تعليق: الصين وروسيا لا تساومان على مصالحهما الامنية

بكين 4 اغسطس 2016 / تعارض كل من الصين وروسيا النشر المقرر لنظام الدفاع الصاروخي (ثاد) فى شبه الجزيرة الكورية، ما يعرض امنهما الوطني للخطر ويضر بالتوازن الاستراتيجي فى المنطقة.

يذكر ان القرار المشترك من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية يعد جزءا من الدرع العالمية المضادة للصواريخ التى تعتزم واشنطن نشرها لخدمة الهيمنة الامريكية. وان هذا التحرك، الذى قيال انه بغرض حماية كوريا الجنوبية من التهديدات من قبل جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، يقصد به دون شك الصين وروسيا.

ويعد نظام ثاد بلا فائدة ضد الصواريخ المنخفضة من جانب الشمال، ولكن نظام الرادار ببه يمكن بكل سهولة ان يخترق الاراضي الصينية والروسية التى تعدها الولايات المتحدة التحدي الاساسي لهيمنتها.

كما ان نشر النظام من المتوقع ان يعزز الاجراءات المضادة وسباق تسلح مع حرب باردة جديدة تلوح فى المنطقة. وان المحللين الروس يعتقدون ان ذلك أكثر استفزاز عسكري على مدار السنوات فى شمال شرق اسيا.

ومن الممكن ان يعمل ذلك على تفكيك الثقة السياسية وزعزعة العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة وتفاقم الامن الاقليمي.

وفى الوقت الذى تلعب فيه شبه الجزيرة الكورية دورا هاما على الساحة الجيوسياسية الدولية، من مصلحة الصين وروسيا تحقيق السلام والاستقرار هناك.

ولا يتعين على الولايات المتحدة التقليل من تصميم الدولتين على الحفاظ على مصالحهما الامنية الاستراتيجية. وان الدولتين تنسقان بشكل كبير أكثر من أي وقت مضى، ما يعمل كأساس لمواجهة تحديات نظام ثاد.

وبالنسبة لواشنطن، فان جهودها الكبيرة لنشر درع عالمية مضادة للصواريخ تكشف قلقا بشأن تراجع نفوذها فى العالم وقلة الثقة فى الابقاء على اراضيها سالمة. ولكن الحفاظ على أمنها الخاص فى الوقت الذى تضع فيه الدول الأخرى فى خطر، بكل بساطة، أمر لا يحتمل.