بكين 9 نوفمبر 2016 /تقدمت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة خلال الأعوام الثمانية السابقة ويتعين على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أن يعمل على الحفاظ على هذه القوة الدافعة من أجل استمرار تقدم أهم العلاقات الثنائية في العالم، مع استعداده لتولى منصبه في واشنطن.
وشهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة تقدما ملحوظا منذ زيارة كسر الجليد التي قام بها الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون إلى الصين فى 1972 من أجل تأسيس علاقات ثنائية ستكون لها نتائج عالمية فى العقود التى تلت . ولهذا السبب أثبتت بكين وواشنطن أيضا رغبتهما في السنوات القليلة الماضية فى تحسين الاتصال والتعاون الأفضل فيما بينهما .
وقد اعتبرت الاجتماعات بين كبار القادة غالبا مقياسا للعلاقات الثنائية. وكانت المحادثات الطويلة والمشاورات التى أجريت في جو ودي بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الامريكي باراك اوباما في مناسبات عديدة دليل على نمو العلاقات بين البلدين.
ووصلت الصين والولايات المتحدة خلال الأعوام الثلاثة السابقة منذ قمة صنى لاندز إلى مستوى جديد فى التجارة الثنائية والاستثمار المتبادل وتبادلات الأفراد. وحققتا أيضا تقدما في وضع معاهدة استثمار ثنائية كما تحركتا قدما فى تقوية الثقة المتبادلة بين جيشي البلدين وحققتا اختراقا في التعاون في الأمن الالكتروني.
وتكاتفت البلدان مع لاعبين عالميين آخرين فوقعتا اتفاقا تاريخيا بشأن التغير المناخي ودفعتا القضية النووية الايرانية سويا إلى نهاية ايجابية عن طريق الدبلوماسية.
بالتأكيد، لم تخل العلاقات بين أكبر كيانين اقتصاديين في العالم من الاحتكاكات .
فإن إعادة توازن واشنطن نحو منطقة آسيا- الباسيفيك التي ستنقل بموجبها جزءا كبيرا من مواردها العسكرية والسياسية إلى المنطقة، قد فسرت على نطاق واسع بأنها تستهدف الصين.
وبينما لم تبذل واشطن جهدا كبيرا لتبديد هذه الشكوك في بكين، فإن بوارجها بدأت فى الظهور في بحر الصين الجنوبي بشكل متكرر بعد وقت قليل من إعلان هذا المحور الجديد، وكل ذلك بذريعة الحفاظ على "حرية الملاحة" في المنطقة.
وشجعت هذه الأفعال بعض المدعين في بحر الصين الجنوبي وأثارت بالفعل التوترات في منطقة آسيا- الباسيفيك السلمية فى معظم انحائها وأضعفت امكانية ايجاد حل سلمي للنزاعات البحرية في المنطقة.
وقالت الصين مرارا انها ترحب بقيام الولايات المتحدة بدور بناء في آسيا- الباسيفيك وشددت على أن الباسيفيك واسع بما يكفي لضم الجانبين.
وبينما سيكون بين الجانبين اختلافات دائمة، فإنهما ليسا عالقين بالتأكيد في لعبة مباراة صفرية.
وتستطيع الحكومة الامريكية القادمة وبكين تأسيس نموذج جديد من علاقات الدول الكبرى عن طريق إدارة نزاعاتهما بشكل مناسب والعمل على دعم الثقة المتبادلة .