المتواضع. مضيفا ان فهم الامريكي للعالم بسيط ولديها الكثير من المعلومات الخاطئة. وقال ديفيد بروكس، العراق تعطينا درسا اخر وهو التفكير هذا السؤال: هل امريكا لديها القدرة على تغيير دول اخرى؟