الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق أخباري : أهالي مدينة تدمر يتفقدون منازلهم المدمرة بعد سيطر الجيش السوري عليها

2016:04:13.11:19    حجم الخط    اطبع

حمص، سوريا 12 إبريل 2016 / وقفت أم أحمد على مدخل بيتها المدمر واضعة يداها على خصرها ، تتأمل منزلها الذي تركته قبل حوالي 10 أشهر تقريبا بحالة جيدة، لتجده اليوم بحالة يرثى لها، قائلة " الحمد لله على كل شيء " .

وقالت أم أحمد (65 عاما) ، التي تلونت يداها بالاسود وهي تبحث عن أشيائها وسط الأنقاض التي ملأت المنزل، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق يوم الثلاثاء " بعد أن أعلنت الجهات الرسمية السورية بأنها سمحت للأهالي بالعودة إلى مدينة تدمر، قررنا المجيء لرؤية ما حل بمنزلنا بعد أن تركناه قبل حوالي 10 أشهر تقريبا لنرى أنه مدمر، وقسم منه محروق" .

وأضافت أم أحمد ، التي تعيش حاليا في مدينة حمص بمخيم الوافدين بغرفتين صغيرتين مع عائلتها المكونة من خمسة افراد، أنها " تمكنت من أخذ بعض الثياب من المنزل، وبعض الأدوات " ، مؤكدة أنها ستعود للسكان بمنزلها بعد أن يتم تأمين الخدمات اللازمة مثل الكهرباء والماء والصرف الصحي.

وروت أم أحمد كيف خرجت من منزلها على عجالة عند سماعها بأن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بات على مشارف مدينة تدمر، وأنها لم تأخذ معها أي شيء سوى الملابس التي تغطي أجساد عائلتها، مؤكدة أنها لحظة خروجها من المدينة كانت " مؤلمة وصعبة " ، واصفة إياها بأنها " رحلة شاقة ".

وغادرت أم أحمد منزلها وهي تنظر بنظرات حزينة لما آل إليه حال المدنية من خراب ودمار ، وتحمل على كتفها كيسا كبيرا فيها بعض الملابس والاغطية ، وبيدها حقيبة كبيرة محشوة بادوات المطبخ من صحون وطناجر وأكواب ، هذا ما بقي في منزلها .

ومدينة تدمر التي سيطر الجيش السوري عليها في 25 مارس الماضى، كانت خالية من السكان، لحظة دخوله إليها، وكانت الدمار والخراب كبيرين من شدة الاشتباكات التي دارت بين الجيش السوري وحلفائه وبين مقاتلي داعش الذي كان يسيطر على المدينة منذ مايو عام 2015 .

وفي جولة قام بها فريق وكالة أنباء ((شينخوا)) بأحياء تدمر تجد عشرات الأشخاص الذين جاؤوا لتفقد منازلهم ، وتراهم منتشرين في عدة أماكن يبحثون في بيوتهم المدمرة والمحروقة عن بقايا أثاث، وثياب يأخذونها معهم في حافلات وقفت في مكان بعيد عن منازلهم ، وعلى وجوههم علامات التعب والحزن .

وبدورها، أكدت الشابة أمير، 25 عاما، من سكان مدينة تدمر أنها جاءت إلى المدينة برفقة أهلها من أجل استعادة ذكريات الطفولة في منزلها الذي تركته في مايو الماضي، مشيرة أنها صدمت عندما شاهدت منزلها الذي عاشت به سنوات عمرها بهذا الشكل.

وقالت أميرة والدموع تذرف من عينيها ، لـ((شينخوا)) إنها " كانت تعيش في هذا المنزل مع أهلها بفرح وسلام ، وكان يوم الخميس من أجمل أيام الأسبوع ، فكانت لمة الاهل والسهر، إلى أن دخل داعش إلى المدينة ليعكر صفوها ويشرد أهلها ويجعلهم يهيمون على وجوههم في الأراضي الزراعية للوصول إلى مدينة حمص حيث استقرت معظمهم هناك ، هربا من الإرهاب" .

وأضافت أميرة والحسرة والألم يملأن قبلها وعينيها لحظة رؤية بيتها الذي كان يضج بالحيوية والحركة، والذي تحول إلى مكان مهجور وبدون نوافذ وأبوابه مشرعة للريح أن" هنا في هذا المنزل قتل ابن أختي وزوجها بسقوط قذيفة أطلقها داعش، وعندما سمعنا أن داعش سيقتحم مدينة تدمر خرجنا ليلا من المنزل باتجاه الشمال الغربي وبقينا يومين نسير وننام في العراء حتى وصلنا إلى مدينة حمص" ، وقالت " تعذبنا كثيرا حتى وصلنا إلى حمص، كانت رحلة صعبة ومحفوفة بالمخاطر " .

وأملت أميرة أن تعود إلى منزلها بعد أن يتم ترميمه ، وتأهيل البنى التحتية للمدينة من قبل الحكومة، مؤكدة أن تحب منزلها، وترغب بالعيش به على الرغم من كل الخراب والدمار الذي لحق بالمدينة.

والخوف من العيش مع داعش هو الدافع الأكبر لفرار الأهالي من تدمر قبل دخول التنظيم لهذه المدينة الأثرية المسجلة على لائحة التراث العالمي، والتي تحولت إلى كتلة من الخراب بفضل قيامه بتفجير بعض المعالم الأثرية الهامة، وزرع الألغام في أحياء المدينة السكنية والمدينة الأثرية ، الأمر الذي دعا روسيا لمساعدة الجيش السوري بعدد من الخبراء الروس لإزالة تلك الألغام .

وإن أصوات تفجير الألغام تشق صمت المدينة، وكذلك سحب الدخان الأسود التي تغطي معظم فضاء المدينة التي تهدف إلى تأمين دخول المواطنين إلى منازلهم لتفقدها.

وقالت أم عدنان ( 36 عاما ) إن " معظم الأهالي الذين أتوا إلى مدينة تدمر اليوم من أجل تفقد منازلهم بعد أن سيطر الجيش السوري عليها " ، معربا عن فرحها برؤية بيتها من جديد وإن كان مدمرا.

وأشارت أم عدنان إلى أنها هربت من المدينة قبل دخول داعش بأيام لكثرة ما سمعت من القصص المرعبة التى يقوم بها مقاتلو التنظيم بأي شخص يخالف تعليماته.

وكانت محافظة حمص أعلنت يوم الخميس الماضي أن حوالي 400 شخص مدني دخلوا مدينة تدمر الأثرية لتفقد منازلهم ، مشيرة إلى أن العملية ستستمر لمدة شهر كامل.

ولايزال الخبراء الروس يقومون بإزالة الألغام من المدينة الأثرية ومن الأحياء السكنية .

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×