الأمم المتحدة 16 فبراير 2017 /قال مسؤول أممي رفيع في مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية هو أمر "هام جدا" و"مكسب لنا جميعا على المدى الطويل".
وأفاد فيليب تشارواث، رئيس الدورة الـ 55 للجنة الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية ، أن مفهوم بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية قد أُدرج لأول مرة في قرار للأمم المتحدة تم اعتماده بتوافق الآراء في اللجنة.
والقرار، الذي يحمل عنوان "البعد الاجتماعي للشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا" الذي قُدم في شكل توصيات إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، يدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز الدعم للتنمية في أفريقيا "في روح من التعاون المربح للجميع ولخلق مستقبل مشترك يرتكز على مصيرنا المشترك".
كما لقي مشروع القرار أيضا تأييدا قويا من جانب مجموعة الـ 77 للدول النامية في الأمم المتحدة.
ولفت تشارواث إلى أن هذا المفهوم البارز يمثل قيمة كبيرة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والأمم المتحدة ذاتها في جهودهم المشتركة الهادفة إلى بناء عالم أفضل.
وقال إنه "يمثل بشكل أساسي اعترافا بأننا جميعنا نعتمد على بعضنا البعض"، مشيرا إلى المفهوم الذي اقترحه الرئيس الصيني شي جين بينغ لأول مرة في أواخر عام 2012.
وضرب تغير المناخ كمثال على ذلك، موضحا أن أوروبا والصين والولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق هام في باريس في ديسمبر عام 2015 لمجرد "إننا جميعا ندرك أن لدينا مستقبلا مشتركا واحدا فقط، ووافق كل منا على خفض حصته من الانبعاثات لأننا نعتمد على بعضنا البعض".
وتابع أن المفهوم ينطبق أيضا عندما يتعلق الأمر بالتنمية الاقتصادية، قائلا "أعني أنه لا يمكن أن نكون سعداء بما أنجزناه في منطقة واحدة في العالم في حال كانت هناك منطقة مجاورة ترزح تحت معاناة".
وقال إنه "في أوروبا، وكما نشهد حاليا، هناك أزمة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤثر علينا بشكل يومي"، لافتا إلى العديد من المهاجرين واللاجئين الذين خرجوا من منازلهم إثر الصراعات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للبحث عن فرص أفضل في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم.
كما أن هذا المفهوم ينعكس أيضا في الجهود العالمية الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي مجموعة مكونة من 17 هدفا إنمائيا للتنمية العالمية يتم العمل على إنجازها بحلول عام 2030.
وقال تشارواث "أعتقد أن هذا المفهوم موجود في قلب أهداف التنمية المستدامة، لأنه وكما قال رئيس الدورة الـ 71 للجمعية العام للأمم المتحدة، فإن أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس هما مخطط بقاء الإنسانية"، مضيفا "أعتقد أنه يمثل أيضا طريقة فهمنا لمفهوم مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية".
ولفت إلى أنه من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، فإنه يجب على كل دولة أن تفعل ما ينبغي عليها فعله داخل حدودها، مضيفا أنه من المهم جدا أن تبذل كل دولة قصارى جهدها بمفردها في هذا الصدد، ولكن هذا ليس كافيا.
وشدد "لا يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة في بلداننا ما لم نتعاون مع دول أخرى".
واُنتخب تشارواث لرئاسة لجنة الأمم المتحدة للتنمية الاجتماعية في أوائل فبراير. ويشغل حاليا منصب نائب الممثل الدائم للنمسا لدى الأمم المتحدة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الرئيس شي في خطابه الرئيسي، الذي ألقاه في سويسرا في يناير الماضي، جدد دعوته لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ما مثل إلهاما لعالم يكتنفه التحديات والمخاطر المتزايدة.
وقال إنه يمثل "مكسب لنا جميعنا على المدى الطويل"، مضيفا "أعتقد أن هذه هي الطريقة التي أفهم بها هذا المفهوم، وهذه هي الطريقة التي تستطيع من خلالها الأمم المتحدة الاستفادة من هذا المفهوم".
وتابع "أعرف أن إنجاز فائدة مشتركة أفضل بكثير بالنسبة لكل المشاركين بدلا من تحقيق ربح سريع لبلد واحد".
وقال إن "الصين هي دولة ذات تاريخ طويل وعادة ما تكون وجهة نظرها وكيف تنظر إلى الأمور أبعد من غيرها من البلدان"، مضيفا أنه "بالنظر إلى المفهوم، يتبين لنا أنه عبارة عن رؤية بعيدة المدى".