الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: تدخل تركيا العسكري في سوريا...غايات أكبر من مكافحة الإرهاب

2016:08:29.15:33    حجم الخط    اطبع

توغل الجيش التركي عسكريا داخل سوريا يوم 24 أغسطس تحت اسم عملية " درع الفرات" ضد تنظيم الدولة الإسلامية . وقال وزير الداخلية افقان علاء إن أنقرة تعمل مع قوات التحالف وجماعات المعارضة المعتدلة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية والمنظمات الإرهابية الأخرى في بلدة جرابلس بشمال سوريا، والعملية ستستمر لحين القضاء على التهديدات ضد تركيا.

وتعتبر أنقرة هذه العملية "حربا ضد الإرهاب" تستهدف إزالة المخاطر الناجمة عن تنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا. ويرجع بعض المحللين سبب الخطوة العسكرية التركية إلى الهجمات الإرهابية المكثفة التي ضربت الداخل التركي مؤخرا. لكن في الحقيقة أسباب شن عملية "درع الفرات" تتجاوز ذلك.

فمنذ اندلاع نيران الحرب الأهلية داخل سوريا، قدمت تركيا أشكالا من الدعم للمعارضة السورية لوقت طويل رغبة منها في تحقيق ثلاثة أهداف: الإطاحة بحكومة الأسد، والحد من توسع نفوذ الأكراد، والسيطرة على تهديد تنظيم داعش. بيد أنها التزمت موقف الحيطة والحذر إزاء التدخل العسكري بشكل مباشر انطلاقا من الزاوية الاستراتيجية.

غير أنه مع دخول روسيا وإيران الحرب في سوريا وتوسع رقعة الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن التعامل مع تنظيم داعش والأكراد، كان من الصعب أن تستمر سياسات تركيا القائمة على حالها تجاه سوريا، لاسيما مع تسرب الفوضى في سوريا إلى حدود تركيا، وهجمات داعش ضدها وتهديد الأمن والتنمية الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي، لتجد أنقرة نفسها مضطرة إلى إتخاذ إجراءات ضرورية مثل تعزيز السيطرة على حدودها مع سوريا لحماية نفسها.

وبالإضافة إلى ذلك، نشرت روسيا منظومة الصواريخ المضادة للطائرات أس 400 في سوريا وعززت الدوريات الجوية على الحدود التركية-السورية إثر إسقاط تركيا لمقاتلة تابعة لسلاحها الجوي في نوفمبر العام الماضي. وأدت تلك الخطوة في الواقع إلى تحول شمال سوريا إلى منطقة محظورة جوا بالنسبة إلى تركيا.

كما أن مخاوف تركيا إزاء وضعها الأمني ازدادت مع قيام الولايات المتحدة وروسيا معا بتقديم الدعم لأحد الفصائل الكردية في سوريا من أجل ضرب تنظيم داعش. وبدعم الولايات المتحدة، حققت القوات الكردية العديد من الانتصارات ضد تنظيم داعش ووسعت نفوذها في شمال سوريا.

ومع توسع نفوذ الأكراد في شمال سوريا أصبح الوضع غير ملائم بشكل أكبر بالنسبة إلى تركيا، فسارعت على أنقاض فشلها في تحقيق الأهداف الثلاثة بتعديل سياساتها تجاه سوريا.

ومن أجل التخلص من الورطة والعودة إلى مسرح المنطقة، اتخذت أنقرة سلسلة من الإجراءات: بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قدمت تركيا غصن الزيتون لروسيا. وشهدت العلاقات الثنائية تحسنا بعد محاولة الانقلاب في تركيا الشهر الماضي والتقى رئيسا البلدين الشهر الجاري واتفقا على تعزيز التعاون بشأن سوريا.

وفي 20 أغسطس الجاري، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن بلاده ستبذل جهدا كبيرا وستكون أكثر فعالية في سوريا مقارنة مع الفترة السابقة، لمنع تصاعد الخطر، الأمر الذي يشير إلى سياسة تركية جديدة تجاه الأزمة السورية.

وفي ظل السياسة الجديدة، شنت تركيا هجومها العسكري على سوريا لتعزيز ضرباتها ضد تنظيم الدولة الإسلامية وحماية الوضع الأمني الداخلي والحد من توسع نفوذ الأكراد في سوريا بفعالية.

وقد أعربت الولايات المتحدة عن دعمها لهذه العملية العسكرية باعتبارها حليفة لتركيا. فمن ناحية، تجمع الولايات المتحدة وتركيا مصلحة مشتركة طويلة المدى في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية . ومن ناحية أخرى، ترغب الولايات المتحدة في تخفيف التوتر بين البلدين بشأن تسليم الداعية التركي فتح الله جولن المتهم من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه العقل المدبر للانقلاب.

وبعد دخول تركيا إلى شمال سوريا، بدا الجيش نجح في تطهير المنطقة من مقاتلي داعش وإيقاف الأكراد عن توسيع نفوذهمم. وفي غياب أفق بقاء الجيش التركي هناك إلى أجل غير مسمى، قد تنجح تركيا في تحقيق طموحها بتحقيق "منطقة آمنة" خالية من المسلحين والإرهابيين وأطماع الأكراد أيضا، ما يسمح لها بمباشرة دور أكبر وأكثر طموحا في الشؤون السورية وبالتالي الحصول على ورقة مساومة هامة في العمليات العسكرية والمفاوضات السياسية في المستقبل، الأمر الذي قد يضفي المزيد من التعقيد على الأزمة السورية.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×