القاهرة 25 سبتمبر 2016 / إن مقتل اكثر من 160 شخصا جراء غرق قارب قبالة سواحل مدينة رشيد المصرية المطلة على البحر المتوسط، يوجه انتباه العالم مجددا لازمة اللاجئين والمهاجرين والاسباب وراء مثل هذه المأساة.
ويفر اللاجئون او المهاجرون، بغض النظر عن تسميتهم، من الفقر والحرب لمكان اخر أفضل وأكثر امانا.
وربما توجد أسباب كثيرة للحروب والفقر لكن الغرب لا يمكنه التهرب من مسؤوليته.
فقد لعب الحكم الاستعماري للقوى الغربية في القرون الماضية وسياساتها التدخل في العقود الاخيرة، دورا.
ويصادف ان رشيد، التي احتلت عناوين الصحف بعد غرق مركب يحمل على متنه ما يصل الى 600 شخص، تحمل نفس اسم الحجر القديم الذي مازال معروضا بالمتحف البريطاني وترغب السلطات المصرية باستعادته.
وكان حجر رشيد، الذي يعود لعام 196 قبل الميلاد ويحل لغز الحروف الهيروغليفية المصرية، ملكا لقوات نابليون وانتهى به الحال ملكا لبريطانيا.
وحاليا تشهد مدينة رشيد المأساة التي تسبب الغرب فيها جزئيا.
يا لها من صدفة.
وتحولت حالة السرور التي سادت واشنطن والعواصم الغربية الاخرى في بداية ما يسمى بالربيع العربي قبل خمس سنوات، للشعور بالقلق بسبب اراقة الدماء والفوضى والبؤس الذي عانته سوريا والعراق وليبيا والهجمات الارهابية التي احتلت عناوين الصحف حول العالم.
وفي غضون ساعات قليلة، من المقرر ان يجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا فرنسا والمانيا وايطاليا والاتحاد الاوروبي في جامعة توفتس في مدفورد بماساشوستس بشمال غرب الولايات المتحدة.
ان حرم جامعة توفتس الهاديء بعيد كل البعد عن مياه البحر المتوسط الهائجة لكن الحروب في منطقة الشرق الاوسط وازمة اللاجئين التي تعصف بالمنطقة وما وراءها تتصدر جداول اعمال لقاء وزير الخارجية الامريكي بنظرائه الخمسة.
وأخيرا فإن رشيد ومدفورد ليستا ببعيدتين. وسقوط ضحية اخرى ويوم اخر من المعاناة سيكون امرا لا يحتمل.
وقد حان الوقت للولايات المتحدة والدول الغربية الاخرى للتفكير في تدخلها الخاطئ في سياسات الدول الاخرى التى تتمثل احيانا فى فرض قيمها والسعى لتغير الانظمة القائمة.
إن الوقت قد حان للغرب لاتخاذ خطوات بناءة. فعليه التزام اخلاقي ومسؤولية تاريخية للقيام بذلك.