كوالالمبور 30 إبريل 2016 /ذكر خبير ماليزي أن دول جنوب شرق آسيا لابد أن تبدأ في أن تحذو حذو الصين في عملية السعى إلى تحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة وشمولا.
وأشار أوه إي سون الباحث الزميل في كلية أس. راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة إلى أن العديد من الدول في المنطقة تواجه إلى حد ما تحديات اقتصادية مماثلة لتلك التي تواجهها الصين.
وذكر أوه خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أنه في الوقت الذي يشهد فيه اقتصاد الصين "وضعا طبيعيا جديدا"، يتعين بالمثل على جنوب شرق آسيا اعتماد فكرة تحسين جودة الاقتصاد التي تركز على الابتكار والاستدامة والشمولية.
وأضاف قائلا أنه "في مرحلة النمو المتفجر لهذا الجزء الآخذ في النمو من العالم، في بعض الأحيان لا تجنى جميع فئات المجتمع ثمرة النمو، وفي بعض الأحيان تتطلب جودة النمو مزيدا من التحسين".
وقال أوه، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، إن الصين شرعت بالفعل في إجراء إصلاحات هناك حاجة ماسة إليها وهذا ما اتضح في خطتها الخمسية الـ13 التي تدعو إلى تنمية مبتكرة ومنسقة وخضراء ومنفتحة وشاملة.
وأضاف أوه أنه عقب تسجيل نمو "هائل" خلال العقود الثلاثة الماضية، يتمثل أحد التحديات التي ستواجه الصين خلال السنوات من الخمس إلى العشر المقبلة في كيفية التأكد من تمتع قطاع عريض من المجتمع بالنمو، بالإضافة إلى الحفاظ على مستوى محدد من النمو.
وذكر "هذا ليس أمرا مهما للمجتمع الصيني فحسب، وإنما أيضا للرفاهية الاقتصادية لسائر أنحاء المنطقة"، مضيفا "وأظن أن الحكومة الصينية على صواب في تركيزها على مجتمع شامل، ونمو أكثر استدامة، والابتكار باعتبارها القوة الدافعة للمضى قدما".
فقد سجل نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين تباطؤا ليصل إلى 6.7% على أساس سنوي في الربع الأول من العام، وفقا لأحدث البيانات الرسمية، ولكن عددا من المؤشرات الرئيسية أشار إلى علامات على الاستقرار.
وقال أوه إن "الأرقام المسجلة في الأشهر الثلاثة الأخيرة بالصين تعد حقا مؤشرا على أن الوضع الاقتصادي في الصين ربما ليس سلبيا كما ظن البعض".
وأشار إلى أنه ليس هناك بديل آخر لدفع الاقتصاد العالمي حيث لا تزال الصين تمثل القاطرة التي تجر هذا النمو.
وذكر أن "الصين لا ينبغي أن تقلق كثيرا من أرقام نمو أقل بشكل طفيف"، لافتا إلى أن "نمو أبطأ في الصين مازال مثيرا بشدة للإعجاب سواء كان ذلك مقارنة بالعام النامي أو المتقدم. وهذا في الواقع ليس أمرا سيئا بالنسبة للصين لأنه يمكنها من التفكير مليا في بعض اتجاهاتها المستقبلية للنمو".
وأضاف أن "الصين لا يمكن أن تظل للأبد أكبر مصنع للعالم، وإنما ينبغي أيضا أن تكون أيضا أكبر مختبر تفريخ للابتكار في العالم".