القاهرة 7 أبريل 2016 / لجأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الخميس) إلى وسيلة غير تقليدية، هي موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، للترحيب بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي استخدم نفس الوسيلة للتأكيد على العلاقات الاستراتيجية مع مصر.
وقال الرئيس السيسي عبر حسابه على موقع (تويتر)، " أرحب بأخى جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين على أرض وطنه الثانى مصر".
وأطلق السيسي هشتاج بعنوان (مصر ترحب بالملك سلمان).
وانهالت التعليقات المرحبة بزيارة الملك سلمان حتى تصدر الهاشتاج قائمة الأكثر تداولا على تويتر اليوم.
وقال الملك سلمان فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على تويتر، إن " لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها".
ويعد لجوء القادة العرب إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأي أو موقف أمرا نادر الحدوث.
وعقد الرئيس السيسي والملك سلمان جلسة مباحثات اليوم، أعرب خلالها الأول عن " ما تكنه مصر قيادة وشعبا من تقدير ومودة للعاهل السعودي وللمملكة في ضوء المواقف المشرفة التي اتخذتها إزاء مصر وشعبها".
وأكد الزعيمان حرصهما على أن تشكل هذه الزيارة " نقلة نوعية في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات، بما يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي يتعرض لها الوطن العربي في الوقت الراهن"، بحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل العلاقات مع السعودية " متميزة"، وأكد أن " أمن وآمان المواطن السعودي ضمن الأولويات الأولى لمصر".
وقال في حوار تلفزيوني، إن " المملكة داعمة لمصر، كانت وستستمر في ذلك، وهناك فرص كثيرة للاستثمار في مصر ودعم اقتصادها في المرحلة المقبلة".
وأضاف إن " المملكة ستكون شريكة في النهوض بالاقتصاد المصري والدخول في مرحلة جديدة من التطور.. من خلال ضخ الاستثمارات والتعاون الوثيق".
ورأى أن " المملكة العربية السعودية ومصر تاريخ واحد ومصير واحد في المنطقة التي تموج بالعديد من الأحداث في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن " أكبر استثمارات موجودة في مصر سعودية بواقع 6.2 مليار دولار، ومرشحة للزيادة في الفترة المقبلة".
وأوضح أن المجلس التنسيقي بين السعودية ومصر آلية جديدة تدعم هذا التعاون وتأخذه إلى آفاق مستقبلية متميزة.
وأشاد بـ" دور كبير جدا للمملكة في دعم مصر بعد ثورة 30 يونيو، وكان هذا الدعم مهم جدا لمصر كي تعبر عنق الزجاجة في فترة حرجة جدا".
بدوره، اعتبر السفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان زيارة الملك سلمان لمصر " غير مسبوقة "، ووصف استقبال مصر للعاهل السعودي بأنه " احتفال حافل".
وأشار إلى أن الملك سلمان والرئيس السيسي سيعقدان غدا (الجمعة) جلسة مباحثات، ثم يتم التوقيع على 15 اتفاقية بين البلدين في كافة المجالات.
وأوضح أن الملك سلمان سوف يتوجه يوم (السبت) المقبل إلى الأزهر الشريف لوضع حجر الأساس للمدينة السكنية للوافدين، على أن يعقب ذلك في مساء ذات اليوم الإعلان عن توقيع أكثر من سبع اتفاقيات بين رجال الأعمال السعوديين والجانب المصري.
وأضاف أن الملك سلمان سوف يلقى يوم (الأحد) المقبل خطابا تاريخيا أمام مجلس النواب المصري، في سابقة من نوعها، على أن يتوجه يوم (الاثنين) المقبل إلى جامعة القاهرة التي قررت منحه الدكتوراه الفخرية.
وعد قطان الوفد المصاحب للملك سلمان خلال زيارة مصر الأكبر في تاريخ المملكة، حيث يضم 18 وزيرا و25 أميرا إلى جانب مستثمرين وكتاب ومثقفين.
ووجه الدبلوماسي السعودي رسالة للمصريين قال فيها " نحن وأنتم في قارب واحد، ومصر والسعودية سيقودا الأمة".
من جانبه، قرر مجلس جامعة القاهرة بالإجماع اليوم منح الدكتوراه الفخرية للملك سلمان " تقديرا لإسهاماته البارزة فى خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، ولدوره البارز فى دعم جامعة القاهرة، وإطلاقه مشروعا تاريخيا لتطوير مستشفيات الجامعة، بما يؤدى إلى تمكينها من آداء رسالتها نحو مجتمعها المصري ومحيطها العربي".