القاهرة أول ديسمبر 2016 / أكد عدد من المحللين السياسيين أن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدولة الامارات العربية المتحدة تستهدف بالاساس تصفية الأجواء مع السعودية، واستعادة زخم العلاقات المصرية مع دول الخليج وخاصة دولة الإمارات.
وبدأ السيسي اليوم (الخميس) زيارة للعاصمة الاماراتية ابوظبي تستغرق يومين، للمشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني الـ 45 لدولة الامارات، واجراء مباحثات مع القادة الاماراتيين تتناول سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الأصعدة، بما يعزز من مستوى التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين لمواجهة التحديات الإقليمية الراهنة التي تشهدها المنطقة، حسبما ذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط).
فيما كشف عضو مجلس النواب المصري، المقرب من السلطة مصطفى بكري، أن هناك اتجاها لعقد قمة ثلاثية بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، لبحث تصفية الأجواء بين القاهرة والرياض.
وأضاف بكري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن بن زايد كان قد طرح خلال زيارته الأخيرة للقاهرة عقد قمة ثلاثية في الامارات، وهو ما لقي تجاوبا من السيسي وسلمان.
في السياق ذاته، توقع الاعلامي أحمد المسلماني في افتتاحية برنامجه "الطبعة الأولى" المذاع على أحد القنوات الفضائية المصرية، عقد قمة ثلاثية بأبو ظبي تجمع قادة مصر والسعودية والإمارات لتنقية الأجواء، مشيرا إلى وصول العاهل السعودي ايضا للعاصمة الاماراتية.
تصفية الأجواء المصرية - السعودية
أكد الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أهمية الزيارة التي يقوم بها السيسي لأبوظبي، مستطردا "ولكن الشيئ الذي لم يعلن أن هناك شكلا من اشكال الوساطة تقوم بها الامارات بين القاهرة والرياض ربما تحتاج إلى بعض التوضيح".
وقال اللاوندي لوكالة أنباء (شينخوا) إن الامارات ستحاول تحقيق مقاربة مصرية سعودية وتصفية الأجواء بينهما، لافتا إلى أن هذا يتوقف على قناعة الجانب السعودي، حيث إن مصر مصممة على أن يكون الحل السياسي هو الأساس في تسوية الأزمة السورية، فيما ترى السعودية نفس التوجه الأمريكي بضرورة اعتماد الحل العسكري.
وأعرب عن اعتقاده بأن الامارات قد تنجح في مساعيها للمصالحة بين القاهرة والرياض، وعزا ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لن يساند السعودية في موقفها من الأزمة السورية، وأن القيادة السعودية تبحث عن حلفاء يدعمون مواقفها في مواجهة التحديات المحيطة بها.
وأوضح أنه ليس من مصلحة القاهرة أو الرياض استمرار حالة الجفاء بينهما، ناهيك عن وجود نحو 3 ملايين مصري بالسعودية، ومصر متخمة بالمشكلات وليست بحاجة إلى مشكلة أخرى.
وترى الدكتورة نورهان الشيخ استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن ملف تسوية الخلافات المصرية - السعودية سيكون على جدول أعمال الزيارة، مؤكدة في الوقت نفسه على أن الملف يحتاج مناقشات مباشرة مابين القاهرة والرياض، أو لقاء مباشر بين الجانبين.
وعزت الشيخ لوكالة أنباء (شينخوا) ذلك إلى عدم قدرة أي دولة على التأثير على المملكة العربية السعودية، بما في ذلك دولة الامارات.
وتابعت قائلة "إذا أردنا تسوية ما مع السعودية فليكن هناك لقاء مصري - سعودي على مستوى القيادة لتسوية الأمور، وربما تكون الوساطة الإماراتية في الاعداد لعقد هذا اللقاء فقط".
