رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط يدعو إلى عدم تسييسها لتجنب "نهاية مأساوية" لليبيا

طرابلس 18 ديسمبر 2016 / دعا رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا مصطفى صنع الله، إلى عدم تسييس المؤسسة والتوافق حول آلية لتوزيع الثروة النفطية من أجل تجنب "نهاية مأساوية" لليبيا.

وقال صنع الله في بيان اطلعت عليه وكالة أنباء ((شينخوا)) اليوم (الأحد) إن "مفتاح الحل السياسي التوافقي في ليبيا، وإذا ما أردنا تجنب نهاية مأساوية تستمر فيها الحروب والصراعات وتنتهي بدمار ليبيا، فيجب أن يبدأ الجميع بالتعامل برشد مع الملف النفطي بعدم تسييس المؤسسة الوطنية للنفط أو تهديد وحدتها أو التدخل في أعمالها من جانب، والتوافق حول آلية لتوزيع الثروة النفطية بعدالة من جانب اخر".

وأوضح أن "كيفية إدارة وتوزيع الثروة النفطية هي من أهم المشاكل الأساسية والتي يدور حولها الصراع الحقيقي في ليبيا ولم تناقش بجدية حتى الآن بالرغم من أنه قد مضى من عمر الثورة قرابة الست سنوات".

وبحسب المسؤول النفطي الليبي فإن "الاتفاق السياسي الليبي الذي تم توقيعه في مدينة الصخيرات المغربية قبل سنة من الآن غفل هذا الموضوع تماما، كما أن الحوار الاقتصادي الليبي الذي انعقد في العاصمة البريطانية لندن في نوفمبر الماضي قد أشار بخجل لهذا الموضوع".

واعتبر أن هذا الأمر "يكشف حجم الهوة الموجودة والتي تفصلنا عن قرب التوصل لحل سياسي توافقي".

وتعيش ليبيا أزمة وصراعا سياسيا وأمنيا خانقا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.

وعلى خلفية هذه الأزمة يعيش قطاع النفط الليبي من تدن مستمر وانخفاض في الانتاج، الذي كان يبلغ نحو 1.6 مليون برميل يوميا قبل الصراع الحالي، ما قاد البلاد إلى أزمة اقتصادية ومالية كبيرة.

وتجاوزت الإيرادات النفطية في ليبيا خلال العام الجاري 3.8 مليار دولار حتى شهر نوفمبر الماضي، حسب البيان.

وقال المسؤول الليبي إن "عائدات النفط الليبي هي ملك لجميع الشعب الليبي"، موضحا "أن آلية تحصيل الإيرادات النفطية هي ذاتها المعمول بها منذ ما قبل الثورة وتخضع هذه الآلية للقرارات والإجراءات والضوابط الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ولا تستطيع المؤسسة منفردة تغييرها أو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال".

وتابع "أن المؤسسة تقوم بتقديم تقارير وإحصائيات دورية بشكل أسبوعي وشهري لعدد من الجهات السيادية عن إيرادات النفط الخام والغاز الطبيعي المنتجات النفطية والبتروكيماويات، ويتم نشرها سنويا في عدة تقارير منها تقرير ديوان المحاسبة".

وأضاف أن "المؤسسة الوطنية للنفط لا تتحكم بكيفية صرف الإيرادات أو عدالة توزيعها لأنها دور جهات أخرى مختصة في الدولة".

وأوضح صنع الله أن "دور المؤسسة ينحصر فقط في زيادة الانتاج، وبالتالي زيادة الإيرادات من العملة الصعبة، هذا الأمر يساهم في التخفيف من استنزاف احتياطيات المصرف المركزي، وبالتالي يساهم ذلك في حل هذه المشاكل أو على الأقل يساهم في التخفيف من زيادة تدهور الوضع الاقتصادي".

وتسعى ليبيا إلى رفع إنتاجها من النفط إلى 900 ألف برميل يوميا بنهاية العام الجاري لدعم الاقتصاد الليبي.