الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: زيارة أوباما لهيروشيما ليست مناسبة لتبييض ما ارتكبته اليابان من فظائع إبان الحرب العالمية الثانية

2016:05:27.16:20    حجم الخط    اطبع

بكين 27 مايو 2016 / قد يبدو الدافع من وراء الزيارة المزمع أن يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم (الجمعة) لمدينة هيروشيما اليابانية التي تعرضت لقصف ذري، نبيلا، ولكن الأمر لا يتعدى في الحقيقة كونها فرصة أخرى تغتنمها واشنطن وطوكيو لتحقيق أهدافهما الخفية.

وللوهلة الأولى، بالنسبة لمدينة سقطت كأول ضحية لقنبلة ذرية في تاريخ البشرية، تبدو زيارة يقوم بها أول رئيس في منصبه من البلد الذي أسقط القنبلة، تبدو "تاريخية".

غير أن الطابع الرمزي للزيارة لا يهدف إلى جعل الحليفين أقرب إلى تحقيق حلم أوباما المتمثل في التخلص من الأسلحة النووية، فالساسة في كل من واشنطن وطوكيو لديهم بوضوح حسابات أخرى في أذهانهم.

بالنسبة للرئيس الأمريكي الذي أوشكت ولايته على الانتهاء، فإن زيارة هيروشيما ستساعده على ضمان تحقيق إرث سياسي آخر، إذ سيصبح أول رئيس أمريكي في منصبه يزور هذه المدينة التي تعرضت لقصف ذري بعد حصوله بالفعل على ألقاب "أول رئيس أمريكي من أصل أفريقي"، و"أول رئيس أمريكي في منصبه ينال جائزة نوبل للسلام بعد الحرب العالمية الثانية" و"أول رئيس أمريكي يزور كوبا منذ قرابة 90 عاما".

وبالإضافة إلى ذلك، ستسهم زيارته لهيروشيما -- وهي رمز لهوية "ضحية حرب" يابانية في عيون الكثير من اليابانيين، ستسهم بوضوح في مواصلة تقوية العلاقات بين واشنطن وطوكيو، التي تمثل حجر زاوية لإستراتيجية "محور آسيا" الأمريكية.

والأكثر من ذلك، ستصبح هيروشيما منبرا ممتازا بالنسبة لأوباما لإظهار إحساسه القوي بالمسؤولية تجاه حلفاء أمريكا كرئيس ديمقراطي، ليحصد نقاط تأييد لزميلته الديمقراطية هيلاري كلينتون للتغلب على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يتقارب معها في الانتخابات التمهيدية.

ولدى طوكيو جدول أعمال سري أيضا, فمن أجل التخلص من حالة السخط العام الناتجة عن الركود الاقتصادي ورغبة في الانغماس في شهيتها المنفتحة على إثارة الحروب، تسعى الحكومة اليابانية التي يقودها رئيس الوزراء شينزو آبي باستماتة إلى البحث عن ميزة سياسية لمواصلة تنفيذ سياساتها.

وعلى سبيل المثال، يحلم آبي بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة لتسهيل جهوده الرامية إلى مراجعة الدستور السلمي لليابان.

ومن الواضح أن آبي يعتقد أن مرافقة أوباما لزيارة هيروشيما ووقوفه إلى جواره سيرفع من معدل تأييده.

وعلاوة على ذلك، فإنه نظرا للهوية الحساسة لهيروشيما، تحاول الحكومة اليابانية استغلال هذه الزيارة التاريخية لتسليط الضوء على صورة اليابان كـ"ضحية حرب" بينما تقلل من شأن دورها كمعتدية في الحرب العالمية الثانية.

ومع ذلك، فإنه بغض النظر عما تتمنى واشنطن وطوكيو الإنخراط فيه، لا ينبغي أن تستخدم زيارة أوباما لهيروشيما كمناسبة لتبييض الفظائع التي ارتكبتها اليابان إبان الحرب العالمية الثانية.

إن مقتل مدنيين يابانيين في القصف الذري لهيروشيما يستحق تعاطفا عالميا، ولكن هذه المأساة صنعتها اليابان بأيديها. فحكومتها العسكرية آنذاك حولت المدينة إلى موقع للمقار العسكرية والترسانات والمعسكرات وإلى جزء حيوى من آلتها الحربية التي قتلت عشرات الملايين في دول أخرى.

ومن ثم، لا ينبغي أن تستخدم هيروشيما كورقة في لعبة السياسة. بل لابد أن تكون بمثابة تذكرة قاتمة على الفظائع التي تقدر الحكومات المضللة على إلحاقها بالمواطنين الأبرياء داخل البلاد وخارجها، وكذا بمثابة تحذير قوي من الحروب النووية.

وتفاديا لتكرار مأساة هيروشيما، من المستحسن أن تتعلم اليابان من أخطائها السابقة وألا تشرع مطلقا في السير على مسار عسكري مرة أخرى.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×