من جانبه، أشار أحمد عليبة الباحث السياسي والكاتب الصحفي ب(الأهرام)، إلى أن دولة الإمارات لعبت دورا مهما لتصفية الأجواء بين مصر والسعودية، وأن الكويت أيضا لعبت نفس الدور، ولكنها انشغلت أخيرا بالانتخابات البرلمانية وتغيير الحكومة هناك.
وأكد عليبة لوكالة انباء (شينخوا) أن المشكلة تكمن داخل السعودية وليس في مصر، موضحا ذلك بأنه اصبح هناك الأن أكثر من صوت داخل المملكة العربية السعودية على عكس ما اعتدنا من قبل من وجود صوت واحد لها.
وشدد على أن وجود السيسي بالامارات فرصة للتقارب، وانجاح هذه المساعي الاماراتية للمصالحة وتصفية الاجواء بين القاهرة والرياض.
استعادة زخم العلاقات المصرية – الخليجية
بحث الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم (الخميس) في ابو ظبي العلاقات الأخوية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الامارات (وام).
وأكد الجانبان أهمية بناء استراتيجية عربية تضمن مواجهة التحديات وتضافر الجهود والتنسيق والتي من شأنها ان تحفظ أمن واستقرار المنطقة.
وأكدت الدكتورة نورهان الشيخ، أن دولة الامارات العربية المتحدة من أكثر الدول الداعمة لمصر على مر التاريخ، لافتة إلى أن البلدين احتفظا بدرجة كبيرة من الخصوصية في العلاقات بينهما.
وأوضحت الشيخ أن الهدف الاساسي من الزيارة، الاحتفاظ بالزخم الكبير للعلاقات الثنائية، والقضاء على بعض الاشكاليات التي شابت العلاقات المصرية - الاماراتية خلال الفترة الماضية، مؤكدة أنه لا يوجد بين البلدين خلافات عميقة كالحالة السعودية.
وقالت إن هناك ملفات أخرى ستكون حاضرة خلال الزيارة منها الملف الليبي، والملف السوري، وإيران وكيفية التعامل معها وهي ملفات لايوجد تطابق في المواقف المصرية والاماراتية حولها، حسبما ذكرت.
وأعربت الشيخ عن اعتقادها بأن العلاقات الثنائية بين القاهرة وأبوظبي كانت تحتاج لهذه الزيارة، وعزت ذلك إلى أن مصر كانت تخشى أن تعزل من كل القوى الخليجية، والإمارات لها استثمارات كبيرة في مصر وكانت داعمة لها بشكل كبير، وتسعى للحفاظ على هذا الداعم.
وأعرب السيسي خلال لقائه اليوم مع بن زايد عن تقديره للدور البناء الذي تقوم به الإمارات في دعم القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والتنمية.
وأشار إلى أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة تتطلب تعزيز التكاتف العربي بما يمكن الأمة العربية من مواجهة التحديات القائمة.
من جانبه، يقول الدكتور سعيد اللاوندي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الهدف المعلن من هذه الزيارة هو المشاركة في الاحتفال بالعيد الوطني لدولة الامارات العربية المتحدة، مؤكدا أن العلاقات مابين الامارات ومصر علاقات جيدة جدا، رغم كل ما يقال حولها.
وتابع اللاوندي "لا يمكن أن ننسى أنه في الوقت الذي كانت فيه دول العالم كله تنظر إلى مصر على أنها دولة تعاني من الارهاب، جاء رجال الاعمال الاماراتيين إلى مصر، وعقدوا مؤتمرا للاستثمار، واستثمروا بالفعل في مجالات كثيرة ومختلفة".
وأضاف أن "المستثمرين الاماراتيين تحدوا الإرهاب الذي كانت توصم به مصر في ذلك الوقت، ولا يمكن أن ننسى ذلك الأن بعد أن تخلصت مصر من خطر الارهاب".
وعانت مصر من حالة من عدم الاستقرار الأمني في أعقاب الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في 3 يوليو 2013، وشهدت العديد من العمليات الارهابية واستهداف قوات الجيش والشرطة.