18 نوفمبر 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ باتت أساطيل عمال تسليم الأطعمة في المدن الصينية أثناء أوقات الوجبات اليومية، مشهدا مألوفا في الصين، ويرتدي هؤلاء العمال نفس الملابس، ويحملون معهم صناديق الأطعمة. ويمكن أن تتجاوز مداخيل هؤلاء العمال 10 ألاف يوان شهريا، لكن في خلفية المداخيل العالية، يكمن الكثير من التعب والصعوبات اليومية.
11 ألف يوان يمثل الحد الأقصى للدخل الشهري
"نكون مشغولين كثيرا أثناء أوقات الذروة، لكن الراتب الجيد يعوض مانبذله من جهود، كما نشعر بالسعادة حينما نسلم الزبائن الأطعمة التي يحبونها." يقول عامل التسليم ، شياو هوانغ.
عمل شياو هوانغ سابقا في مصنع لأجهزة التكييف."سابقا كان متوسط راتبي الشهري في حدود 4000 يوان، أما الآن فأن أسلّم أكثر من 900 طلب شهريا، وأحصل على 7000 يوان كدخل صافي، وأثناء المناسبات، يكون راتبي أعلى من ذلك."
"بلغ عدد طلباتي في شهر مايو الماضي 1100 طلب، وحصلت بذلك على راتب بـ 11 ألف يوان." يقول شياو هوانغ مفتخرا.
ووفقا للعاملين في مجال التسليم، فإن عامل التسليم يحصل على 5 يوانات على كل طلب خلال الـ 400 طلب الأولى، ثم تزيد قيمة عمولته كلما زادت الطلبات، حيث يمكنه الحصول على 10 يوانات على كل طلب بعد تجاوز 1000 طلب.
العمل في التسليم بوقت جزئي
إلى جانب عمال التسليم بوقت كامل، يمارس العديد من العمال الذين يعملون في مهن أخرى التسليم السريع لوقت جزئي.
يقول مسؤول في شركة الخدمات، أن توقيت عمل موظفيها يتركز أساسا في الفترة الصباحية، في حين تقل أعمالهم في ساعات الظهيرة والمساء. في حين أن ذروة أعمال التسليم تكون في الظهيرة والمساء، لذلك يتحول موظفو الشركة إلى عمال للتسليم في هذا الوقت.
"يحصل العامل الواحد على مابين 3 آلاف و4 آلاف يوان من أعمال التسليم فقط، وهو مايعني مضاعفة راتبه الشهري." يقول نفس المسؤول.
مصاعب العمل في التسليم السريع
صحيح أن دخل عمال التسليم عاليا نسبيا، لكن خلف هذا الراتب الكثير من التعب والمصاعب. "بعد أن نعقد إجتماعنا الصباحي على الساعة التاسعة، نقضي بقية الوقت إلى حدود الساعة الثانية ظهرا في الطرقات، ثم نعود الساعة الرابعة لأعمال التسليم إلى غاية الساعة التاسعة مساءا." يقول عامل التسليم، شياوتشن، ويضيف أحيانا نعمل حتى بعد الساعة التاسعة مساءا.
من جهة أخرى، تقول شياو هوانغ، إن العمل في التسليم السريع عمل بدني مرهق وسريع، "نحن مضبوطين بوقت محدد، وإذا تأخرنا سنتعب دون فائدة." أما حين تساقط الأمطار، فإن المصاعب تكون أكبر، "إذا كنت أسلم 30 طلبا في اليوم الواحد خلال الأيام العادية، فإن الطلب سيتضاعف حينما يهطل المطر."
"حينما أخرج لتسليم الطلبات أثناء المطر، أشعر أحيانا برغبة في البكاء، حيث أتبلل بأكملي ولايمكنني حتى أن أفتح عينايا." يقول شياوهوانغ. وعندما تهطل المطر يقول شياوهوانغ بتعليق هاتفه في رقبته وإدخاله تحت معطفه العازل. "تزيد الطلبات أثناء هطول المطر بشكل كبير، لكن أحيانا يتعجل الزبائن على التسليم ويتصلون بنا، لكن لا يمكنني أن أرفض مكالماتهم، فأنا أعرف عدة زملاء في العمل تعطلت هواتفهم لهذا السبب."
من جانب آخر، علينا أن نحافظ على تواصل مع الزبائن، كي لا يشتكوننا إل الشركة، فيتسببون لنا في خصم مئات اليوانات. وهنا يروي عامل التسليم شياوسونغ قصة حدثت له، حيث إستقبل طلب خارج المنطقة التي تغطيها أعمال التسليم السريع، "في هذه الحالة، على الزبون أن يلغي الطلب، وأكتفي أنا بإعلامه بالعذر الذي يقدمه المطعم، لكن ذلك الزبون غيّر سبب الشكاية إلى بطء عامل التسليم، وفتسبب لي في خصم 600 يوان. " لكن من حسن حظ أن شياو سونغ، أن هذا الزبون قد فسر سبب الشكاية لاحقا، ومن ثم تراجعت الشركة عن العقوبة.