تقرير إخباري: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور اليونان لتعزيز التعاون الثنائي

أثينا 28 مايو 2016 / بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة زيارة عمل لليونان تستمر يومين، نالت إشادة الجانبين باعتبارها خطوة أخرى تصب في صالح تعزيز التعاون الثنائي.

وفي أول زيارة يقوم بها لأثينا بعد عقد من الزمان، تم تنظيمها في إطار عام التبادل الثقافي اليوناني الروسي 2016، ترأس الزعيم الروسي وفدا كبيرا يضم وزراء ومسؤولين ورجال أعمال من بينهم كبار المديرين التنفيذين لشركتي غازبروم وروسنفت العملاقتين للغاز والنفط.

وقال الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس أثناء استقباله بوتين في قصر الرئاسة لعقد اجتماع بثه تليفزيون ((أي آر تي)) الوطني اليوناني إن "زيارتكم لليونان تأتي في وقت حاسم، ليس لمنطقتنا فحسب، وإنما لأوروبا بأسرها".

ودعا بافلوبولوس إلى تعاون أوثق بين روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإنهاء الحرب الدائرة في سوريا ومعالجة أزمة اللاجئين والإرهاب "الجهادي" وغيرها من التحديات المشتركة.

ورد الرئيس الروسي قائلا "أظن أنه من الأهمية بمكان استكشاف جميع الفرص والمضى قدما بخطوات محددة لاغتنامها ".

وذكر رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في حديثه أمام الكاميرات عند بدء المحادثات التي دارت بمكتبه أن "تدعيم العلاقات مع روسيا يمثل خيارا إستراتيجيا تمليه العلاقات الثقافية والسياسية الوثيقة من الناحية التاريخية وكذا الإمكانات المفتوحة أمامنا وإمكانات تدعيم الاستقرار في المنطقة".

ومن جانبه، قال الزعيم الروسي "هناك العديد من المشكلات والظروف صعبة، ولكن هناك آفاقا جيدة بكل تأكيد"، مشيرا إلى أن تركيز الجانبين لا يقتصر على الطاقة فحسب وإنما يشمل أيضا التكنولوجيا الفائقة، والبنية التحتية، والاستثمارات المشتركة.

وجاء تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية في صدارة جدول أعمال الزيارة، فيما تم بحث الارتقاء بالحوار السياسي حول التطورات الدولية والإقليمية، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا وبين الناتو وروسيا، هكذا قال الزعيمان خلال البيانات المشتركة التي أدلى بها في المؤتمر الصحفي.

وقد وقعت سلسلة من الوثائق من أجل حوار يوناني- روسي أوثق في القضايا الإقليمية والدولية، واتفاقات ثنائية للتعاون في مجالات الطاقة والسياحة والتكنولوجيا والتعليم والعلوم في ختام المحادثات التي جرت بمكتب رئيس الوزراء اليوناني.

ومن بينها اتفاق بين روسنفت وشركة ((هيلينيك بتروليوم)) اليونانية لتكرير النفط لتوفير إمدادات من النفط الخام والمشتقات النفطية.

وأشار رئيس الوزراء اليوناني خلال المؤتمر الصحفي إلى أن "الطاقة تعد مجالا رئيسيا للتنمية الاقتصادية بالنسبة للمنطقة الأعرض واليونان، ويكمن هدفنا الإستراتيجي في أن تصبح اليونان محورا للطاقة"، مؤكدا أن أنابيب الطاقة لابد أن تصبح جسورا للتعاون وليس أسبابا للتوتر.

ولدى سؤاله عن موقف أثينا تجاه العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، قال تسيبراس إن دور اليونان قد يكون مفيدا في إحداث تقارب بين موسكو والغرب في ضوء العلاقات التقليدية الجيدة بين روسيا واليونان.

وخلال البيانات المشتركة الموجهة لوسائل الإعلام فيما يتعلق بالتعاون الثنائي، أكد بوتين أن الجانب الروسي يهتم من بين أشياء أخرى بضخ استثمارات في مجال النقل تحديدا مثل دخول المناقصات المتعلقة بخصخصة شركة السكك الحديد الوطنية اليونانية وهيئة ميناء تيسالونيكي.

وفيما يتعلق بالشؤون الإقليمية والدولية، أعرب الزعيم الروسي عن استعداده لحل جميع القضايا عبر الحوار، داعيا إلى تعاون عبر الحدود لمواجهة تهديدات مشتركة مثل الإرهاب.

وضرب بالأزمة السورية مثالا على ذلك، قائلا إنه لابد لقادة العالم من أن يتيحوا للاجئين القدرة على العيش حياة مريحة في بلدانهم لوقف التدفقات على أوروبا. وأشار إلى أنه "من أجل تحقيق هذه الغاية، علينا مكافحة الإرهابيين ودحرهم. ولتحقيق هذه الغاية، علينا جميعا مكافحة هذا التهديد معا".

وانتهى اليوم الأول من الزيارة بزيارة المتحف البيزنطي والمسيحي الذي تعرض فيه حاليا قطعة متميزة للفن المسيحي الروسي ترجع إلى القرن الـ15.

ومن المقرر أن يغادر بوتين اليوم (السبت) متوجها إلى شمال اليونان للقيام بزيارة قصيرة للمجتمع الرهباني بجبل آثوس الذي يشهد منذ ألف عام تواجدا للرهبان الروس.