هافانا 7 أكتوبر 2016 /اتفقت الحكومة الكولومبية وحركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك)، يوم الجمعة، على إقامة عملية "سريعة وفعالة" للعمل "بشكل سريع" لإنقاذ اتفاق سلام تم التوصل إليه بصعوبة لكنه مع ذلك قوبل برفض في استفتاء شعبي.
وفي إعلان مشترك، قالت الحكومة وحركة "فارك" إنهما ملتزمتان إزاء اتفاق السلام، الذي تم توقيعه في 26 سبتمبر، وتجاه معالجة الشكوك والشواغل التي أعرب عنها الكولومبيون في الاستفتاء الذي جرى يوم الأحد الماضي.
وتوجه الاستفتاء بالسؤال إلى الكولومبيين فيما إذا كانوا يقبلون اتفاق السلام أو يرفضونه، وفي تحول غير متوقع للأحداث، فاز المعسكر الرافض للاتفاق، وإن كان بفارق ضئيل لا يتجاوز 1 في المائة.
وحصل الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس على جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة لسعيه إلى إنهاء الصراع المستمر منذ عقود في البلاد، وقد أعطى الإعلان الدفعة اللازمة لعملية السلام التي أصابها الوهن.
وجاء الإعلان المشترك بعد اجتماع جرى في هافانا بين الجانبين، بمشاركة الدولتين الضامنتين كوبا والنرويج، وكذلك رئيس البعثة الخاصة للأمم المتحدة في كولومبيا.
وأعرب كل من كبير مفاوضي الحكومة هومبيرتو دي لاكالي ونظيره في حركة "فارك" إيفان ماركيز عن استعدادهما للعمل على تبديد مخاوف الجماهير.
وقالا إنه "من المناسب أن نواصل الإصغاء، من خلال عملية سريعة وفعالة، لقطاعات مختلفة من المجتمع، من أجل فهم مخاوفهم والعمل بشكل سريع لاستخلاص الحلول".
ويعد الرئيس السابق والسيناتور الحالي ألفارو أوربي، المؤيد الرئيسي للمعسكر الرافض للاتفاق، وهو محافظ متشدد، يعتقد أن حكومة سانتوس قدمت الكثير من التنازلات لحركة "فارك"، مثل السماح لها بخوض معترك السياسة بمجرد إلقاء سلاحها.
ولفتا إلى أن اتفاق السلام يتضمن "الإصلاحات والتدابير اللازمة لوضع أسس السلام وضمان نهاية للصراع المسلح".
غير أنهما أضافا، في اعتراف بنتائج الاستفتاء، أنه "سيتم مناقشة التغييرات والتوضيحات المقترحة بين الحكومة وفارك وذلك في سبيل تقديم ضمانات للجميع".
وفي هذه الأثناء، فإن اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي النهائي، الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أغسطس، سيبقى قائما وتحت رقابة كلا الجانبين، بمساعدة من الأمم المتحدة.
كما سيواصل الجانبان العمل على "بناء الثقة ذات الطابع الإنساني"، بما في ذلك التعاون في تحديد هوية العديد ممن فقدوا في الحرب، والترويج لإبدال المحاصيل في سبيل القضاء على المخدرات غير المشروعة.
وأصدرت أيضا كل من كوبا والنرويج إعلانا ، للتأكيد على التزامهما بعملية السلام.
ولعل سوء الأحوال الجوية كان السبب وراء مشاركة أقل من 40 في المائة فقط من الناخبين الكولومبيين المسجلين في الاستفتاء، الذي جرى في الثاني من أكتوبر، مما أدى إلى فوز المعسكر الرافض أمام المعسكر المؤيد، بواقع 50.21 في المائة مقابل 49.87 في المائة.
وبدأ سانتوس في إجراء مشاورات مع أوربي ورئيس سابق آخر، إضافة إلى آخرين، في محاولة لتعديل اتفاق السلام.