الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحليل إخباري: حضور عباس جنازة بيريز "خطوة رمزية" ولا توقعات باختراق سياسي فوري

2016:10:03.10:06    حجم الخط    اطبع

غزة 2 أكتوبر 2016 / يرى مراقبون فلسطينيون أن حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس جنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز مثل "خطوة رمزية" من دون توقعات أن ينتج عنها اختراق سياسي فوري.

وشارك عباس على رأس وفد فلسطيني رفيع أول أمس (الجمعة) في مراسم جنازة بيريز التي جرت في مدينة القدس وحضرها كل من نائب رئيس الوزراء الأردني جواد العناني، ووزير خارجية مصر سامح شكري، وعدد من زعماء وقادة الدول من بينهم الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند.

ولدى وصوله إلى مكان مراسم الجنازة صافح عباس ومرافقيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته، فيما قدم نتنياهو شكره وتقديره للرئيس الفلسطيني على حضوره مراسم الجنازة.

وقال مسئول فلسطيني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مشاركة عباس جاءت بناء على دعوة من عائلة بيريز التي اتصلت به هاتفيا (الخميس) الماضى وطلبت منه الحضور "كضيف للعائلة".

وذكر المسئول أن الاعتبارات السياسية كانت ثانوية بشأن مشاركة عباس، وأن الاعتبارات الإنسانية هي التي حسمت الموقف، مذكرا أن نتنياهو كان اتصل بعباس هاتفيا قبل أسابيع لتعزيته بوفاة شقيقه.

ــ تأكيد على الشريك الفلسطيني

ويرى المحلل السياسي من رام الله فايز عباس أن خطوة مشاركة الرئيس الفلسطيني في مراسم الجنازة "شكلت رسالة تأكيد على وجود الشريك الفلسطيني للسلام وهو ما يرجح اليمين الإسرائيلي الذي ينفى ذلك".

ويقول عباس، إن المشاركة الرسمية الفلسطينية في مراسم الجنازة رغم أنها جاءت من منطلق إنساني "إلا أنها حققت اهتماما إعلاميا كبيرا في إسرائيل وفي الرأي العام الدولي".

ويضيف إن عباس "لو لم يشارك لأعطى فرصة لحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لاتهامه بأنه راع لما يسمونه بالإرهاب، لكنه أطل على الرأي العام الإسرائيلي والدولي ليعيد التذكير بضرورة إنهاء الاحتلال".

ويشير عباس إلى أن المشاركة الرسمية الفلسطينية في جنازة بيريز "أطلقت رسالة لا لبس فيها بالسعي الفلسطيني الجاد نحو تحقيق السلام وتقدير أي شخص سعى لإنهاء الاحتلال استنادا إلى المواثيق الدولية".

ويقدر بأن حضور عباس "سيكون له تأثير إيجابي واضح على معسكر السلام في إسرائيل، كما أنه يسحب عمليا الدعاية والأكاذيب التي يروجها التيار المعادي للمفاوضات وعملية السلام في إسرائيل".

ــ لا اختراق سياسي متوقع

جاء هذا التطور بعد أن أكثر من عامين ونصف من توقف آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.

وتعاني عملية السلام حاليا بشكل واضح من انسداد أفق استئنافها قريبا في ظل ما يعتبره مراقبون تراجع التأييد للموقف الفلسطيني الذي يسعى إلى حشد تأييد المجتمع الدولي لمبادرة سلام يتم طرحها على مجلس الأمن الدولي.

كما أن ولاية الرئيس الأمريكي الحالي أوباما أوشكت على الانتهاء وهو ما يضيف مزيدا من الجمود للعملية السياسية.

وكان أوباما رحب بحضور عباس، واعتبره "تذكير بعملية السلام التي لم تنجز بعد في الشرق الأوسط".

من جهته، استغل عباس تواجده في الجنازة ليجتمع مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي طرحت بلاده فرنسا قبل شهور مبادرة لعقد مؤتمر دولي يبحث حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل نهاية العام الجاري.

ويسعى عباس لحشد الدعم الدولي لعقد مؤتمر السلام الدولي في وجه معارضة إسرائيل للمبادرة الفرنسية وعدم الدعم الأمريكي العلني لها وهو ما يثير شكوكا كبيرة إزاء فرص نجاحها.

