الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: النازحون السوريون: سوء تغذية أطفالنا تنعكس سلبا على صحة الجيل الطالع

2016:04:26.08:36    حجم الخط    اطبع

بيروت 25 أبريل 2016 / امام خيمة نزوحها عند الطرف الغربي لمخيم قب الياس، تحتضن النازحة السورية من ادلب هنادي العوني، طفلها الصغير شادي ابن السنة ونصف، والذي بدا نحيل الجسم، أصفر اللون، واهن القوى، كثير البكاء.

تقول العوني " لقد عرضت طفلي على الطبيب الذي يزور المخيم بين فترة واخرى، ليشير إلى أن الطفل يعاني من سوء تغذية وهو بحاجة إلى فيتامينات، وما يتناول من طعام غير كاف لنموه، خاصة واني لم اتمكن من ارضاعه الا لفترة أقل من شهر، بعدما جف الحليب في صدري، نتيجة للأوضاع الغذائية السيئة وحياتنا المعيشية القلقة في هذا النزوح ".

وتضيف " لقد وصف الطبيب نوعا من الحليب لطفلي، سعرالعبوة سعة ربع ليتر 18000 ليرة تكفيه لفترة اسبوع، هذا يعني انه بحاجة لحوالي 80 الف ليرة شهريا كحليب فقط، فمن اين لي بهذا المبلغ، ونحن بالكاد نستطيع تأمين ال 200000 ليرة لبنانية كدخل شهري ".

ما يعانيه شادي الطفل السوري النازح منذ حوالي خمس سنوات إلى لبنان، نتيجة لسوء التغذية الناتج عن الفقر والعوز، بات سمة جامعة تحكم اطفال جيل الحرب السورية، والذين سيواجهون في نموهم ازمات صحية متعددة ومتنوعة، هذا ما اشار اليه لوكالة أنباء (شينخوا) الدكتور كامل مهنا مدير إحدى المؤسسات الصحية اللبنانية الدولية، والتي تعنى في جانب من اهتماماتها بالنازحين السوريين، والمشرف على فريق طبي يعاين في أكثر من 45 مخيما، منتشرة في مختلف المناطق اللبنانية.

واعتبر مهنا ان سوء التغذية عند النازحين بشكل عام والأطفال منهم بشكل خاص، يأتي نتيجة لأتباع نظام غذائي ناقص في المواد الغذائية الحيوية والفيتامينات والمعادن، على المدى الطويل أو حتى على المدى القصير، وهذا قد يؤدي إلى الوهن الشديد والضرر الذي يلحق بالوظائف الحيوية للجسم، ويكون تأثر الأطفال فيها قوي وله سلبيات متعددة، يمكن تمييز أعراضها بسهولة بين الكبار والأطفال على السواء.

وأضاف " هناك مئات الحالات لدى الأطفال النازحين تواجه يوميا الفرق الطبية، ويبدو لدى الكشف الصحي، ان النمو ضعيف خاصة لجهة الطول، وفقدان وزن ملحوظ، اصفرار بالبشرة، ضعف عضلات، تعب، زيادة القابلية للإصابة بالعدوى، تأخر شفاء الجروح الصغيرة، هشاشة في الأظافر فهي تتكسر بسهولة، تهيج وركود، بكاء مفرط، تساقط الشعر، ضيق تنفس، طنين أو رنين في الأذنين، فقر دم، ألم في العظام والمفاصل ".

من جهته، طبيب الأطفال احمد عبدالله والعامل ضمن فريق طبي تابع لمؤسسة انسانية تعنى بالنازحين، دق ناقوس الخطر، معتبرا ان ما يحصل من سوء تغذية لدى اطفال النازحين، يمكن ان يؤدي الى كارثة اجتماعية حقيقية في هذا الجيل الجديد، وان التقديرات الأولية تشير الى ان هذا الخطر ربما طال أكثر من مليوني طفل سوري نازح، والمطلوب تحرك دولي واسع وسريع، لوضع خطة اغاثة سريعة وعاجلة، لمعالجة هذه الظاهرة التي ربما هددت جيل كامل بعوارض صحية خطرة.

يشير النازح السوري من حلب إلى راشيا الوادي في البقاع اللبناني، سامر ابو العليان، ان اربعة من اطفاله السبعة، والذين تتراوح اعمارهم بين العام والعشر سنوات، في حالة صحية سيئة، نتيجة لسوء التغذية فهم مثلا لا يتناولوا الفاكهة الا مرة في الأسبوع مثلا كذلك اللحمة والخضار، اننا نعيش على المعلبات التي توزعها المؤسسات المانحة واكثرها فاسدة ومنتهية الصلاحية.

وتقول سليمة المحمودي من ادلب إن طفلها الثاني البالغ من العمر حوالي السنتين، لم يقوى على المشي بعد بسبب الضعف في بنيته، ووصف لنا الطبيب المعالج، تناول كميات كبيرة من عصير الليمون والجزر واللحم الأحمر، اضافة إلى فيتامينات، وفي هذا النزوح لا يمكننا تأمين هذه المواد المكلفة المادية، فهذا الوضع الصحي الغير طبيعي للطفل ناتج عن نقص في التغذية.

في حين تقول امينة الغريزي من ريف دمشق إن طفلتها سميرة ابنة الخمس سنوات، تعاني من قصر في القامة، وان المعالجة يلزمها ادوية مرتفعة الثمن من المستحيل تأمينها.

ويشير ابو حسن علاء التنوري، إلى أن طفلته ابنة السبع سنوات، تعاني من ضعف في السمع مع طنين دائم في اذنيها، ولم ينجح الأطباء في معالجتها، بسبب الوهن الذي يصيبها والضعف في صحتها، اننا حقا بتنا نخاف عل اطفالنا يضيف، فالتغذية الصحية ناقصة او شبه غائبة عن المجتمع النازح بشكل عام.

وأضاف " اننا في معاناة انسانية حقيقية، وعلى المجتمع الدولي العمل لتداركها ببرنامج صحي انقاذي جدي، علما اننا بتنا لا نثق كثيرا في هذا المجتمع الدولي، المسئول المباشر الأول عن الحرب السورية التي اوصلتنا إلى هذه المآسي في مقدمتها اليوم الوضع الصحي المتردي لأطفالنا بشكل عام ".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×