تونس 29 نوفمبر 2016 / الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي (يسار) ورئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس يحضران افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي للاستثمار "تونس 2020" في تونس العاصمة. بدأت اليوم (الثلاثاء) فعاليات المؤتمر الدولي للإستثمار بتونس تحت شعار "تونس 2020" التي ستتواصل أعمالها على مدى يومين بمشاركة أكثر من 50 دولة منها الصين.
وافتتح أعمال هذا المؤتمر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بكلمة أكد فيها أنه على الرغم من صعوبة المرحلة الانتقالية،ودقة الأوضاع الاقليمية المشحونة بعوامل التوتر والأزمات الخطيرة، لاسيما بعد بلوغ أفة الإرهاب مرحلة غير مسبوقة، فإن ذلك لم يمنع الشعب التونسي من التمسك بالديمقراطية.
واعتبر أن تأمين الحياة اللائقة والكريمة وتنمية الجهات المحرومة وإعادة الأمل لشباب تونس " تمثل صمام الأمان الذي سيرسخ السلم الاجتماعي لأن نجاح الانتقال يظل رهينة الاقلاع الاقتصادي".
وأقر الرئيس التونسي في هذا السياق بأن بلاده لم تفلح بعد مرور 6 سنوات في تحقيق الانتقال الاقتصادي المنشود " لذلك نحتاج إلى تعبئة كل الطاقات بما يعجل إعادة الاقتصاد الوطني إلى عافيته".
وأشار في المقابل إلى أن تونس " تسعى لتبوء مكانة كقطب اقتصادي واعد وإلى الترفيع في حجم الاستثمارات الخارجية في إطار مخطط التنمية الخماسي وتم وضعه وفق مقاربة تشاركية واسعة وعلى اساس منوال تنمية جديد".
وبعد أن أكد أن لبلاده طاقات ذاتية ومزايا تفاضلية ما يساعدها على مجابهة وطأة الأوضاع الاقتصادية الراهنة ، بالاضافة إلى موقعها الجغرافي ، وما تتمتع به من بنية اساسية متطورة وانفتاح على السوق العالمية بما يؤهلها لتكون منصة للاستثمارات، شدد الرئيس السبسي في كلمته على أن "استقرار تونس هو ضمان لاستقرار المنطقة"، لافتا إلى أن بلاده تواجه اليوم أوضاعا استثنائية، وتحتاج دعما استثنائيا بشكل وحجم يتجاوز الأطر التقليدية ويتناسب مع حجم ما تلقته بعض الدول التي شهدت مرحلة انتقالية".
وتحدث خلال الجلسة الإفتتاحية لهذا المؤتمر أيضا الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة انطونيو قيتاراس الذي ألقى كلمة وصف فيها تونس ببلد الحكمة والتضامن والتسامح وهي مبادئ مكنت التونسيين من المحافظة على هويتهم.
واعتبر أن نجاح تونس لا يرتكز فقط على المظاهر السياسية والاجتماعية والشركاء الاقتصاديين الذين دعموا تونس ولكنه غير كاف ولابد أن نقول إن استثمار القطاع الخاص هو قرار ذكي لأن له يد عاملة ومرنة وماهرة جدا.
ومن جهته، تحدث رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس خلال الجلسة الإفتتاحية مؤكدا أن بلاده تريد لتونس أن تنجح لأن نجاحها يمثل نجاحا للمنطقة كلها.
ودعا في كلمته دول الاتحاد الاوروبي إلى الإلتزام ة بدعم تونس وجعلها أولوية في المرتبة الاولى ،"لاننا نعلم الصعوبات التي تمر بها وهي في حاجة إلى تنمية مناطقها الداخلية وبنيتها التحتية"، على حد قوله.
أما رئيس الحكومة الجزائرية عبد الملك سلال، فقد اعتبر في كلمته أن تونس " أبهرت العالم بنجاح تجربتها في سبيل الحرية والتمسك بقيم المجتمع ومبادئ حقوق الإنسان".
وقال إن بلاده التي لم تتخل عن تونس في مواجهة الاخطار الأمنية وتقديم الدعم لها "ستركز الجهود في المستقبل القريب على التعاون الاقتصادي لخلق الثروة بتشجيع الشراكة بين رجال الاعمال في البلدين من أجل الاستفادة من فرص التكامل والتنافسية كمثال وفرة الطاقة والمواد الأولية ومنظومة الانتاج".
يشار إلى أن أعمال هذا المؤتمر الدولي انطلقت اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة، علما وأن تونس تعول كثيرا على نتائج المؤتمر لإنعاش إقتصادها الذي تراجع كثيرا خلال السنوات الخمس الماضية.
وتتطلع تونس إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لتحريك عجلة الإقتصاد، وهي بذلك تستعد لعرض أكثر من 140 مشروعا استثماريا بقيمة تتجاوز الـ50 مليار دولار، على المشاركين في هذا المؤتمر.