مقالة : السياحة فى السودان تحاول النهوض من سباتها لتكون موردا اقتصاديا مهما

الخرطوم 8 نوفمبر 2016 / لم تمنح الحروب التى ضربت مناطق واسعة من السودان خلال عقدين من الزمان ، السودانيين فرصة لاظهار المقومات الطبيعية التى تجعل من بلادهم وجهة سياحية.

ويتوافر للسودان مقومات من قبيل مساحته الشاسعة وتضاريسه المتباينة وتنوع بيئته السياحية وامتلاكه لعديد الاهرامات فى الشمال والمحميات الطبيعية فى جنوبه ووسطه والمحميات البحرية فى شرقه والمرتفعات الجبلية فى غربه.

وشيئا فشيئا تنهض السياحة فى السودان لتحتل مكانها الطبيعى ولتكون موردا مهما من موارد السودان التى تعانى اوضاعا اقتصادية مختلة نتيجة لفقدان المورد الرئيسى وهو النفط بعد انفصال جنوب السودان فى العام 2011 وفقدان السودان لنحو 75 بالمائة من موارده النفطية.

ووفقا لاحدث احصاءات وزارة السياحة في السودان ، فان عائدات السياحة خلال العام 2015 بلغت 930 مليون دولار امريكى ، وان عدد السياح للعام الماضى قفز الى 700 الف سائح.

وتشير توقعات الوزارة الى ارتفاع عدد السياح بنهاية العام الحالى ومطلع العام المقبل بنسبة 7 بالمائة نتيجة لافتتاح عدد من الطرق القارية التى تربط بين السودان وعدد من الدول المجاورة اضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات بين السودان ودول مختلفة فى مجال تنشيط السياحة.

ويستعد السودان لاستقبال الامين العام لمنظمة السياحة العالمية الذى من المقرر ان يزور البلاد فى 13 نوفمبر الجارى ويشارك فى ورشة تدريبية عن السياحة كما يحضر افتتاح مهرجان السياحة والتسوق بولاية البحر الاحمر بشرق السودان.

وهذه هى الزيارة الاولى لمسؤول رفيع فى المنظمة العالمية للسياحة للسودان منذ 11 عاما ، وتجىء الزيارة بعد ان قررت المنظمة العالمية فى 5 اكتوبر من العام 2015 رفع العقوبات التي فرضتها منذ 11 عاما على الموارد السياحية والأثرية بالسودان.

وقال وزير السياحة السودانى محمد أبو زيد مصطفى، فى مؤتمر صحفى بالخرطوم اليوم (الثلاثاء) " تشكل زيارة الامين العام لمنظمة السياحة العالمية للسودان حدثا مهما بعد 11 عاما من العقوبات التى فرضتها المنظمة على السودان".

واضاف "هناك تطور كبير فى العلاقة بين السودان والمنظمة العالمية للسياحة بعد ان تمت تسوية الديون المستحقة على السودان ، وسيستفيد السودان من خلال تواصله مع المنظمة فى مجال النشاطات السياحية العالمية والإقليمية والاستفادة من الميزات التفضيلية التى قدمها المنظمة لعضويتها ، ومساعدتها لتطوير العمل السياحى".

وتجاوزت ديون السودان 489 ألف يورو ، سيتم سدادها مع الاشتراك السنوى لمدة 25 عاما.

وأكد وزير السياحة السودانى اهتمام وزارته بتوسيع دائرة النشاط السياحي، واقامة المهرجانات المتعددة لابراز المقومات السياحية وتسهيل عملية دخول السياح الاجانب للسودان واقامة البنى التحتية الضرورية.

ويرى مراقبون ان السياحة بامكانها ان تشكل واحدا من اهم الموارد الاقتصادية فى السودان فى ظل شح الموارد وتراجع الاقتصاد السودانى .

وقال عبد الرؤوف محمد عبدالله الباحث فى مجال السياحة والاثار فى السودان لوكالة انباء ((شينخوا)) اليوم "هناك مطلوبات لابد من توافرها ان ارادت الحكومة تنشيط قطاع الساحة".

واضاف " الاولويات تتمثل فى وقف الحرب واحلال السلام ، وتوفير البيئة السياحية الجاذبة" لافتا الى ان "قطاع السياحة فى السودان لايزال يعانى من تاثيرات الحرب والصورة الذهنية عن السودان".

واوضح ان جملة معوقات حجمت دور السياحة فى السودان وفى مقدمتها شح التمويل الحكومي ، وغياب دور القطاع الخاص للاستثمار في المجال السياحي ، وانعدام البني التحتية الأساسية ، اضافة الى عدم الاستقرار السياسي والانفلات الأمني.

ودرجت الحكومة السودانية على اقامة مهرجانات سياحية سنوية اشهرها مهرجان البحر الاحمر للسياحة والتسوق الذى يقام فى شهر نوفمبر من كل عام ويستمر حتى فبراير.

ويمثل المهرجان فرصة للتعريف بالارث الثقافي لمنطقة البحر الاحمر التي اشتهرت بتباين النسيج الاجتماعي المكون من قبائل مختلفة مما أنتج موروثا ثقافيا فريدا.

وبجانب سعي الحكومة السودانية لجذب السياح الاجانب، تعمل كذلك على تنشيط السياحة الداخلية، حيث طرحت وزارة السياحة برنامجا سمي "اجازتي سودانية".

ويستهدف البرنامج الأسر السودانية والمراحل السنية المختلفة للتعريف بجماليات ربوع الوطن من خلال تنشيط السياحة الداخلية بعدد من الولايات.

ويقوم برنامج "اجازتي سودانية" على شراكة بين الوزارة وشركات القطاع الخاص بهدف تشجيع السياحة الداخلية الصيفية بالنسبة لطلاب الجامعات ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والاعمال، ويشتمل البرنامج على محاور الترويج وإعداد الأفواج السياحية.