استطلاع : "المناخ السياسي" سبب بارز للتوتر لأكثر من نصف الأمريكيين

واشنطن 16 فبراير 2017 / يبدو أنه في الوقت الذي يتبنى فيه البيت الأبيض توجهات جديدة، فإن ما يسمى ب " المناخ السياسي" في الولايات المتحدة أصبح مصدرا مهما جديدا للتوتر بالنسبة لأغلب الأمريكيين، على الأقل وفق استطلاع جرى مؤخرا.

وبحسب أحدث استطلاع اليكتروني أجراه مركز ((هاريس بول))، فإنه بالإضافة إلى الاقتصاد والعمل والمال،التي تعد من بين ما يصنف سنويا على أنها أكبر مسببات التوتر، فإن 57 بالمئة يرون الآن أن المناخ السياسي في الوقت الراهن يعد مصدرا كبيرا، أو كبيرا بعض الشيء ، للشعور بالتوتر .

وقال لين بوفكا، المدير التنفيذي المساعد للممارسة والبحوث والسياسات بالرابطة النفسية الأمريكية أنه للمرة الأولى منذ 10 سنوات، عندما بدأت الرابطة إجراء دراستها السنوية التي تحمل عنوان : " التوتر في أمريكا : التأقلم مع التغيير" ، يصل الناس إلى هذا الحد من القلق بشأن المناخ السياسي ومستقبل البلاد .

ونقل تقرير ورد اليوم بجريدة (يو إس إيه توداي ) عن بوفكا قوله " الناس يقولون إنهم يعانون من التوتر في الوقت الراهن أكثر من أوقات مضت كانوا يتمتعون فيها ببعض الهدوء ".

وقال بوفكا : " الآن .. الشكوك تحيط بكل الأشياء . ما الذي يحدث بالضبط ؟ ما هي القرارات التي يتم اتخاذها ؟ من الذي يتخذ القرارات ؟ هل سوف تتغير الأشياء التي استمرت تحدث لفترة طويلة ؟ يبدو أن هناك الكثير من التساؤلات الحائرة في الأفق .. تساؤلات عن أشياء لن يستوعبها الناس ما لم يحاولوا أن يفهموا طبيعتها ".

ومن بين مَن شملهم الاستطلاع قال 59 بالمئة من الجمهوريين إن مستقبل الولايات المتحدة يمثل مصدرا كبيرا لقلقهم ، في مقابل 76 بالمئة من الديمقراطيين قالوا نفس الشيء .

وفي دراسة أخرى لشركة ((أليانز)) لتأمينات الحياة، وُجد أن 42 بالمئة من الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع كانوا أكثر توترا في 2016 منهم في 2015 ، حيث كان 36 بالمئة ممن شملتهم الدراسة بأنهم يعانون من زيادة التوتر .

وقال د. رون ساماريان ، الباحث النفسي بجامعة ميتشيجان في تصريحاته للمراسلين " يبدو أننا وصلنا إلى مستوى غير مسبوق من عدم اليقين السياسي، والذي يمكن أن يؤدي إلى تفكيك وحدة البلاد وتفتيت العلاقات ".

وتابع : " من المؤكد أننا لم نصل من قبل في حياتنا إلى تلك المرحلة من التشوه ...إنها حالة تضرب مختلف المناطق التي يبدو أنها كلها تسير في نفس الاتجاه الذي يسيطر فيه الشعور بعدم اليقين وفقد السيطرة أو الشعور بأننا لا نسيطر بشكل جيد ."

وقالت ويندي داي المستشار السياسي " الناس يشعرون بالقلق لأنهم لا يعرفون ما الذي ينبغي عليهم أن يصدقوه ويؤمنوا به ."

وقال بوفكا معلقا على حالة التخمة من الأخبار التي يتم تداولها عبر التليفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات اليومية بين الأمريكيين " كان المعتاد أن يكون لدينا ما يمكن تسميته بالحقيقة الموضوعية ، والآن من الصعب للغاية أن نحدد ما هي تلك الحقيقة ."