الأخبار الأخيرة

تقرير إخباري: التعاون الصيني الإيراني ... نمو وتطور في إطار الحزام والطريق (2)

/مصدر: شينخوا/  16:37, December 07, 2016

    اطبع
تقرير إخباري: التعاون الصيني الإيراني ... نمو وتطور في إطار الحزام والطريق

اختتم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الثلاثاء زيارة استغرقت يومين إلى الصين، التقى خلالها نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي ونظيره الصيني وانغ يي وألقى خطابا في جامعة بكين. وقد أكد الجانبان خلال اللقاءات أن تعزيز التعاون الثنائي يأتي دعما لشراكة إستراتيجية شاملة متميزة تفتح آفاقا رحبة لتجسيد الأهداف والمشروعات الثنائية المشتركة في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقال تشانغ قاو لي إن الإدارات المعنية في كلا الجانبين أجرت تنسيقا وثيقا لتنفيذ نتائج زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لإيران في يناير الماضي وتحقيق تقدم جديد في التعاون الثنائي في مجالات السياسة والطاقة والثقافة وتشييد البني التحتية، داعيا الجانبين إلى الحفاظ على أعلى مستوى من التبادلات وتوطيد الأسس السياسية وتسهيل التعاون في مبادرة الحزام والطريق.

وترأس وانغ يي وظريف الاجتماع السنوي الأول لوزيري خارجية البلدين، وهو ما كان بمثابة اطلاق لآلية الاجتماع الوزاري السنوي بين الصين وإيران التي اتفق عليها الجانبان خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ في يناير الماضي وكذا بمثابة تنفيذ لتعهدات البلدين بتعزيز العلاقات الثنائية.

وذكر وانغ خلال اجتماعهما إن التبادلات رفيعة المستوى تلعب دورا لا غنى عنه في دفع العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن إيران دولة مهمة على طول الحزام والطريق وأن الجانب الصيني يهتم اهتماما بالغا بالتعاون مع الجانب الإيراني تحت إطار هذه المبادرة، آملا أن يحرز التعاون مع الجانب الإيراني المزيد والمزيد من الانجازات في مجالات التجارة والطاقة والبنية التحتية ودفع تنفيذ مشروعات تعاون مهمة في مجال القدرة الإنتاجية في أسرع وقت ممكن.

ومن جانبه، قال ظريف إن إيران والصين تلتزمان بمبادئ مشتركة في التعامل مع الشؤون الدولية، وتتخذان موقفا مشتركا أو متماثلا إزاء سلسلة من القضايا الدولية، مشيرا إلى أن الجانب الإيراني يدعم مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين ويشعر بالسعادة إزاء التقدم الذي أحرزته المبادرة. كما أعرب عن رغبة بلاده في دفع التعاول العملي بين الجانبين في قطاعي الطاقة والنقل لتجسيد مزيد من الإنجازات على أرض الواقع.

إن الصين وإيران تربطهما صداقة منذ أمد بعيد. وتعد الصين أكبر دولة مستهلكة للنفط الإيراني وأكبر شريك تجاري لإيران، وقد اتفق البلدان على زيادة حجم التبادل التجاري بينهما في العقد المقبل ليصل إلى600 مليار دولار أمريكي، وقاما برفع مستوى علاقاتهما إلى شراكة إستراتيجية شاملة خلال زيارة الرئيس شي جين بينغ في مطلع العام الجاري.

وخلال الخطاب الذي ألقاه في جامعة بكين وجاء تحت عنوان "التعاون الصيني الإيراني --اغتنام الفرصة ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية"، أعرب ظريف عن سعادته، في ظل عصر العولمة الحالي، برؤية النهج الصيني المتمثل في مبادرة الحزام والطريق وهو يرتكز على المتطلبات الأساسية لعالم متعولم، منوها إلى أن "هذا هو ما نحتاجه لتحقيق المحصلة الإيجابية". وقال إن التحالفات لم تعد ناجحة، لذا نحتاج إلى بناء شبكات، شبكات من الترابط والتعاون والأهداف المشتركة.

وفي هذا الصدد، أشار وو بينغ بينغ الباحث الخاص في معهد الدراسات الدولية والإستراتيجية بجامعة بكين إلى أن خطاب ظريف تطرق إلى نمط الفوز المشترك والنمو الشامل،وهذا يمس جوهر مفهوم النمو الذي تسعى إليه مبادرة الحزام والطريق والمتمثل في التعاون والفوز المشترك. وعلى أساس هذا المفهوم، يمكن الارتقاء بالتعاون بين البلدين إلى أعلى الدرجات في شتي الميادين.

وأضاف وو بينغ بينغ أن طهران تعلق آمالا كبيرة على التعاون مع بكين وتضع الصين في مكانة خاصة وهامة. وفي إطار الحزام والطريق، يمكن أن يصبح التعاون بين الجانبين متعدد المجالات ومتعدد المستويات، مشددا على أن ما اكتسبته العلاقات الثنائية من رقي ومتانة بفضل الطابع الإستراتيجي الشامل الذي أضفي عليها في يناير 2016 يعكس تطورها ويعطيها دفعة قوية، وذلك يعني أن الصين تعتبر إيران شريكا هاما لها في بناء الحزام والطريق.

و"تعد إيران ممرا هاما على طريق الحرير البري، وتولى اهتماما بالغا ببناء الحزام والطريق، وتعمل إيران على تحقيق التلاحم بين إستراتيجيتها التنموية ومبادرة الحزام والطريق لكي تساعدها هذه المبادرة على تنفيذ خطتها المعنية بالتنمية الوطنية، علاوة على أن تحقيق إستراتيجيتها التنموية يصب في صالح دفع المبادرة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها. ومن ثم، فإن هذا التلاحم مهم للغاية"، على حد قول وو بينغ بينغ.

وأكد الخبير الصيني على أن الأهم من ذلك يكمن في أن الأوساط الإيرانية بما فيها مختلف القوى السياسية والقوى الاجتماعية اتفقت على أهمية التعاون مع الصين،وهذا يتجلى بوضوح من خلال المواقف التي أبدتها حكومة روحاني والمرشد الأعلى خلال العامين الماضيين، و"هذا أمر بالغ الأهمية ولا يتحقق بسهولة ويجسد عمليا ارتقاء علاقات إيران مع الصين".

وفي الحقيقة، تسرع إيران خطواتها للعودة إلى السوق الدولية منذ أن توصلت هي والدول الست الكبرى -- الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا -- إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني في يوليو 2015، وقد دعا وانغ يي خلال لقائه ظريف إلى تنفيذ مستدام وشامل وفعال للاتفاق الذي يلقى تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بإعادة التفاوض بشأن بعض بنوده بظلال على مستقبل تطبيقه.


【1】【2】

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×