بكين 17 فبراير 2017 /بعد وفاة طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام بسبب فيروس انفلونزا الطيور "إتش7 إن9" بمقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، جاء الدور على والدتها لتفارق الحياة بعد أسبوع من وفاة صغيرتها بسبب الفيروس نفسه.
وتوفيت المرأة التي تبلغ من العمر 23 عاما ليل الثلاثاء الماضي في أحد المستشفيات، وكانت العائلة قد سافرت إلى مقاطعة جيانغسو في شرقي الصين لقضاء عطلة عيد الربيع في 21 من يناير الماضي، حيث احتكتا هناك مع الدواجن الحية.
وفيما يتكرر نفس سيناريو المأساة في العديد من أرجاء البلاد، تم تسجيل 269 إصابة بشرية على الأقل بفيروس "إتش7 إن9"، كان الموت من نصيب 87 منها على الأقل ، وكانت معظم الحالات في مناطق بالقرب من نهر اليانغتسي ودلتا نهر اللؤلؤ.
ودفع هذا الوضع السلطات الصحية لاتخاذ تدابير وقائية للسيطرة على هذا الأمر، حيث تدرب اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الأسرة العاملين على الفحص والتشخيص والعلاج المبكر، وعلاج المرضى الذين في حالات حرجة، كما وجّهت اللجنة المذكورة أيضاً بحظر تجارة الدواجن الحية في المناطق التي تم تسجيل انتشار الفيروس المذكور فيها.
وأوقفت مدينة قوانغتشو في مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين يوم الثلاثاء الماضي تجارة الدواجن الحية لبقية الشهر الجاري، حيث سيتم القيام بتطهير وتعقيم جميع أسواق بيع الدواجن فيها.
ويعتبر التعرض والاحتكاك مع الدواجن الحية سببا رئيسا للإصابة بالفيروس وخاصة في المناطق الريفية، حيث أن جميع الأشخاص المصابين بالفيروس في مقاطعة قوانغدونغ كانوا على اتصال معها، فيما تعتبر الفترة ما بين شهري فبراير ومارس الأكثر حرجا للسيطرة على هذا الوباء، وذلك وفقا للجنة الصحة المحلية في المقاطعة.
وبدورها؛ سجلت مقاطعة تشجيانغ 35 حالة إصابة بشرية بالفيروس، توفي منها 11 شخصا في يناير الماضي، حيث تعاني من أسوأ انتشار للوباء في ثلاث سنوات، إذ تم تسجيل وجود الفيروس في 40 بالمائة من أسواق الدواجن الحية الموجودة فيها خلال الشهر الجاري مقارنة بـ 10 بالمائة في سبتمبر الماضي، الأمر الذي دفع السلطات المعنية في المقاطعة إلى إغلاق أسواق جميع الدواجن الريفية اعتبارا من يوم السبت. كما تم حظر تجارة الدواجن في المدن منذ العام 2014 .
وتم تعليق مبيعات الدواجن الحية في كل من مدن شيامن وسوتشو والعديد من المدن في مقاطعتي هونان وسيتشوان.
وفي هذا السياق قال ني دا شين نائب مدير مركز الاستجابة للطوارئ في مركز الوقاية والسيطرة على الأوبئة ، إن الحظر المفروض على تجارة الدواجن ومبيعاتها على نطاق واسع قد ساهم في تقليص عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في العديد من المناطق، مقترحا استبدال الدواجن الحية بالطيور المجمدة لتقليص مخاطر الإصابة بالفيروس.
وأطلق مركز الوقاية والسيطرة على الأوبئة في مقاطعة جيانغشي أربع فرق استجابة طارئة لمعالجة هذا الانتشار للفيروس، حيث قال تشانغ وي نائب رئيس مستشفى جامعة نانتشانغ رقم 1، إن الشتاء الدافئ والجو الرطب في الجنوب قد ساعدا كثيرا على انتشار الفيروس وتكاثره.
وبالانتقال إلى شانغهاي، فقد قال وو هوان يو من مركز شانغهاي للوقاية والسيطرة على الأوبئة إن مربي الدواجن أو الناس الضعفاء جسديا الذين يعانون من امراض أخرى يعتبرون من المجموعات الأكثر تأثرا للإصابة بالفيروس، الأمر الذي يفرض على عامة الناس ضرورة تجنب الاتصال بالدواجن.
من جانبها أعلنت مصلحة الدواء والغذاء في بكين يوم الخميس الماضي عن الحصول على أربع أنواع من اللقاحات على الضوء الأخضر للتجارب السريرية، ما يعزز من مستوى الآمال بوقاية أفضل وسيطرة اكبر على هذا الفيروس في المستقبل.
وتعود أول حالة إصابة بشرية بفيروس انفلونزا الطيور "إتش7 إن9" في الصين إلى شهر مارس من العام 2013، ويشيع انتشار الفيروس في فصلي الربيع والشتاء.