الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> الصين
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: التوتر في بحر الصين الجنوبي، وأصابع الإدارات الأمريكية

2016:07:18.11:25    حجم الخط    اطبع

بقلم: عباس جواد كديمي

أصدرت محكمة التحكيم في لاهاي يوم الثلاثاء 12 يوليو الحالي، حكمها حول الخلاف بين الصين والفلبين إزاء مياه وجزر ببحر الصين الجنوبي. وقال خبراء قانون ومراقبون إنه كان من المفترض أن تقوم هذه المحكمة، وفقا لطبيعتها ومهمتها، بمراجعة وافية للقضية وتستمع لآراء الصين أيضا، ثم تصدر قرارا أو حكما يسهم في تسوية قضية مثار خلاف، أو يهدئ الأمور باتجاه معالجة موضوعية مقنعة. ولكن الذي حدث كان عكس هذه التوقعات، وتسببت هذه المحكمة بقرارها هذا بالمزيد من التوتر في بحر الصين الجنوبي. هذا البحر الذي ظل على مدار العقود الماضية ممرا تجاريا عالميا سلميا آمنا وتنمويا واعدا، بات عرضة لهبوب عواصف عاتية تنذر بالخطر. للأسف الشديد، إن مثل هذا الحكم، وغيره عشرات الأحكام والقرارات الأخرى، تصدر من محاكم لها صفات دولية، أو ارتباط ولو ضمني بالأمم المتحدة، وهذا ما يزيد الطين بلة، حيث تسهم هذه القرارات في خلق التوترات في العالم، الذي يعاني أصلا من تحديات خطيرة أصبحت تهدد الجميع. في هذا القرار، وغيره الكثير، من السهل متابعة الخيوط التي تمسك بها الإدارة الأمريكية وتحرك بها الخطوات من وراء الستار.

سياسة الاحتواء الأمريكية ضد الصين

في عالم اليوم المتجه نحو تعددية الأقطاب، أضحت الصين المتزايدة القوة والتأثير عالميا، محط إعجاب العالم، ولكن في الوقت نفسه، باتت تحت منظار سياسة الاحتواء الأمريكية. الحالة التنموية الحيوية للصين، التي تتمتع بقوة شاملة كبيرة، وعلاقات طيبة مع جيرانها ومع العالم أجمع، لا تعجب الذين يتشبثون بعقلية الحرب الباردة وبعقلية أن العالم لهم دون منازع. وعلى هذا الأساس، تناصب الولايات المتحدة الصين الخصام، وتسعى لاستغلال أية مناسبة لعرض الصين وكأنها خطر وتهديد لجيرانها والعالم، وتطلق مزاعم "ضرورة احتواء هذا التهديد"، وعلى نفس هذا الأساس تزيد واشنطن من تواجدها العسكري وتدخلها في بحر الصين الجنوبي، وهي غريبة عنه، الأمر الذي لا يخدم السلام والاستقرار في هذا البحر، وفي المنطقة وحتى العالم. ومما لا شك فيه أن أصابع الإدارة الأمريكية هي التي تقف وراء تحريك الفلبين لرفع قضية التحكيم أمام المحكمة، بشكل أحادي ودون أية مناقشة مع الصين، التي رفضت المشاركة بإجراءات المحكمة أو قبول نتائجها. الولايات المتحدة الأمريكية ستسعى للتركيز على هذا القرار لتأجيج التوتر بين الصين وجيرانها، مُستغلة ما تسميه تحالفاتها الأمنية بالمنطقة، وستعمل على تأليب الناس ضد الصين.

الصين أكبر من أن تُحتوى

الصين، وهي عضو مسئول بالأسرة الدولية وراعية ملتزمة للقانون الدولي العادل والموضوعي، تدرك تماما طبيعة تفكير الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولن تتأثر بهذه السياسة ولا المزاعم الأمريكية، وستواصل انفتاحها على العالم، والتمسك بمسيرتها التنموية السلمية التعاونية ذات المنفعة المشتركة مع جيرانها ومع العالم أجمع. الصين المتزايدة القوة، والمسلحة تماما بدعم شعبها البالغ تعداده أكثر من 1.3 مليار نسمة، ودعم وتأييد الشعوب المحبة للسلام والاستقرار والتنمية بالعالم، لن تقبل ما يمسّ سيادتها، أو تفرط بحقوقها في بحر الصين الجنوبي، ولن تقبل بأي قرار أو حكم يتنافى مع هذه الحقائق. قرار محكمة التحكيم هذا، رغم أنه غير ملزم قانونيا لأنه من محكمة غير مخولة للنظر بهذا الأمر، لكنه مثير للقلق الشديد، لأن الصين حازمة وعازمة في الحفاظ على سيادتها وحقوقها، وأي إمعان في التدخل الأمريكي بشئون الصين والمنطقة، سوف يسبب توترات لا تحمد عقباها. جدير بالذكر هنا أن محكمة العدل الدولية التي تتخذ من لاهاي مقرا لها، والمرتبطة رسميا بالأمم المتحدة، لم تشارك أبدا في قضية التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي، ونأت بنفسها عن هذا الحكم، حسبما جاء في بيان للأمم المتحدة على مدونتها الإلكترونية يوم الأربعاء 13 يوليو، وهذا ما يجعل المراقبين القانونيين يضعون أكثر من علامة استفهام حول كون محكمة التحكيم ذات صفة دولية، وحول تشكيلها أو أدائها أو شرعيتها.


【1】【2】

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×