سون تيان رن، مراسل صحيفة الشعب اليومية الصينية
قال وزير الخارجية الصيني، وانغ إي، في إجابة على سؤال مستدخم إنترتت صيني، أثناء المؤتمر الصحفي الخاص بالدورة الثانية عشر لإجتماع نواب الشعب، في 8 مارس الجاري، إن الدبلوماسية الصينية ظلت مشغولة كثيرا خلال السنوات الاخيرة. حيث إضطلع القادة الصينيون بما في ذلك رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الدولة بمهمة "المُفسر" و"المُروج" خلال زياراتهم الخارجية، حاملين في قلوبهم أهداف بناء التنمية الصينية وتحقيق سعادة الشعب. وقد عبر كلام وانغ إي، عن المجهودات التي تبذلها الدبلوماسية الصينية في خدمة التنمية الصينية وتعزيز المستوى المعيشي للشعب الصيني.
طرح وانغ إي خلال المؤتمر الصحفي مثالين ملموسين: أولا، إنطلاق اول قطار تجاري يربط بين إيوو وطهران، بعد 4 أيام من الزيارة التي أجراها شي إلى إيران في شهر يناير الماضي، ما وفر لأكثر من 70 ألف متجر في إيوو خط نقل قليل التكلفة وفائق الفاعلية، ومنحهم المزيد من الفرص التجارية وتحقيق المزيد من الأرباح.
ثانيا، طرحت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا، سلسلة من الإجراءات الجديدة، تهدف لدعم تنمية وإنفتاح المناطق الأقاليم الداخلية، وفي هذا الإطار نظمت وزارة الخارجية الصينية مؤخرا، فعالية ترويجية دولية تحت عنوان "الصين المنفتحة: من نينغشيا إلى العالم"، وتهدف هذه الإجراءات إلى توفير مناخ ملائهم لإنفتاح المناطق الداخلية، وتوفير منصة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية في الصين للتعرف على أوضاع الصين.
يتعلق المثالان المذكوران بمعيشة الشعب الصيني بشكل وثيق، وجلبا منافع حقيقية للصينيين. وتجدر الإشارة في هذا الصدد، إلى أن وزارة الخارجية الصينية، قد لعبت دورا ايجابيا خلال السنوات الأخيرة في تعزيز الإستثمار الإقتصادي والتجاري، وحققت نتائج هامة في هذا المجال.
مساعدة التجار الصينيين على الخروج إلى الأسواق الأجنبية
يوم 18 مايو عام 2015، انطلق قطار خاص للنبيذ الأحمر لخط "إيوو-شينجيانغ-أوروبا" من محطة حاويات الشحن لسكك الحديدية أربولوغاني في مدريد أسبانيا الى الصين، وحضر مراسم الانطلاق مسؤولو سفارة الصين لدى أسبانيا وممثلو شركة السكك الحديدية الوطنية الأسبانية. مصدر الصورة: موقع الكتروني لسفارة الصين لدى أسبانيا
قبل إنطلاق القطار التجاري الرابط بين مدينة إيوو الصينية والعاصمة الإيرانية طهران، توصل الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء الإسباني في وقت سابق إتفاقا حول خط قطار"إيوو-شينجيانغ-أوروبا ليربط مدينة إيوو بمدريد الإسبانية، وقد إنطلقت أول رحلة لهذا الخط في نوفمبر 2014. ما وفر خط نقل تجاري آمنا وسريعا ودائما لمدينة إيوو لإستيراد وتصدير السلع، وأسهم بوضوح في رفع فعّالة صادرات السلع الصغيرة التي تنتجها إيوو. وإلى جانب نقله السلع الإستهلاكية الصينية إلى المستهلكين الأوروبيين، يوفر هذا القطار النبيذ الأحمر وزيت الزيتون الإسبانيين إلى المستهلكين الصينيين.
دفع خروج طاقة الإنتاج الصينية
خلال زيارته إلى السعودية في 20 يناير الماضي، أشرف الرئيس شي جين بينغ صحبة الملك سلمان على مراسم تشغيل مصفاة نفط ياسرف الصينية والسعودية، وهو مشروع مشترك بين سينوبيك الصينية وشركة أرامكو السعودية، إنطلق في العمل التجريبي منذ أبريل 2015. وحددت قدرة إنتاجه بتكرير 20 مليون طن من النفط الخام سنويا، معتمدا أساسا على النفط السعودي الخام، وتضمن الشركة العربية للنفط السعودية عملية التزويد. وتباع سلعه أساسا في الأسواق الدولية.
