الجزائر 2 مايو 2016 /أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل اليوم (الإثنين) أن بلاده متمسكة بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول كاستراتيجية خارجية رغم الضغوطات الدولية التي تحاول دفعها إلى تغيير ذلك، نافيا في نفس الوقت وجود صراع جيواستراتيجي مع السعودية او أي دولة في العالم.
وقال مساهل في حديث مع إذاعة الجزائر الحكومية "إن مواقف الجزائر ثابتة وسيادية ولن تتغير من الأزمات التي تشهدها سوريا وليبيا واليمن أو أي بلد في العالم ولن تخرج عن مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ولا بديل عن الحل السياسي بين الأطراف المتنازعة".
وأوضح أنه "رغم مناداة بعض الخبراء والمحللين الدوليين ورغم ما يدور في بعض السفارات المعتمدة (في الجزائر) بضرورة أن تغير الجزائر إستراتيجيتها (عدم التدخل) فلن نحيد عن مبدأ تفعيل الحل السياسي وحل الأزمات عن طريق الحوار".
وتابع أن "الجزائر أثبتت صدق رؤيتها وأحقيتها حينما حذرت من نتائج التدخل العسكري في ليبيا وانعكاسه على الوضع الأمني في ليبيا ودول الجوار بدليل تعرض الجزائر لاعتداء تيقنتورين (منشأة الغاز التي تعرضت لاعتداء إرهابي في 2013 وخلفت مقتل 27 عاملا أجنبيا و29 إرهابيا) والأحداث التي شهدتها مدينة بن قردان بتونس".
وأشار إلى أن بلاده تؤيد الحلول السياسية دائما وأن زيارته الأخيرة إلى ليبيا "تعبر عن دعم الجزائر لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج الذي كانت أولى زياراته إلى الجزائر".
وأضاف "زيارتي إلى ليبيا واجتماعاتي بالمسؤولين لم تكن داخل قواعد عسكرية"، مشيرا إلى أن "التنسيق الأمني يبقى قائما بين البلدين سيما على مستوى المناطق الحدودية".
وبشأن زيارته الأخيرة إلى سوريا والتي أثارت جدلا في الجزائر ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، قال مساهل "إنها حملت ثلاثة رسائل أولها أنها جاءت في الذكرى الـ 70 لاستقلال الدولة السورية... والثانية أن الجزائر تدين الإرهاب مها كان شكله أو مصدره وأن الإرهاب واحد ندينه في كل أقطار العالم والرسالة الثالثة تتلخص في أنه لا بديل عن الحل السياسي والمصالحة الوطنية".
وردا على الأطراف التي طعنت في زيارته إلى دمشق، قال مساهل "هل يؤيد هؤلاء الإرهاب؟ وهل هم ضد المصالحة؟"، مضيفا أنه "حتى المعارضة السورية لم تطعن في زيارتنا إلى دمشق والسوريون يريدون حلا لأزمة عمرها 5 سنوات".
وبخصوص العلاقات مع المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، قال مساهل "إن العلاقات مع البلدين جد مميزة وهما يعتبران من أهم شركاء الجزائر، والجزائر ليست لها عداوة مع أي بلد ومستقلة في مواقفها سيما وأن الشعب الجزائري الذي دفع بمليون ونصف مليون شهيد وأكثر من 200 ألف قتيل في محاربة الإرهاب، اختار طريق السلم والمصالحة".
وبشأن السعودية والمواقف المتناقضة بينهما بشأن سوريا خاصة، قال "إن الجزائر ليست في صراع جيواستراتيجي أو تنافس مع السعودية أو غيرها من الدول وما يهم هو الجبهة الداخلية والعمل على تقويتها وأن يكون الجزائريون فخورين بانتمائهم إلى هذا الوطن وقيادة حكيمة تعرف إلى أين تقود البلد فلن نخاف من أي أحد".