كشفت وزارة العدل الامريكية يوم 6 أغسطس الجاري عن وثيقة حكومية بشأن المبادئ التوجيهية بشأن استخدام الطائرات بدون طيار في توجيه الضربات العسكرية الجوية،كإجتهاد لرد على شكوك الرأي العام في الشرعية القانونية للغارات الجوية الخارجية.ومع ذلك،فقد صيغت الوثيقة بعبارات غامضة أثارت انتقادات بعض منظمات حقوق الانسان في امريكا.
وذكرت وكالة اسوشيتدبرس الامريكية، أن كشف وزارة العدل الامريكية عن الوثيقة لم يأت طوعا، وأنما بطلب من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ، وامتثالا لأمر قاضي المحكمة الجزائية الأمريكية في وقت سابق.
وتنص الوثيقة المعنونة بـ"الإرشاد السياسي الرئاسي" ومن 18 صفحة، على المبادئ التوجيهية التي ينبغي على الجيش الامريكي إتباعها عند استخدام الطائرات بدون طيار في توجيه الضربات الجوية فى ساحات الحرب ما وراء البحار باستثناء افغانستان والعراق وسوريا.ونص احد بنود الوثيقة على أنه ينبغي على الجيش الامريكي التاكيد من وجود ارهابيين عند استخدام الطائرات بدون طيار لضرب الهدف، وهذا بات شرطا عند الامريكيين ، من اجل تبديد الشكوك.
وذكرت الوثيقة على قرار شن ضربات جوية بالطائرات بدون طيار ينبغي توقيعها من قبل الرئيس الامريكي باراك اوباما بنفسه، وقبلها، ينبغي أن تخضع لمراجعة قانونية وموافقة مجلس الامن القومي أيضا.
قال مساعد المدير القانوني "للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية" جميل جعفر،ان الوثيقة تقدم معلومات اساسية متعلقة بالسياسات التي ادت الى وفاة الآلاف من الناس، بما في ذلك مئات من المدنيين. وستسمح لنا الوثيقة ان نعرف نظام اوباما البيروقراطي وكيفية مراقبة هذه السياسات.
وقال ناليون شاه المسؤول عن فرع منظمة دولية لحقوق الانسان فى أمريكا، أن الوثيقة تكشف عن جزء من القصة التي روتها الادارة الامريكية، ولكن تبقى تلك الممارسات المثيرة للقلق غامضة للغاية ، كما أن ما يسمى بخصائص الضربات الجوية وغارات الانقاذ لا يعرف عن معاييرها إلا القليل، والعمليات التي قد ينطوي عنها القتل غير القانونية.مضيفا:" ادارة باراك اوباما مازالت لم تنشر حتى الآن البيانات الحقيقية حول برامج الطائرات بدون طيار، بما في ذلك موت الكثير من المدنيين الابرياء في ما يسمى بـ " القتل غير العمدي".
وقد نشر البيت الابيض لاول مرة في اوائل يوليو هذا العام ، بيانات رسمية حول المدنيين الذين قتلوا خلال عمليات مكافحة الارهاب في الخارج.وذكرت أنه خلال الفترة من يناير2009 الى ديسمبر2015، سقط ما بين 64 الى 116 قتيل من المدنيين في 473 مداهمة نفذتها الطائرات بدون طيار الامريكية في باكستان واليمن وليبيا والصومال وأماكن أخرى. ويعتبر هذا الرقم اقل بكثير من الرقم الذي ذمره بعض الخبراء والمنظمات الدولية لحقوق الانسان ما اثار شكوكا واسعة النطاق.
ويبين التقرير الذي نشر على موقع الصحافة الاستقصائية في أمريكا في عام 2015، أن الغارات الجوية التى شنتها أمريكا دون أدلة قاطعة وعلى أساس استخبارات الاتصالات غير الموثوق بها،قد أدت إلى مقتل عدد كبير من الناس غير الأهداف المحددة.وتظهر بيانات مسح وكالة أنباء مقرها في لندن ، أنه منذ عام 2004، شنت القوات الامريكية ما يقارب 424 غارة جوية في باكستان فقط، مما ادى الى سقوط من 424 الى 966 قتيل من المدنيين، بينهم نحو 200 طفل. ووفقا لاحصاءات المنظمة، فإنه منذ عام 2002، بلغ عدد القتلى من المدنيين جراء شن القوات الامريكية غارات جوية بطائرات بدون الطيار في باكستان وأماكن اخرى ما بين 492 الى 1100 شخص.
بعد تولي باراك اوباما منصبه، شهد توسع بشكل كبير في استخدام طائرات بدون طيار كسلاح لمكافحة الارهاب في الخارج.وخلال فترة خمس سنوات من حكم اوباما 2009 الى 2014، تضاعف استخدام الطائرات بدون طيار 8 مرات عن السابق. وقد ادى تنفيذ ضربات جوية باستخدام طائرات بدون طيار الامريكية في افغانستان وباكستان واليمن والعراق والصومال وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان إلى وقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين. كما أن انتهاك امريكا للسيادة الوطنية للبلدان المعنية هو انتهاك خطير لاتفاقيات جنيف في ما يخص حماية المدنيين وضحايا الحرب.