ويستبعد رئيس مؤسسة الدراسات الديمقراطية في رام الله جورج جقمان أن يكون لمشاركة عباس "الرمزية" في مراسم جنازة بيريز تأثير فوري أو مباشر على جهود تحريك عملية السلام.

ويبرز جقمان أن "المسافات تبدو واسعة جدا إزاء أي إمكانيات لاستئناف عملية سلام حقيقية كما أن الحكومة الإسرائيلية لا تظهر أي مؤشرات جدية على رغبتها في ذلك وكذلك الإدارة الأمريكية منشغلة بالانتخابات".

وحتى بالنسبة للرهان على المبادرة الفرنسية، ينبه جقمان إلى أنها تفتقد حتى الآن إلى أي جداول زمنية رسمية لإطلاق عملية سلام جدية أو مواقف واضحة تتعلق بقضايا الصراع الرئيسة.

وهو يرى أن تكرار الحديث عن المبادرة الفرنسية يبقى حتى الآن كمحاولة لتعبئة الفراغ السياسي الموجود بين الفلسطينيين وإسرائيل انطلاقا من الخشية بأن فراغ استمرار توقف المفاوضات سيعبئ عاجلا أم أجلا بصراع ميداني.

ويخلص جقمان إلى أن الاهتمام الدولي والأوروبي حاليا هو الإبقاء على حل الدولتين حيا كشعار "في ظل واقع يؤكد أنه غير ممكن عمليا ومستبعد تطبيقه قريبا في ظل استمرار الاستيطان ورفض إسرائيل للسلام".

ــ سهام انتقادات داخلية

جاءت مشاركة عباس في مراسم جنازة بيريز في ظل موجة انتقادات فلسطينية داخلية ضده ومطالبات واسعة من معارضيه قبل توجهه إلى القدس بالامتناع عن ذلك.

ووصل الأمر حد اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 بأن عباس بهذه الخطوة "لا يعبر عن الشعب الفلسطيني".

كما أن تعليقات فلسطينية واسعة أبدت معارضتها لتصوير بيريز على أنه "رجل السلام في إسرائيل" بوصفه مهندس اتفاق أوسلو للسلام المرحلي الذي وقع عام 1993 باعتبار أنه لم يتم استكماله.

وفى هذا الصدد، يقول الكاتب والمحلل السياسي من رام الله عبد الناصر النجار، أن "الموقف الشعبي الفلسطيني من بيريز ينطلق بشكل واضح بأن الرجل جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي على مر العقود الماضية".

ويعبر النجار عن اعتراض فلسطيني شديد من وصف أوباما بيريز خلال كلمته في مراسم جنازته، بأنه من عمالقة القرن العشرين مثل الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا.

ويعلق على ذلك "هذه مقارنة ليست في مكانها ولا تعبر عن حقيقة الرجلين، فمانديلا دفع نصف حياته في سجون الأبرتهايد في جنوب إفريقيا مدافعا عن الحرية والمساواة الحقيقية، أما بيريز ففي عهد توليه عدة مناصب رسمية تفاقم نظام الفصل العنصري تجاه الشعب الفلسطيني".

ويضيف أن "أي مقارنة هي ظلم فادح لنلسون مانديلا الذي حمل لواء الحرية والسلام والمساواة لشعوب العالم وحارب الظلم والاحتلال والعنصرية فيما يعد بيريز مسئولا عن قتل مئات الفلسطينيين".

وبالنسبة لجهوده في عملية السلام، يعتبر النجار أن بيريز "كان يكثر الكلام المعسول واللطيف لكن من دون أفعال، وحتى اتفاق أوسلو الذي كان مشاركا في إنجازه أصبح ما تبقى منه في مهب الريح لأنه لم يجلب سلاما حقيقيا".

ويخلص إلى أن الفلسطينيين "لم يجدوا لتوجهات بيريز سوى مزيدا من مصادرة الأراضي وإقامة جدران الفصل وسياسة التهجير والاقتلاع، وبالتالي غالبيتهم الساحقة لن يذكروا للرجل بأنه قدم لهم شيئا من السلام".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×