رغم التفاؤل والحماسة اللذين عبر عنهما قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) خلال قمة الآسيان التي عقدت مؤخرا في كوالالمبور، إلا أن إقامة المجموعة الاقتصادية للآسيان بحلول نهاية العام ستواجه عدة عقبات، هكذا ذكر خبير فيتنامي محترم.
وذكر تران دينه لام مدير مركز الدراسات الخاصة بفيتنام وجنوب شرق آسيا في مدينة هو تشي منه الفيتنامية خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه "وفقا للتقييم الذي أجرته أمانة الآسيان، فإن إعداد السياسات على نحو ينجز بشكل تام التعهد بتكامل الحكومات يعتبر كافيا. ولكن الشركات في الدول الأقل تقدما غير مستعدة حقا للتكامل".
وقال تران إنه وفقا لبحث أجراه معهد دراسات جنوب شرق آسيا في سنغافورة حول مدى وعي الشركات الفيتنامية إزاء المجموعة الاقتصادية للآسيان، يظن 63% منها أن المجموعة الاقتصادية للآسيان سيكون لها تأثير ضئيل على أنشطة أعمالها.
كما كشف استطلاع للرأى أجرته جمعية هانوي لمنظمى الأعمال الشباب في فيتنام أن 80% من الشركات المشاركة في الاستطلاع قالت إنها "لا تبالي تماما ولا تهتم" بتكامل المجموعة الاقتصادية للآسيان فيما أعربت 20% فقط وغالبيتها من الشركات كبيرة النطاق أعربت عن اهتمامها.
وقال لام "بسبب اختلاف المنشأ والسياق التاريخي ومستوى التنمية بالنسبة كل دولة عند انضمامها للآسيان، فإن إقامة المجموعة الاقتصادية للآسيان قد يواجه بعض العقبات".
واستشهد بوجود اختلافات في الدين والثقافة والجغرافيا ومستويات التنمية الاقتصادية لدى الدول الأعضاء وأوجه خلل داخل كل دولة والافتقار إلى الاتساق في تقييم النزاعات ببحر الصين الجنوبي باعتبارها حواجز أمام تحقيق تكامل اقتصادي في المنطقة.
ووفقا للاستطلاع أجرته الآسيان مؤخرا، فقد تحققت مجموعة الآسيان بنسبة 92%، وبالنسبة للمجموعة الاجتماعية - الثقافية فقد تحققت بنسبة 82% ، ولكن المجموعة السياسية والأمنية فلم تتحقق سوى بنسبة 12%. وقال لام "هذا يشير إلى أن العقبة الأكبر بالنسبة لتطوير المجموعة الاقتصادية للآسيان تكمن في القضايا السياسية والأمنية ".
وذكر لام أن التغلب على هذه العقبة يتطلب تضامن مجموعة الآسيان في إيجاد حلول دائمة للقضايا السياسية والأمنية، وخاصة حول الخلاف البحري الحالي في بحر الصين الجنوبي.
وقال لام إن إقامة المجموعة الاقتصادية للآسيان سيجلب منافع اقتصادية هائلة للدول العشر الأعضاء بالآسيان ولكن الدول الأقل تقدما في المجموعة ستواجه المزيد من العقبات لأن مواردها الداخلية ستجعل من الصعوبة بمكان عليها التنافس مع الأعضاء الأكثر تقدما الذين لديهم خبرات أكثر في السيطرة على جودة السلع والخدمات وفي جذب الاستثمارات وفي تنظيم ممارسات تجارية فعالة.
وذكر أنه بالإضافة إلى ذلك، سيقود العمال ضعيفى التدريب في دول الآسيان الأقل تقدما سيقودون إلى إنتاجية منخفضة، مضيفا أن الشركات الصغيرة والمتوسطة بتلك الدول لا تهتم كثيرا بالمجموعة الاقتصادية للآسيان .
وأضاف الخبير الفيتنامي أنه نظرا لكون هذه اللعبة الجديدة تتطلب إذعانا صارما من جانب جميع أعضاء الآسيان بغض النظر عن مستويات تنمية كل دولة عضو، إلا أن هناك ميلا لدى الدول الأضعف إلى أن تصبح تحت رحمة الأعضاء الأكبر.
وأوصى لام بأن يكون الجهاز الإداري الذي يحكم دول الآسيان متخصصا وتديره مجموعة تكنوقراط عالية التدريب ومنتقاة على أساس تنافسي.
وقال الباحث الفيتنامي إن بإمكان مبادرة "الحزام والطريق" الصينية تقدم إسهامات للرخاء المشترك للآسيان.
وذكر لام أن "هذه المبادرة الطموحة للغاية التي طرحتها الصين لربط آسيا وأوروبا وأفريقيا ستخلق منطقة اقتصادية تمتد عبر ثلث محيط الكرة الأرضية وتشمل 4.4 مليار نسمة".
وأكد لام أن إقامة مجموعة الآسيان بوجه عام والمجموعة الاقتصادية للآسيان بوجه خاص سيجعل منهما معلمين هامين في هذا التجمع الإقليمي الذي يضم معا 625 مليون نسمة ويصل إجمالي ناتجه المحلي إلى حوالي 2700 مليار دولار أمريكي.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn