افتتح في جامعة بكين معرض لرسوم أطفال اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الدائرة في بلادهم تحت عنوان "مستقبلنا المشترك". ويضم المعرض 50 لوحة تجسد الحياة اليومية لأطفال اللاجئين داخل مخيماتهم ورحلاتهم الخطرة في عرض البحر هربا من جحيم الحرب. وقد جذب في يوم الافتتاح عددا كبيرا من الحضور من مختلف مناحى الحياة.
وأكد منظم المعرض ليو يي تشيانغ، الذي يشغل منصب مدير الجمعية الصينية للقوانين الدولية التي تعد هيئة غير حكومية متخصصة في مجال القوانين الدولية، أكد أن المعرض يسعى إلى رفع وعي المجتمع الصيني والدولي تجاه تحسين الأوضاع المعيشية للأطفال ضحايا الحرب وتعليمهم، ويلقى الضوء على أهمية التعليم في مساعدة اللاجئين وخاصة الأطفال في تغيير مصير أممهم، في الوقت الذي يواجه فيه أطفال اللاجئين أوضاعا خطيرة في مجال التعليم، إذ أنه لم يستطع الالتحاق بالمدرسة سوى 400 ألف فقط من بين مليون طفل سوري لاجئ في تركيا.
وبخلاف رسوم الأطفال، يقدم المعرض في أحد أركانه صورا فوتوغرافية حول حياة اللاجئين وفي ركن آخر لوحات لفن الخط العربي. وسيستمر المعرض حتى الـ19 من الشهر الجاري في ضوء الاحتفاء باليوم العالمي للاجئين الذي يوافق يوم 20 يونيو من كل عام.
جدير بالذكر أن فعالية مزاد علني لهذه الأعمال الفنية ستقام بعد انتهاء المعرض. وسيوضع دخل المزاد العلني في حساب خاص للخدمات المقدمة للاجئين، الأمر الذي سيسهم في تحسين حياتهم وتعليم أطفالهم.
وفي مساء يوم الجمعة، أقيم حفل افتتاح للمعرض تحت عنوان "أزمة اللاجئين: مجرد غيض من فيض"، بالإضافة إلى منتدى اليوم العالمي للاجئين بحضور عشرات المسؤولين والخبراء والباحثين.
وألقى ريمي كريستيني السكرتير الأول بسفارة مملكة هولندا لدى بكين كلمة افتتاحية في المنتدى، قال فيها إن أزمة اللاجئين الناجمة عن أزمات سياسية صارت تشكل تحديا مشتركا للمجتمع الدولي وتمثل معالجتها رغبة مشتركة للعالم أجمع، معربا عن تقديره لإقامة فعاليات مثل هذا المعرض كونها ترفع وعي الناس تجاه قضية اللاجئين.
وأشاد ميشيل مانكا دي نيسا مندوب مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لدى الصين في كلمته بالدور الذي تلعبه الصين في دفع معالجة أزمة اللاجئين، مشيرا إلى أهمية مثل هذه الفعاليات بحلول اليوم العالمي للاجئين وسط تدهور أوضاعهم، كما أكد على ضرورة بذل مزيد من الجهود لدفع العالم للمشاركة في عملية مساعدة اللاجئين بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومن جانبه، قال ليانغ يون شيانغ أستاذ القانون الدولي بجامعة بكين إن معالجة أزمة اللاجئين تتوقف على حل مشكلة التنمية من جذورها في بعض الدول والمناطق، مؤكدا أن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي ودولة مسؤولة كبرى تولى اهتماما بالغا بقضية اللاجئين.
كما حضرت حفل افتتاح المعرض يي-تينغ وو المستشارة القانونية بالسفارة الأمريكية لدى الصين، وفرانسيس تيوه المسؤول بمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين، وجون أنطوني كارتي الأستاذ من جامعة تشينغهوا، وتشين يونغ أمين عام مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية والسلام . وألقى كل منهم كلمة خلال المنتدى الذي أقيم على هامش المعرض.
ودعا المشاركون في المنتدى شباب الصين وأنحاء العالم إلى المشاركة في دفع معالجة أزمة اللاجئين من أجل مستقبلنا المشترك.
ومن المقرر أن تقيم الجمعية الصينية للقوانين الدولية في الفترة من 17 إلى 19 من الشهر الجاري سلسلة من الفعاليات المتعلقة بأزمة اللاجئين في جامعة بكين.