الولايات المتحدة تشكو الصين في منظمة التجارة العالمية بسبب دعم الحكومة للمزارعين

واشنطن 13 سسبتمبر 2016 /تقدمت إدارة اوباما بشكوى ضد الصين في منظمة التجارة العالمية بسبب " دعمها الحكومي الزائد" للإنتاج المحلي من الحبوب، وفقا لما أعلنه الممثل التجاري الأمريكي مايكل فرومان يوم الثلاثاء.

وقال مكتب فرومان إن دعم الصين للذرة والقمح والأرز في عام 2015 قدر بقرابة 100 مليار دولار فوق المستويات التي التزمت بها بكين عندما انضمت لمنظمة التجارة العالمية عام 2001.

وأضاف المكتب في بيان أن هذا دفع أسعار الحبوب الصينية "فوق مستويات السوق" وخلق "حوافز حكومية اصطناعية" للمزارعين الصينيين لزيادة الإنتاج الأمر الذي أثر على قدرة المزارعين الأمريكيين على المنافسة في العالم.

وأعربت وزارة التجارة الصينية عن أسفها إزاء هذا التحدي الأمريكي، متعهدة بتبني إجراءات تتفق مع بروتوكولات تسوية النزاعات لمنظمة التجارة العالمية وحماية المصالح الصينية.

وقالت الوزارة في بيان إن الجانب الصيني سيلتزم بتوفير الدعم الحكومي للقطاع الزراعي في ضوء قواعد منظمة التجارة العالمية وتعزيز النظام التجاري الزراعي.

وتأتي الشكوى، التي تعتبر رقم 14 لإدارة إوباما ضد الصين في منظمة التجارة العالمية، في وقت تصاعدت فيه حدة الخطاب المناوئ للتجارة في الحملات الرئاسية الأمريكية الجارية.

وتريد إدارة اوباما أن تظهر موقفا صارما في تنفيذ الاتفاقيات التجارية في محاولة لحشد دعم المشرعين لإقرار شراكة عبر الباسيفيك التجارية في وقت لاحق من هذا العام.

وقال اوباما يوم الثلاثاء في بيان إن "تنفيذ القواعد القائمة ليس كافيا.. الأهم هو الانتهاء من اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك سريعا".

بيد أن رئيس مجلس النواب بول ريان قال الأسبوع الماضي إن اتفاق الشراكة عبر الباسيفيك ليس مدعوما بعدد كاف من الناخبين لتمريره في الكونغرس هذا العام، مشيرا إلى ضرورة قيام إدارة أوباما بتعديل الاتفاق للحصول على موافقة الكونغرس.

ويعارض المرشحان الرئيسيان للرئاسة الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون الاتفاق الذي يضم 12 دولة، ما يزيد من صعوبة تمريره في الكونغرس.

وقال خبراء إن صانعي السياسيات الصينيين والأمريكيين بحاجة إلى التركيز على الصورة الأكبر للعلاقات الثنائية والبحث عن فرص لتعميق التعاون التجاري والاقتصادي في منطقة آسيا-الباسيفيك.

وقال وانغ هوي ياو رئيس مركز الصين والعولمة، أحد مراكز الفكر الصينية الرائدة، الأسبوع الماضي في حدث حول العلاقات الصينية-الأمريكية، إن البلدين بحاجة إلى دراسة اتفاقية تجارية أشمل تغطي الشراكة عبر الباسيفيك والشراكة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وهي اتفاقية تجارة حرة كبرى أخرى في آسيا، من أجل أن تستفيد كافة اقتصادات منطقة آسيا-الباسيفيك.

وقال لونغ يونغ نو، كبير المفاوضين الصينيين السابق في مسيرة الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، في نفس الحدث، إن انضمام الصين للمنظمة حقق للولايات المتحدة فوائد كبيرة ولاسيما قطاعها الزراعي.

وأصبحت الصين أكبر سوق لتصدير المنتجات الزراعية الأمريكية ما أدى إلى خلق 160 ألف وظيفة على الأقل في الولايات المتحدة، وفقا لقوله، داعيا الاقتصادين الأكبر في العالم إلى مواصلة توسيع التعاون في التجارة والاستثمار.

وارتفع حجم صادرات الولايات المتحدة من السلع الزراعية إلى الصين من 2 ملياري دولار إلى 20 مليار دولار، وفقا لوزير الزراعة الأمريكي توم فيلساك.