أصدرت الأمم المتحدة مؤخرا نسخة معدلة من تقرير "وضع وتطلعات الإقتصاد العالمي 2016"، حيث قام التقرير بتخفيض توقعات نمو الإقتصاد العالمي في العامين الحالي والقادم إلى 2.4% و2.8%؛ كما توقع صندوق النقد الدولي بأن ينمو الإقتصاد العالمي خلال العام الحالي والعام القادم على التتالي بـ3.2% و3.5%. وفي مواجهة ضعف قوى دفع النمو الإقتصادي، وضعف الثقة في النمو، حذرت صحيفة "الفاينانشيل تايمز" في مقال لها، دول مجموعة العشرين إلى ضرورة إتخاذ الإجراءات اللازمة لحفز النمو.
يلقى على عاتق مجموعة دول العشرين مهمة دعم النمو الإقتصادي، ويعد الإبتكار أحد المصادر القوية لدعم النمو الإقتصادي. وفي ظل التعديل العميق الذي يخضع له الإقتصاد العالمي في الوقت الحالي، تولي مختلف الدول مزيدا من الإهتمام للإبتكار للإستجابة للحاجيات الجديدة وتشكيل قوى دفع جديدة. لذلك، ستناقش قمة دول مجموعة العشرين في هانغتشو لأول مرة موضوع "إبتكار نمط النمو"، ودفع الإصلاح والإبتكار، وإكتشاف وإغتنام الفرص الجديدة.
وخلال مؤتمر مجموعة العشرين حول "إبتكار نمط جديد للنمو" قبل بضعة أيام، ناقش أعضاء مجموعة العشرين مخطط التحرك للابتكار ومخطط الثورة الصناعية ومبادرة تعاون وتنمية الاقتصاد الرقمي وغيرها من القضايا الأخرى، موضحا من جديد الهدف المشترك لاستكشاف قوى دفع نمو الاقتصاد العالمي والابتكار.
في ذات الوقت، علينا أن نولي أهمية إلى تعزيز مساهمة التقدم التقني والتكنولوجي في تحفيز النمو الإقتصادي، وهذا يمثل مشروعا معقدا وكليا. وإذا أمعنا النظر في العالم حاليا، وجدنا بأن "الإنترنت +" تمثل قناة هامة تتبعها مختلف الدول لتحقيق التنمية الجديدة، لكن رغم ذلك، حتى في أمريكا التي تمتلك صناعة معلوماتية متطورة ومزدهرة، فإن مساهمة صناعة المعلومات في الناتج المحلي الإجمالي لعام 2015 لم تتجاوز 0.2 نقطة مئوية، ويفصلها فارق كبير عن مساهمة القطاعات التقليدية. لذلك، فإن تسريع إستعمال التقدم العملي والتكنولوجي والقطاعات والمنتجات الجديدة التي جلبتها الثورة الصناعية، ستمثل موارد جديدة لقوى دفع النمو، وهو ما يطرح بشكل ملح تعزيز الدراسة والتعاون على المستوى العالمي.
"طرحت الصين تصورا جديدا وشاملا للنمو الخلاق، يعتمد الإبتكار والثورة الصناعية الجديدة والإقتصاد الرقمي، ونحن نؤيد مثل هذه الرؤية، وندعم الإعتماد على الإبتكار في دفع النمو الإقتصادي العالمي متوسط وطويل المدى. " كان هذا محل إجماع بين مختلف أعضاء مجموعة العشرين، خلال مناقشة موضوع، "إبتكار نمط النمو". ونأمل أن يغتنم مختلف أعضاء مجموعة العشرين فرصة قمة هانغتشو، لتعزيز التعاون الشامل على مستوى العلوم والتكنولوجيا، وأفكار التنمية، والأنظمة والآليات النماذج التجارية، ودفع الإقتصاد العالمي لتحقيق التنمية المشتركة.