صورة أرشيفية: كريم ماسيموف يزور جامعة ووهان في عام 2014 |
أرسل رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم 27 مارس من هذا العام رسالة تهنئة لرئيس وزراء كازاخستان كريم ماسيموف الذي أعيد انتخابه للمرة الثالثة رئيسا للوزراء كازاخستان.
ترك خطاب رئيس وزراء كازاخستان كريم ماسيموف في المؤتمر العالمي الثاني لشبكة الانترنت انطباعا عميقا لدى الكثير من الصينيين الى حد يومنا هذا. حيث ألقى ماسيموف خطابه بالكامل باللغة الصينية، واستشهد بمثل صيني " اذا أردت أن تكسب المال وتصبح غنيا، ابدأ الا ببناء الطرقات " لتاكيد مدى أهمية تطوير الانترنت، مما ضج المشاركين بالتصفيق الحار.
وقدرة كريم ماسيموف كرئيس وزراء أجنبي على الحديث بطلاقة اللغة الصينية مرتبط ارتباطا وثيقا بتجربة دراسته في الصين. كما أن هناك العديد من الشخصيات السياسية الاجنبية الذين درسوا في الصين.
الدراسة في الصين .. تجربة لا تنسى
درس كريم ماسيموف في كلية الحقوق في جامعة ووهان الصينية خلال الفترة من عام 1989 الى 1992. وكان ماسيموف من الطلبة الاجانب المتفوقين في جامعة ووهان ، حيث تحصل في العديد من المواد على 85 نقطة أو أكثر، وهو من " الخريجين المتميزين".
في الواقع، هناك عدد كبير من الشخصيات السياسية الاجنبية درست في الصين. على سبيل المثال، مولاتو تشوم رئيس إثيوبيا درس اللغة الصينية في جامعة اللغات والثقافة ببكين، وانتقل بعد ذلك للدراسة بجامعة بكين، حيث تحصل على درجة الماجستير في الفلسفة، ودرجة الدكتوراه في السياسة الدولية. كما درس جوزيف كابيلا الذي يشغل اليوم منصب رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ستة أشهر في جامعة الدفاع الوطنى التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني في عام 1998. ودرس رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود اللغة الصينية في جامعة تكوين الاساتذة بتايوان.
ويعتبر معهد نانجينغ لقيادة الجيش من الجامعات والمعاهد العسكرية الصينية الأولى التي فتحت أبوابها امام الطلبة الاجانب، حيث تتدرب فيها العديد من الطلبة الاجانب، من بينهم الرئيس الناميبى السابق سام نجوما، وعدد من الطلاب الاجانب الاخرين الذين تولوا منصاب عالية في الدولة منها نائب الرئيس ورئيس الوزراء ووزير الدفاع وغيرها من المهام الاخرى.
المشاعر الايجابية تجاه الصين لا تزال مستمرة
العديد من الخرجين الاجانب الذين درسوا في الجامعات الصينية يبذلون جهودا كبيرة لتعزيز التبادلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين بلادهم والصين.
وقال الرئيس مولاتو تشوم رئيس إثيوبيا في مقابلة صحفية مع وسائل الاعلام الصينية عام 2014، أن العلاقات الثنائية بين اثيوبيا والصين قائمة على اساس الثقة المتبادلة والتفاهم المتبادل والاحترام المتبادل، وتتطور نحو اتجاه جيد. وإن الصين ظلت على مر السنين ملتزمة بمساعدة اثيوبيا للخروج من الفقر، ويمكن لاثيوبيا الاعتماد على اصدقائها."
ولا يزال كيفن رود متمسك بعادة ارسال تهانيه الخالصة للصين شعبا وحكومة بمناسبة السنة القمرية الجديدة كل عام. وخلال فترة تولي كيفن رود منصب رئيس الوزراء استراليا، شهد عدد سياح صينيين الى أستراليا زيادة مستمرة ، وحقق التبادل التجاري بين البلدين نموا ايضا.
زيادة عدد الطلاب الاجانب في الصين
قال لي جينغ استاذ مشارك في كلية العلاقات الدولية لمعهد السياسة والادارة العامة في جامعة ووهان في مقابلة صحفية: " ان دراسة الطلاب الاجانب في الصين تعمق فهمهم للاخيرة، وأن مشاعرهم الصادقة للشعب الصيني همزة وصل مهمة في التنمية المستقبلية للعلاقات الدولية.
الصين تجتذب عددا متزايدا من الطلبة الأجانب في السنوات الاخيرة. ووفقا للبيانات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، في عام 2014، درس 377054 طالبا أجنبيا من 203 دولة ومنطقة في 775 جامعة وكلية ومعاهد البحوث والمؤسسات التعليمية الأخرى في 31 مقاطعة ومناطق ذاتية الحكم وبلديات في الصين.
وقد أصدرت وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية اشعارا مشتركا في عام 2015 بهدف جذب المزيد من الطلاب الاجانب الى الصين، وقررت فيه تحسين نظام المنح الدراسية التابعة للحكومة الصينية، وزيادة معايير الدعم، لمواصلة تعزيز التنمية المستدامة وصحية للدراسة في الصين، وتعزيز التفاهم والصداقة المتبادلة بين الشعوب.
ويعتقد لي جينغ أن ارتفاع عدد الطلاب الاجانب في الصين اتجاه لا مفر منه. والطلاب يدرسون في الصين بمثابة شواهد التنمية في الصين، " يمكن للطلاب الاجانب نقل الثقافة الصينية الى بلادهم، والمساهمة في تعزيز التبادل الثقافي الثنائي، وهي طريقة جيدة لاقامة علاقات ودية وقوية بين الصين والدول الاجنبية ."