يمثل هذا المشروع أكبر إستثمار للصين في السعودية، كما يعد أول مشروع تكرير خارج الصين بالنسبة لسينوبك، ويعتبر علامة هامة في تاريخ تطور صناعة البتروكيمياء الدقيقة الصينية في الخارج، كما يتماهى مع إستراتيجية تنويع الهيكل الإقتصادي التي تطرحها السعودية.
وقد صرح الملك سلمان خلال حفل إفتتاح المشروع، قائلا: "لا شك في أن التعاون الصيني السعودي سيحقق النجاح المرجو، ولا شك في أن هذا المشروع سيسعد شعبي البلدين."
دفع الخروج الجماعي للقطاعات الصناعية إلى الأسواق الأجنبية
خلال الزيارة التي أجراها إلى بيلاروسيا في مايو 2015، قام الرئيس شي جين بينغ والرئيس البيلاروسي لوكاشينكون بزيارة إلى المنطقة الصناعية الصينية البيلاروسية، وعبرا عن دعمهما القوي لتطوير المنطقة الصناعية. والى حد اليوم، نجح هذا المشروع في تحقيق جميع مهامه المخططة لنهاية 2015، وتشهد مهام البناء المخططة لعام 2016 تقدما جيدا ومستمرا، وتمكنت المنطقة الصناعية إلى حد الآن من إمضاء إتفاقيات مع 36 شركة.
تعد المنطقة الصناعية الصينية البيلاروسية، أكبر مشروع تعاون في الإقتصاد والتكنولوجيا بين البلدين، كما تعد مشروعا نموذجيا في مسيرة بناء الحزام والطريق. ومن المتوقع أن توفر الشركات الـ10 الأولى التي دخلت المنطقة إستثمارات تنهاز 2 مليار دولار، كما ستساعد الشركات الصينية على الخروج الجماعي إلى الاسواق الأجنبية.
قام الرئيس الصيني خلال العام الماضي بـ 8 زيارات خارجية، أما وانغ فأطلق عليه إسم "الرجل الطائر". فلماذا الإنهماك الكبير الذي يميز الدبلوماسية الصينية، وفي ما تنهمك بالضبط؟ وهل لما تقوم به من علاقة مع حياة المواطن الصيني؟
الإجابة: هناك علاقة كبيرة! دبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية، لم تتمكن من توفير بيئة دولية مريحة للتنمية الصينية فحسب، بل عادت كذلك بالنفع على مئات ملايين الصينيين. ومن الأمثلة الملموسة الدالة على هذه الحقيقة، تراجعت أسعار لحوم البقر الأسترالية والخضراوات الكورية بعد البدء في الخفض التدريجي للضرائب على السلع المستوردة من هذين البلدين، طبقا لإتفاقية التجارة الحرة التي أمضتها الصين معهما كل على حدى. كما توصلت الصين في نوفمبر 2014 إلى إتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية لإسناد تأشيرات متبادلة بـ 10 سنوات للأفراد العاملين في مجالي التجارة والسياحة، ومن ثم أصبح سفر الصينيين إلى أمريكا أكثر سهولة.
السياحة والدراسة في الخارج ستكونان أكثر سهولة في المستقبل، كما سيصبح من السهل مشاهدة الأفلام الأجنبية، وستدخل المنتجات التقنية الأجنبية عالية الجودة أكثر فأكثر إلى بيوت المواطنين. وفي المستقبل المنظور، ستشهد حياة الصينيين مزيدا من الرموز الأجنبية، كما ستتعزز التبادلات بين الصينيين والأجانب. وهذا يعد من المنافع التي حققتها دبلوماسية الدولة الكبرى للمواطنين الصينيين.
"ستكون الدبلوماسية الصينية أكثر إنهماكا في المستقبل، وستلعب دورا أكبر في دفع التنمية الوطنية، كما ستتزايد المنافع التي سيحصل عليها المواطنون الصينيون من الدبلوماسية الصينية." يقول وانغ إي.