فوز ترامب يثير المخاوف من احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ

مراكش، المغرب 9 نوفمبر 2016 / أثار فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية يوم الأربعاء مخاوف الخبراء المشاركين في مؤتمر تغير المناخ هنا بشأن احتمالية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس، فيما لا يزال آخرون يتوقعون أن يكون ترامب أكثر ترويا وتحليا بالمسؤولية حيال هذه القضية.

وتوجه صلاح الدين مزوار رئيس الدورة الـ22 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 22) بالتهنئة لدونالد ترامب على انتخابه، قائلا إن المؤتمر المنعقد حاليا سيواصل المناقشة والتعبئة، من أجل "متابعة التقدم الذي تحقق بالفعل مع جميع الأطراف، وخاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة".

وشدد على أن قضية تغير المناخ تتجاوز السياسة وتتعلق "بالحفاظ على مورد رزقنا وكرامتنا والكوكب الوحيد الذي نعيش عليه جميعا"، مشيرا إلى أن جميع الأطراف ستفي بالتزاماتها وتبقى على المسار في هذا الجهد الجماعي.

وكان ترامب قد تعهد خلال حملته الانتخابية "بإلغاء" اتفاق باريس فور انتخابه واصفا الاحترار العالمي بأنه "خدعة"، ووقف جميع المدفوعات التي يقدمها دافعو الضرائب الأمريكيين إلى برامج الأمم المتحدة للاحترار العالمي، وهو ما أثار قلق الكثيرين عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم 4 نوفمبر.

إن "تغير المناخ الذي يسببه الإنسان ليس اعتقاد أو خدعة أو مؤامرة. إنه حقيقة مادية"، هكذا أفادت رسالة مفتوحة صدرت في سبتمبر ووقعها 375 عضوا بالأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم بمن فيهم 30 من الحائزين على جائزة نوبل والعلماء المشهورين مثل ستيفن هوكينج.

وقالت ماريانا بانونشيو- فيلدمان كبيرة مدراء التعاون الدولي في مجال المناخ بالصندوق العالمي للحياة البرية إن "نتائج الانتخابات سوف تؤثر على نبرة المفاوضات، ولكن المهمة أمامنا مازالت هي نفسها. نحن بحاجة إلى رؤية طويلة الأجل، بغض النظر عن الانتخابات الأمريكية".

وذكر ألدين ماير مدير الإستراتيجية والسياسة من اتحاد العلماء المعنيين أن الأمر يتطلب الانتظار لنرى ما إذا كان ترامب سيكون هو نفسه ذاك الشخص "الذي رأيناه في الحملة الانتخابية، أم ترامب أكثر توازنا ومسؤولية رأيناه في خطاب القبول الذي ألقاه صباح اليوم"، مضيفا أن ثمة حاجة إلى شجاعة وترقب لرؤيته كرئيس مسؤول.

وأشار إلى أن ترامب كان "تصالحيا للغاية" في خطاب القبول الذي ألقاه يوم الأربعاء.

وقال لي شو كبير مستشاري السياسات المناخية في منظمة السلام الأخضر (غرينبيس) إن الاقتصاد الأمريكي يعمل على "عدم انبعاث الكربون" ويمثل تطوير مصادر طاقة متجددة الاتجاه العام للعمل الذي تقوم به الولايات المتحدة عند تعاملها مع التغيرات المناخية.

أما وزير البيئة البرازيلي خوسيه سارني فيلهو، فقال إن الانسحاب من مكافحة تغير المناخ أمر غير وارد في أي مجتمع في مواجهة هذه القضية الخطيرة.

كان قد تم توقيع اتفاق باريس في عام 2015 خلال مؤتمر (كوب 21). وألزم الموقعون الـ180عليه أنفسهم بالإبقاء على ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين مقارنة بمستويات ما قبل الفترة الصناعية .

ومازالت الولايات المتحدة خارج اتفاق سابق أخر بشأن المناخ، وهو بروتوكول كيوتو لعام 1997 منذ انسحاب جورج دبليو. بوش من المعاهدة في عام 2001، قائلا إنها قد تعرقل الاقتصاد الأمريكي. /نهاية الخبر/