تعليق: اقتصاد الصين المحتضن للصناعات الناشئة

29 سبتمبر 2015 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في فترة العطلة الصيفية الماضية، سجلت إيرادات شباك تذاكر الأفلام الصينية رقما قياسيا جديدا، محققا أكبر المعجزات في تاريخ الأفلام الصينية. في الواقع ان إيرادات شباك التذاكر للأفلام الصينية ازدادت في النصف الأول من الهذا العام، بأكثر من 48% عن نفس الفترة من العام الماضي، حيث مثلت إيراداتها 12.53% من إيرادات شباك التذاكر العالمية وأصبحت الصين بذلك ثاني أكبر سوق بعد الولايات المتحدة في إيرادات شباك تذاكر الأفلام خلال العام الماضي.

إن النمو الكبير لشباك التذاكر للأفلام الصينية يعد صورة مصغرة لتحول الصين من الهيكل الصناعي القائم على الصناعة إلى الهيكل الصناعي القائم على صناعة الخدمات، ما يعكس قوة حيوية حقيقية وراء النمو الاقتصادي ب7%. ووفقا للبيانات الصادرة عن مصلحة الدولة الصينية للإحصاء، ارتفعت في النصف الاول من العام، القيمة المضافة لقطاع الخدمات الصيني ب8.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما مثل 49% من الناتج المحلي الإجمالي، وهي أعلى من النسبة التي حققها قطاع الصناعة ب5.8%.

وفي قطاع صناعة الخدمات، يتسارع نمو صناعة المالية والمعلومات والثقافة والسياحة وغيرها من صناعات الخدمات الحديثة. ومن بينها، ارتفع حجم حركة الإنترنت عبر الهاتف النقال ب93.6%، وازدادت البيانات المتنقلة والأعمال عبر الانترنت ب39.3%، وازدادت عائدات البرمجيات ب17.1%، وازدادت التجارة الالكترونية ب39.1%. حيث يرغب التجار من جميع أنحاء العالم بيع منتجاتهم للمستهلكين الصينيين.

وفي القطاع الصناعي، تسارع تحول وارتقاء قطاع التصنيع من المستوى المنخفض والمتوسط إلى المستوى الراقي. حيث تشهد صناعات المعدات الراقية التي تشمل المعلومات الالكترونية والآلات والروبوتات والنقل بالسكك الحديدية والشبكة الكهربائية الذكية والطيران والفضاء والمعدات الطبية وغيرها من الصناعات نموا سريعا. في ذات الوقت، ارتفعت في النصف الأول من هذا العام، القيمة المضافة لصناعة الالكترونيات وصناعة التكنولوجيا الفائقة على التتالي ب10.8% و10.5%، أعلى بكثير من نمو القيمة المضافة الصناعية. كما بلغ معدل نمو صناعات الروبوتات وقاطرات السكك الحديدية أكثر من 50%.

ومع تحسن بيئة الأعمال والاستثمار والتجارة وبفضل تحفيز منصة المعلومات عبر الانترنت، ظلت التكنولوجيات الجديدة والمنتجات الجديدة والأنماط الجديدة والصناعات الجديدة تنبثق باستمرار، حيث أصبح ظهور الشركات الجديدة مثل براعم البامبو بعد أمطار الربيع. وازداد عدد الشركات الجديدة بمليوني شركة في النصف الأول من هذا العام، بزيادة قدرها نحو 20%، وبلغ عدد الشركات الجديدة المسجلة 11 ألف شركة كل يوم. على سبيل المثال في مقاطعة قوانغدونغ، تجاوز عدد الشركات الجديدة المسجلة يوميا 1600 شركة بين يناير إلى مايو،مايعني وجود رئيس شركة واحد بين كل 15 شخصا من سكان قوانغدونغ. وهذا يعد أساسا متينا للحيوية المستمرة للاقتصاد الصيني وترقية الصناعات باستمرار، ما يوفر قوة دافعة كبيرة لنمو الاقتصاد الكلي المستدام.