الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: رغم تعديلها...الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لاتزال تجعل المنطقة على "صفيح ساخن"

2016:05:04.15:27    حجم الخط    اطبع

بكين 4 مايو 2016 / فيما يعيش العراق أوضاعا سياسية غير مستقرة شهدت في الأيام الأخيرة اجتياح تظاهرات شعبية عارمة للمنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة وسط بغداد احتجاجا على فشل النواب في التصويت على التشكيلة الحكومية الجديدة وإعلان الحكومة حالة الطوارئ ببغداد، يتضح بجلاء إخفاق إستراتيجية الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط منذ وقوع حرب العراق.

في الواقع، لا يزال التأزم الحاد هو السمة الأبرز في المشهد السياسي ببلاد الرافدين منذ أن شنت الولايات المتحدة هجوما عسكريا شاملا على العراق أرض الحضارات الإنسانية تحت ذريعة حيازة نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل، وهي حرب اعترفت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 بأنها "أكبر أسف سياسي" للولايات المتحدة.

فبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، اتجهت إدارة جورج دبليو. بوش إلى جعل مكافحة الإرهاب وضمان الأمن القومي الأمريكي أولوية إستراتيجية للولايات المتحدة، وشنت حربا ضد الإرهاب على نطاق العالم، وهي حرب اتخذت من الشرق الأوسط معتركا رئيسيا لها.

وكانت الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط آنذاك تحمل ثلاث سمات: أولها، اعتبار الهجمات الإرهابية عملا حربيا مع التركيزعلى إتباع طريق التدخل العسكري لمواجهتها. وثانيها، تسليط الضوء على ضرورة تحول دول المنطقة إلى "الديمقراطية" لإجتثاث الإرهاب من جذوره. وثالثها، انتهاج سياسة أحادية تتمثل في اضطلاع الولايات المتحدة بدور قيادي باعتبارها قوة عظمى في العالم فيما تحظى بدعم من بلدان أخرى ومنظمات دولية ويمكن في ظلها لواشنطن اتخاذ إجراءات أحادية حال عدم حصولها على دعم لتحقيق هدفها.

وعلى هذا الأساس، شنت إدارة جورج دبليو. بوش حربا لم تجلب الاستقرار للعراق، بل قوضت السلام الإقليمي وأوقعت الولايات المتحدة ذاتها في "مستنقع الشرق الأوسط" واضطرتها إلى اتخاذ هذه المنطقة مركز ثقل لإستراتيجيتها العالمية لأمد طويل.

كما إن حرب العراق جعلت إدارة بوش الابن في مواجهة موجات من الانتقادات داخل الولايات المتحدة وخارجها، إذ انخفضت نسبة دعم بوش الابن إلى 28% وسط مطالب شعبية بانسحاب القوات الأمريكية من العراق فيما أشار المجتمع الدولي إلى أن هذه الحرب خرجت عن نطاق مجلس الأمن الدولي وتعارضت مع ميثاق الأمم المتحدة.

وفي ظل ذلك، قام جورج دبليو. بوش بتعديل إستراتيجية بلاده تجاه الشرق الأوسط، وتحويلها من "سياسة أحادية" إلى "آلية متعددة الأطراف نسبيا"، أي تفعيل دور الأمم المتحدة وكسب دعم الدول الأوروبية. ولكن هذا التعديل كان محدودا لدرجة بات من المستحيل معها استقرار الأوضاع في المنطقة ومعالجة "مأزق" واشنطن في الشرق الأوسط.

أما خلال حقبة باراك أوباما، فقد تخلت الحكومة الأمريكية عن "إستراتيجية الحرب ضد الإرهاب على النطاق العالمي"، ولم تقم سوى بتدخلات عسكرية رأت أنها ضرورية باستخدام قوة محدودة في مناطق خاصة.

بيد أن الولايات المتحدة تبدى ظاهريا نية في تحسين علاقاتها مع البلدان الشرق أوسطية، لكنها تتبع في الحقيقة "سياسة تدخلية جديدة" تجاه المنطقة. ففي فترة "الربيع العربي" على وجه الخصوص، خشيت الولايات المتحدة من أن يلحق الضرر بمصالحها الإستراتيجية ودورها القيادي بالمنطقة، فعملت من ناحية على دفع الدول العربية تجاه حالة أكثر اضطرابا عن طريق ترويج نموذجها "للديمقراطية"، واغتنمت من ناحية أخرى حالة الفوضى هذه واعتبرتها فرصة للإطاحة بأنظمة عربية رأت أنها غير موالية لها.

فما المشهد الذي صار عليه الشرق الأوسط في إطار الإستراتيجية الأمريكية؟ الإجابة واضحة للجميع، فالعراق يواجه وضعا أمنيا متدهورا حيث يعيش على وقع أعمال إرهابية بصورة يومية تقريبا، وسوريا تعاني حربا أهلية أدت إلى مقتل ما يصل إلى 470 ألف شخص على مدار السنوات الخمس الماضية، ومحادثات السلام الفلسطينية -الإسرائيلية متعثرة، وليبيا لم تؤسس بعد إسقاط نظام القذافي حكومة مركزية فعالة تستطيع السيطرة على الأوضاع العامة وانتشرت في ربوعها جماعات وفصائل مسلحة ...... ومن ثم تكاد جميع الدول العربية تكابد التداعيات التي خلفتها الإستراتيجية الأمريكية.

أما على الصعيد العالمي، فتفرض أزمة اللاجئين عبئا ثقيلا على الدول الأوروبية وتهدد أمن القارة العجوز، كما استشرى التطرف والإرهاب في أنحاء الكوكب.

وهذا ليس كل شيء . فمنذ عام 2011، قامت الولايات المتحدة بتعديل إستراتيجيتها العالمية إلى "إعادة التوازن تجاه منطقة آسيا-الباسيفيك"، وهو ما يؤشر على تحول محور تركيز الإستراتيجية الأمريكية من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. غير أن التراخى الظاهري في السياسة التدخلية الجديدة تجاه الشرق الأوسط يحمل في الواقع بين طياته محاولات للتلاعب بالقوى المختلفة لتحقيق التوازن والإحتواء المتبادل من أجل الحفاظ على المصالح الأمريكية الخاصة في المنطقة.

ومع ذلك، فإن انسحاب الولايات المتحدة نسبيا من الشرق الأوسط يؤدي إلى زعزعة "آلية الحليف" التي تنتهجها واشنطن في المنطقة، وأبرز الأمثلة على ذلك الفجوة الحالية في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية.

ورغم أن الولايات المتحدة قامت بتعديل إستراتيجيتها تجاه الشرق الأوسط، إلا أن جميع التعديلات تقتصر على كونها شكلية وسطحية، ولم تمس جوهر الإستراتيجية المتمثل في الحفاظ على هيمنة "العم سام" ومصالحه الخاصة في الشرق الأوسط . ومنذ بدء تطبيق هذه الإستراتيجية وحتى وقتنا الراهن، تغرق الولايات المتحدة أكثر فأكثر في وحل الأوضاع المضطربة بالشرق الأوسط وتعيش هذه المنطقة دوما على "صفيح ساخن".

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×